المدرب الجزائري المرشح للزمالك: مسيرته ولقبه الوحيد
شهدت الساحة الكروية المصرية، وداخل أروقة نادي الزمالك على وجه الخصوص، حالة من الترقب والتكهنات في الأيام القليلة الماضية، وذلك في أعقاب تراجع ملحوظ في أداء ونتائج الفريق الأول لكرة القدم. هذا التدهور أثار استياء جماهير القلعة البيضاء وأدى إلى تزايد الضغوط على الإدارة للبحث عن حلول جذرية. وفي خضم هذه الأجواء، برز اسم المدرب الجزائري لامين كبير كأحد أبرز المرشحين لتولي مهمة القيادة الفنية للفريق، في خطوة قد تمثل نقطة تحول للنادي في سعيه لاستعادة بريقه. التركيز على "لقبه الوحيد" يشير إلى مسيرة قد لا تكون حافلة بالألقاب، لكنها قد تكون غنية بالخبرة والتحديات التي قد تؤهله لهذه المهمة الصعبة.

الوضع الراهن لنادي الزمالك والخلفية
يمر نادي الزمالك بفترة عصيبة على صعيد النتائج في الدوري المصري الممتاز، حيث فشل الفريق في تحقيق الانتصارات المتوقعة وتراجعت مكانته في جدول الترتيب. هذا التراجع لم يقتصر على المنافسات المحلية فحسب، بل امتد ليشمل المشاركات القارية، مما فاقم من حالة الإحباط لدى الجماهير. تحت قيادة المدرب السابق يانيك فيريرا، الذي أشارت تقارير إلى انتهاء تعاقده أو الاتفاق على رحيله، بدا الفريق مفتقداً للهوية والتوازن، وهو ما دفع الإدارة للتحرك سريعا لإيجاد بديل قادر على إحداث الفارق وإعادة الروح للاعبين. تكمن أهمية هذه المرحلة في أن الزمالك، بصفته أحد قطبي الكرة المصرية، يمتلك قاعدة جماهيرية عريضة لا تقبل بغير المنافسة على الألقاب.
ملف المدرب الجزائري لامين كبير
يُعتبر لامين كبير، المدرب الجزائري، أحد الخيارات المطروحة بقوة على طاولة إدارة الزمالك. يتميز كبير بمسيرة تدريبية تركزت بشكل أساسي في الدوري الجزائري، حيث قاد عدة أندية وحقق معها مستويات متفاوتة من النجاح. أبرز ما في سجله التدريبي هو تحقيق لقب وحيد، وهو كأس الجزائر في موسم 2018-2019، وهو إنجاز يعكس قدرته على قيادة فريق لتحقيق بطولة كبرى في بيئة تنافسية قوية. يُعرف عن كبير منهجه التكتيكي المنظم، واعتماده على اللياقة البدنية العالية والانضباط التكتيكي داخل الملعب. كما يُشاع عنه قدرته على اكتشاف وتطوير المواهب الشابة، وهو ما قد يكون عاملاً جاذباً لإدارة الزمالك في ظل سياستها الهادفة لتجديد دماء الفريق. خبرته في الكرة الشمال أفريقية تمنحه ميزة إضافية، حيث يفهم طبيعة اللاعبين والجمهور والضغوط المحيطة بالأندية الكبيرة في المنطقة.
- التكتيك المفضل: يميل كبير إلى الاعتماد على خطط لعب متوازنة، مع التركيز على الدفاع القوي والانتقال السريع للهجوم عبر الأطراف.
- إدارة اللاعبين: يشتهر بقدرته على بناء علاقات قوية مع لاعبيه وتحفيزهم، مع الحفاظ على الانضباط الصارم.
- التحديات السابقة: نجح في قيادة فرق ذات إمكانيات محدودة لتحقيق نتائج جيدة، مما يبرز قدرته على العمل تحت الضغط وفي ظروف صعبة.
تطلعات الزمالك والتحديات المقبلة
إذا ما تم التعاقد مع لامين كبير، فإنه سيواجه جملة من التحديات الجسيمة. أولاً، ضيق الوقت لإعادة بناء الفريق ورفع معنويات اللاعبين بعد فترة من النتائج السلبية. ثانياً، الضغط الجماهيري والإعلامي الهائل، الذي يتطلب تحقيق نتائج فورية وملموسة. ثالثاً، ضرورة المنافسة على جميع الألقاب المتاحة، بما في ذلك الدوري المصري وكأس مصر، وربما استعادة المكانة القارية في المواسم القادمة. يتطلب هذا الوضع مدرباً ذو شخصية قوية ورؤية واضحة، وقادراً على التعامل مع بيئة كرة القدم المصرية الفريدة. اختيار مدرب أجنبي من شمال أفريقيا قد يكون خياراً استراتيجياً لتقليل فترة التأقلم الثقافي واللغوي، مقارنة بمدربين من قارات أخرى.
أهمية هذا القرار للمستقبل
إن قرار تعيين المدرب الجديد لنادي الزمالك يحمل أهمية كبرى تتجاوز مجرد تغيير على دكة البدلاء. إنه يمثل إشارة واضحة من الإدارة تجاه رؤيتها للمستقبل، سواء بالاعتماد على الخبرات المحلية، أو بالبحث عن نهج جديد من خارج المنطقة، أو في هذه الحالة، خياراً يجمع بين معرفة المنطقة ونهج تدريبي قد يكون مختلفاً. النجاح في هذا الاختبار سيعيد الثقة للجماهير ويضع الفريق على المسار الصحيح للمنافسة بقوة. الفشل، لا قدر الله، قد يضع النادي في دوامة جديدة من عدم الاستقرار. لذلك، فإن ملف المدرب الجزائري لامين كبير لا يمثل مجرد خيار تدريبي، بل هو رهاناً على رؤية جديدة قد تعيد الزمالك إلى سكة البطولات.





