النادي الأهلي يؤكد ترحيبه بعماد النحاس في أي وقت
في تصريح يعكس العلاقات القوية والتقدير المتبادل داخل القلعة الحمراء، أكد مختار مختار، رئيس لجنة التخطيط بالنادي الأهلي، بتاريخ الخامس عشر من أكتوبر 2024، أن أبواب النادي ستظل مفتوحة أمام عماد النحاس، المدير الفني السابق للفريق الأول بالنادي، والمدرب الحالي لنادي الزوراء العراقي. يأتي هذا التأكيد ليشدد على قيمة النحاس في المنظومة الأهلاوية، سواء كلاعب سابق أو كمدرب، ومكانته كأحد أبناء النادي المخلصين.

خلفية عماد النحاس ودوره في الأهلي
يُعد عماد النحاس أحد أبرز الوجوه التي ارتبطت بالنادي الأهلي لسنوات طويلة، حيث بدأ مسيرته الكروية كلاعب مدافع متميز، وانضم للقلعة الحمراء قادماً من نادي الإسماعيلي وحقق مع الأهلي العديد من الألقاب المحلية والقارية، أبرزها دوري أبطال أفريقيا وبطولة الدوري المصري الممتاز. عُرف النحاس بروحه القيادية وقوته البدنية ومهاراته الدفاعية، مما جعله جزءاً لا يتجزأ من الجيل الذهبي للفريق في فترة منتصف الألفينات التي شهدت سيطرة الأهلي محلياً وقارياً.
بعد اعتزاله اللعب، اتجه النحاس إلى مجال التدريب، حيث بدأ مسيرته الفنية داخل جدران النادي الأهلي، وتدرج في عدة مناصب، منها مدرب للفئات العمرية ومدرب مساعد للفريق الأول، ما أكسبه خبرة واسعة في فلسفة الأهلي التدريبية والإدارية. بعد ذلك، خاض النحاس عدة تجارب تدريبية ناجحة خارج الأهلي، تولى خلالها قيادة أندية مثل المقاولون العرب وطنطا وأسوان والاتحاد السكندري، محققاً نتائج لافتة وحظي بتقدير كبير في الأوساط الكروية المصرية نظراً لأسلوبه التكتيكي وقدرته على تطوير اللاعبين الشباب. وانتقل مؤخراً لتولي مهمة تدريب نادي الزوراء العراقي، في خطوة تؤكد طموحاته التدريبية خارج الحدود المصرية وتوسيع نطاق خبراته.
أما مختار مختار، الشخصية التي أطلقت التصريح، فهو أيضاً أحد أبناء النادي الأهلي الأوفياء، ولاعب سابق ومدرب مخضرم، ويشغل حالياً منصب رئيس لجنة التخطيط بالقلعة الحمراء. هذه اللجنة استراتيجية ومعنية بوضع الرؤى والخطط الفنية للفريق الكروي الأول وتحديد احتياجاته المستقبلية، ما يمنح تصريحاته ثقلاً كبيراً ويعكس رؤية الإدارة العليا للنادي تجاه الكوادر الفنية المحتملة.
دلالات التصريح وتوقيته
تصريح مختار مختار ليس مجرد عبارة عابرة، بل يحمل في طياته دلالات عميقة تعكس سياسة النادي الأهلي الراسخة في التعامل مع أبنائه المخلصين. فغالباً ما يحرص الأهلي على استقطاب كوادره التدريبية والإدارية من بين أبنائه الذين صقلتهم خبرة النادي وقيمته الكروية والتاريخية. هذا المنهج يضمن استمرارية الفلسفة الأهلاوية ويحافظ على هويته الكروية المميزة عبر الأجيال.
على الرغم من أن عماد النحاس يتولى حالياً قيادة فريق الزوراء العراقي، إلا أن تصريح لجنة التخطيط يشير إلى أن أي عودة محتملة له في المستقبل ستكون مرحباً بها في أي وقت وبأي صفة تخدم مصلحة النادي. هذا قد يشمل أي منصب ضمن الجهاز الفني للفريق الأول، أو الإشراف على قطاعات الشباب، أو حتى دور إداري آخر يتناسب مع خبراته وقدراته المتطورة. التصريح في جوهره هو رسالة تقدير صريحة وفتح لآفاق التعاون المستقبلي، مؤكداً أن مكانته في النادي محفوظة.
يمكن فهم توقيت هذا التصريح في إطار السياسة العامة للنادي التي تحرص على إظهار الدعم والتقدير المستمر لأبنائها المخلصين، بغض النظر عن مواقعهم الحالية. كما قد يأتي في سياق المتابعة المستمرة لنجاحات أبناء الأهلي التدريبية خارج النادي، حيث يرى النادي في هذه الكفاءات ذخيرة استراتيجية قد يعتمد عليها في أوقات الحاجة أو لإعادة هيكلة الأجهزة الفنية في المستقبل، مستفيداً من خبراتهم المتجددة.
الأهمية والتأثير المحتمل
يحمل هذا التصريح أهمية كبيرة على عدة مستويات:
- تأكيد لسياسة النادي: يرسخ التصريح مبدأ الأهلي في رعاية أبنائه وفتح الأبواب لهم دائماً، مما يعزز الولاء والانتماء بين اللاعبين والمدربين السابقين والحاليين، ويخلق بيئة من الاستقرار والتقدير.
 - دعم معنوي لعماد النحاس: يقدم التصريح دعماً معنوياً كبيراً للمدرب عماد النحاس، ويؤكد على مكانته في قلوب وعقول مسؤولي وجماهير النادي الأهلي، وهو ما قد يعطيه دفعة معنوية إضافية في مسيرته التدريبية الحالية والمستقبلية، ويبرز أنه لا يزال جزءاً من العائلة الأهلاوية.
 - رسالة للمواهب الشابة: يبعث برسالة طمأنة للمواهب الشابة واللاعبين الحاليين في النادي، مفادها أن النادي يقدر جهود أبنائه ويكافئهم بفرص العودة والخدمة في المستقبل، مما يحفزهم على بذل أقصى ما لديهم والتمسك بقيم النادي.
 - احتمالية العودة المستقبلية: رغم عدم وجود خطط فورية لعودة النحاس، إلا أن التصريح يفتح الباب أمامه للعودة في أي وقت، سواء في منصب فني أو إداري، وذلك عندما تتوافق الظروف والرؤى المستقبلية للنادي مع مسيرته التدريبية. هذا الاحتمال يظل قائماً ومرغوباً به من جانب الإدارة الأهلاوية.
 
بشكل عام، يعكس هذا التصريح رؤية النادي الأهلي الطويلة الأمد في بناء وتطوير كوادره الفنية والإدارية، معتمداً على خبرات أبنائه الذين تشربوا قيم وتاريخ النادي. ويؤكد أن العلاقة مع نجومه السابقين لا تنتهي بمجرد مغادرتهم، بل هي رابطة دائمة من الاحترام والتقدير المتبادل، مما يرسخ مفهوم "الأهلي بيت الجميع" لأبنائه المخلصين.





