المواجهة السوبر المرتقبة: رقم فريد يعزز موقف بيراميدز أمام نهضة بركان
تستعيد الأوساط الكروية الأفريقية ذكريات إحدى أبرز المواجهات القارية بين نادي بيراميدز المصري ونهضة بركان المغربي، والتي أُطلق عليها لقب "المواجهة السوبر"، خاصةً في الفترة التي سبقت نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية عام 2020. في تلك الأثناء، كان هناك "رقم مميز" يثير الكثير من التفاؤل لدى جماهير بيراميدز ويعزز موقع الفريق المصري قبل اللقاء الحاسم.

سياق "المواجهة السوبر" والخلفية التاريخية
مثّل نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لعام 2020 ذروة المنافسة بين فريقين طموحين. بيراميدز، الذي كان في صعود صاروخي بالكرة المصرية والأفريقية، وصل إلى النهائي القاري الأول في تاريخه، مؤكداً طموحاته الكبيرة. في المقابل، كان نهضة بركان يمتلك خبرة أكبر في المسابقة، حيث كان قد بلغ النهائي في الموسم السابق (2019)، مما منحه أفضلية معنوية.
لم تكن هذه المواجهة هي الأولى بين الناديين في تلك النسخة من البطولة. فقد التقيا سابقاً في دور المجموعات، وشهدت هاتان المباراتان تفوقاً واضحاً لبيراميدز. فاز الفريق المصري في مباراة الذهاب بهدفين دون رد على أرضه، وتحديداً في استاد 30 يونيو بالقاهرة، وهو الملعب الذي غالباً ما يستضيف مبارياته الهامة. ثم عاد ليحقق فوزاً آخر بهدف نظيف في مباراة الإياب بالمغرب. هذه النتائج المباشرة أسست لسردية معينة قبل اللقاء الأهم.
"الرقم المميز" الذي عزز موقف بيراميدز
كان "الرقم المميز" الذي أشار إليه الكثيرون قبل النهائي هو السجل الخالي من الهزائم لبيراميدز أمام نهضة بركان في المواجهات المباشرة لتلك النسخة من البطولة. قبل النهائي، كان بيراميدز قد حقق انتصارين من أصل مواجهتين سابقتين ضد الفريق المغربي، مسجلاً ثلاثة أهداف ولم تستقبل شباكه أي هدف. هذا التفوق التاريخي القصير، ولكنه حاسم، منح بيراميدز دفعة معنوية كبيرة وأملاً في تكرار سيناريو الفوز في المباراة الأهم.
إلى جانب هذا الرقم، أظهر بيراميدز قوة هجومية لافتة طوال مشواره في البطولة، حيث كان يضم لاعبين قادرين على صناعة الفارق وتسجيل الأهداف الحاسمة. هذا الأداء القوي المتسق عزز الاعتقاد بأن الفريق يمتلك جميع المقومات اللازمة لحصد اللقب القاري لأول مرة في تاريخه.
تفاصيل النهائي وتداعياته
أُقيمت "المواجهة السوبر" النهائية في 25 أكتوبر 2020، بمدينة الرباط، المغرب، على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله. تميزت المباراة بظروف استثنائية حيث أُقيمت خلف أبواب مغلقة، تماشياً مع الإجراءات الاحترازية المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19 العالمية. أثر هذا الغياب الجماهيري على الأجواء الحماسية المعتادة لمثل هذه النهائيات.
على الرغم من التوقعات التي كانت تميل لصالح بيراميدز بناءً على "رقمه المميز" وتفوقه السابق، إلا أن نهضة بركان تمكن من قلب الطاولة. سجل الفريق المغربي هدفاً وحيداً مبكراً في الشوط الأول، حافظ عليه طوال المباراة، ليحصد اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخه. أظهرت هذه النتيجة النهائية أن الإحصائيات والأرقام المسبقة، مهما كانت مميزة، لا تضمن الفوز في المباريات النهائية التي تحسمها تفاصيل صغيرة وروح الفريق على أرض الملعب.
الأثر والأهمية المستمرة
شكلت هذه المواجهة نقطة تحول لكلا الناديين في مسيرتهما الأفريقية. فبالنسبة لنهضة بركان، كان اللقب تتويجاً لمجهودات سنوات وتأكيداً لمكانته كقوة كروية صاعدة في القارة. أما بيراميدز، فقد كانت تجربة نهائي الكونفدرالية الأولى درساً قيماً أضاف إلى خبرة لاعبيه وإدارته، ودفع النادي لمواصلة سعيه نحو الألقاب القارية في المواسم التالية.
تظل هذه "المواجهة السوبر" مثالاً حياً على أن كرة القدم، بأرقامها وإحصائياتها، تحتفظ دائماً بعنصر المفاجأة، وأن الأداء في يوم المباراة هو الفيصل الحقيقي. وبالرغم من أن "الرقم المميز" دعم بيراميدز نفسياً ومعنوياً قبل اللقاء، إلا أن بركان أثبت أن العزيمة والإصرار يمكنهما تجاوز أي أرقام مسبقة على أرض الملعب.





