النادي المصري يطالب بحضور جماهيري كامل في استاد السويس الجديد لمباراة الاتحاد الليبي بكأس الكونفدرالية الأفريقية
في مطلع شهر أكتوبر 2023، خاطب مسؤولو النادي المصري البورسعيدي الجهات المختصة في مصر بطلب رسمي للموافقة على حضور جماهيري بالسعة الكاملة لاستاد السويس الجديد، وذلك قبيل المواجهة المرتقبة أمام نادي الاتحاد الليبي. تأتي هذه المباراة في إياب الدور التمهيدي الثاني لبطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية، وتُعد حاسمة لمستقبل الفريق البورسعيدي في البطولة القارية.

يهدف النادي المصري من خلال هذا الطلب إلى توفير أقصى درجات الدعم الجماهيري لفريقه، خاصة وأن المباراة تحمل أهمية قصوى بعد أن انتهت مباراة الذهاب بالتعادل الإيجابي 1-1 في بنغازي بليبيا. هذا التعادل يجعل مهمة المصري في لقاء الإياب صعبة وتتطلب الفوز بأي نتيجة أو التعادل السلبي للتأهل إلى دور المجموعات، مما يرفع من قيمة الحضور الجماهيري كعامل حاسم في دفع اللاعبين نحو تحقيق النتيجة المرجوة.
خلفية الطلب وأهمية المباراة
تُعرف جماهير النادي المصري بشغفها الكبير ودعمها المتواصل لفريقها، ويُعد الحضور الجماهيري عاملاً محورياً في رفع الروح المعنوية للاعبين وخلق أجواء ضاغطة على الفريق المنافس. في هذا السياق، جاء طلب السعة الكاملة لاستاد السويس الجديد، الذي يتسع لما يقرب من 27 ألف متفرج، ليعكس رغبة الإدارة في استغلال الدعم الجماهيري إلى أقصى حد ممكن في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين.
تُقام مباريات الأندية المصرية في البطولات الأفريقية غالبًا على ملاعب يتم تحديدها بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) والجهات الأمنية المحلية. ويُعد استاد السويس الجديد من الملاعب التي يستضيف عليها النادي المصري بعض مبارياته الهامة، لاسيما تلك التي تتطلب إجراءات أمنية خاصة أو تحتاج لسعة جماهيرية كبيرة لا تستوعبها بعض الملاعب الأخرى. هذه المباراة، بتاريخ 8 أكتوبر 2023، لم تكن استثناءً، حيث كانت الأنظار تتجه نحو قدرة المصري على تخطي عقبة الفريق الليبي القوي.
تفاصيل الطلب والإجراءات المتخذة
تقدم مسؤولو النادي المصري بطلبهم إلى مديرية أمن السويس، بصفتها الجهة المسؤولة عن تأمين الملعب والجماهير، وكذلك إلى الاتحاد المصري لكرة القدم الذي يقوم بدوره بالتنسيق مع الجهات الأمنية العليا. تضمنت المراسلات شرحاً لأهمية المباراة والحاجة الماسة للدعم الجماهيري الكبير لضمان تأهل الفريق، وهو ما سينعكس إيجاباً على الكرة المصرية عموماً في المحافل القارية.
تتبع مثل هذه الطلبات عادةً إجراءات بيروقراطية وأمنية دقيقة في مصر، حيث يتم تقييم القدرة الاستيعابية للملعب من الناحية الأمنية، وخطط التأمين المقترحة، والطبيعة الجماهيرية للفريقين، وكذلك حجم الحساسيات المحتملة. وعلى الرغم من رغبة النادي في السعة الكاملة، فإن الموافقات النهائية غالبًا ما تراعي هذه الاعتبارات لتجنب أي حوادث أو تجاوزات محتملة.
التطورات والنتائج
بعد دراسة الطلب والتقييمات الأمنية، أصدرت الجهات المختصة قرارها بالموافقة على حضور جماهيري لعدد 10 آلاف مشجع في مباراة الإياب بين المصري والاتحاد الليبي. على الرغم من أن هذا العدد لم يكن السعة الكاملة التي طالب بها النادي، إلا أنه شكل دعمًا جماهيريًا لا بأس به وأتاح الفرصة لقطاع كبير من الجماهير لمساندة فريقها في هذه المواجهة المصيرية.
عكست هذه الموافقة الجزئية التوازن الذي تحاول الجهات الأمنية إقامته بين توفير الدعم المطلوب للأندية المصرية في مبارياتها القارية وبين ضمان السلامة العامة وتنفيذ الإجراءات الأمنية الصارمة. وقد لعبت الجماهير التي حضرت دورها في بث الحماس في نفوس اللاعبين، ونجح النادي المصري بالفعل في تحقيق الفوز بهدف دون رد في المباراة، ليتأهل بذلك إلى دور المجموعات بكأس الكونفدرالية الأفريقية.
التأثيرات وأهمية الدعم الجماهيري
لا يقتصر تأثير الدعم الجماهيري على الجانب النفسي والمعنوي فقط، بل يمتد ليشمل الجانب الاقتصادي عبر بيع التذاكر، وإن كان التركيز الأساسي في مثل هذه المباريات الحرجة هو على الأداء والروح القتالية للفريق. الطلب على السعة الكاملة يُظهر إدراك الأندية المصرية لأهمية جماهيرها كشريك أساسي في النجاحات، لا سيما في البطولات القارية التي تتطلب خبرة ودعماً استثنائيين. هذه التطورات تسلط الضوء على العلاقة المعقدة والمتوازنة بين تطلعات الأندية الجماهيرية والضوابط الأمنية المنظمة لحضور المباريات في مصر، خصوصًا في المواجهات الحاسمة على الصعيد القاري.





