النيابة تخلي سبيل المطرب عصام صاصا و13 آخرين في واقعة مشاجرة بالمعادي
أمرت النيابة العامة في دار السلام بإخلاء سبيل مطرب المهرجانات المعروف عصام صاصا، بالإضافة إلى 13 شخصًا آخرين، بينهم مدير أعماله ومالك أحد الملاهي الليلية بمنطقة المعادي وعدد من العاملين لديه. جاء هذا القرار على ذمة التحقيقات الجارية في واقعة مشاجرة عنيفة، حيث وجهت إليهم اتهامات تشمل البلطجة وترويع المواطنين والتسبب في تعطيل حركة المرور، وقد تم تحديد كفالة مالية قدرها 10 آلاف جنيه لكل منهم.

خلفية الحادث وتفاصيله
تعود جذور الواقعة إلى خلاف نشب في الساعات الأولى من الصباح داخل ملهى ليلي شهير بمنطقة المعادي. ووفقًا لما تداولته التحقيقات الأولية، بدأ الأمر كمشادة كلامية بين عصام صاصا ومرافقيه من جهة، وإدارة الملهى الليلي والعاملين فيه من جهة أخرى. سرعان ما تطور الخلاف إلى اشتباك بالأيدي ومشاجرة واسعة النطاق امتدت إلى خارج المكان.
أفادت التحريات بأن المشاجرة تضمنت أعمال عنف وتخريب، مما أدى إلى إثارة حالة من الفوضى والذعر في المنطقة المحيطة. كما أدت إلى توقف حركة السير بشكل جزئي في الشارع الذي يقع فيه الملهى، وهو ما استدعى تدخل الأجهزة الأمنية للسيطرة على الموقف وإعادة الهدوء.
الإجراءات القانونية والاتهامات الموجهة
عقب تلقي بلاغ بالواقعة، انتقلت قوات الشرطة إلى مكان الحادث وتمكنت من القبض على جميع الأطراف المتورطة في المشاجرة. بلغ إجمالي عدد المقبوض عليهم 14 شخصًا، تم تقسيمهم إلى طرفين رئيسيين في محضر التحقيق: الأول يضم المطرب عصام صاصا ومدير أعماله، والثاني يشمل مالك الملهى الليلي و11 من موظفيه.
تولت نيابة دار السلام الجزئية التحقيق في القضية، حيث استمعت إلى أقوال الشهود وفحصت الأدلة المتاحة، بما في ذلك تسجيلات كاميرات المراقبة المحيطة بمكان الحادث. ووجهت النيابة إلى المتهمين جميعًا قائمة من الاتهامات الرسمية، من بينها:
- البلطجة واستعراض القوة.
- ترويع المواطنين الآمنين.
- التعدي بالضرب على بعضهم البعض.
- إتلاف ممتلكات خاصة.
- تعطيل حركة المرور والطريق العام.
قرار إخلاء السبيل وأبعاده
بعد استجواب المتهمين ومواجهتهم بالاتهامات والأدلة، أصدرت جهات التحقيق قرارها بإخلاء سبيل جميع الأطراف الأربعة عشر. لم يأتِ القرار بالإعفاء من التهم، بل كان مشروطًا بدفع كل متهم كفالة مالية بقيمة 10,000 جنيه مصري. ويعني هذا الإجراء أن المتهمين سيظلون على ذمة القضية، التي لم يتم إغلاقها بعد، وقد يتم استدعاؤهم مجددًا لاستكمال التحقيقات أو للمثول أمام المحكمة إذا تقرر إحالة القضية إليها.
يُعد إخلاء السبيل بكفالة إجراءً قانونيًا شائعًا في مثل هذه القضايا، حيث يهدف إلى ضمان حضور المتهمين لجلسات التحقيق المستقبلية دون الحاجة إلى استمرار حبسهم احتياطيًا، خاصة في الحالات التي لا تشكل خطورة مباشرة على المجتمع بعد انتهاء الحدث نفسه.
سياق القضية وأهميتها
تكتسب هذه القضية اهتمامًا إعلاميًا وجماهيريًا لكون أحد أطرافها الرئيسيين هو عصام صاصا، الذي يُعتبر من أبرز مطربي المهرجانات في مصر ويمتلك قاعدة جماهيرية واسعة. وتأتي هذه الواقعة في وقت يواجه فيه صاصا قضية أخرى لا تزال قيد التحقيق تتعلق بحادث سير أدى إلى وفاة شخص، مما يضع مسيرته وسلوكه العام تحت المجهر.
تسلط الحادثة الضوء على ظاهرة العنف والشجارات في الأماكن العامة، وتؤكد على جدية تعامل السلطات مع أي أعمال من شأنها ترويع المواطنين أو الإخلال بالنظام العام، بغض النظر عن هوية المتورطين فيها. كما تعكس القضية سير الإجراءات القضائية في مصر، بدءًا من التدخل الأمني السريع، مرورًا بالتحقيق النيابي، وانتهاءً بالقرارات المتعلقة بالحبس أو الإفراج المؤقت.





