انتشال التميمي: مهرجان الجونة ترسخ كأحد أهم المهرجانات الدولية العربية
أكد انتشال التميمي، المدير السابق لمهرجان الجونة السينمائي، على المكانة المرموقة التي اكتسبها المهرجان ليصبح واحدًا من أبرز المهرجانات السينمائية الدولية في المنطقة العربية. جاءت تصريحات التميمي، الذي قاد دفة المهرجان لستة أعوام، لتسلط الضوء على النمو المتسارع والتأثير المتزايد لهذا الحدث الثقافي الفني، في إشارة إلى تطوره ككيان سينمائي راسخ.

تأسس مهرجان الجونة السينمائي عام 2017، وسرعان ما برز كمنصة حيوية لدعم صناعة السينما في المنطقة العربية وربطها بالساحة الدولية. وقد تميز المهرجان منذ بداياته بتركيبته الفريدة التي تجمع بين عروض الأفلام العالمية والعربية، والفعاليات الصناعية المتخصصة مثل منصة سينما الجونة (CineGouna Platform)، التي تقدم دعمًا ماليًا وتطويريًا للمشاريع السينمائية الواعدة. هذا المزيج أسهم في خلق بيئة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز الإنتاج السينمائي المستقل.
خلفية وتطور المهرجان
منذ انطلاقته، سعى مهرجان الجونة إلى تحقيق أهداف طموحة تتجاوز مجرد عرض الأفلام. فقد ركز على خلق حوار ثقافي، واكتشاف المواهب الجديدة، وتقديم برامج متنوعة تعالج قضايا اجتماعية وفنية مهمة. وقد ساهم الموقع الجذاب للمهرجان في مدينة الجونة الساحلية، بالإضافة إلى التنظيم الاحترافي والرؤية الواضحة، في ترسيخ مكانته بسرعة على الخريطة السينمائية العالمية.
على مدار دوراته، استضاف المهرجان نخبة من نجوم السينما العالميين والعرب، وشهد عروضًا أولى للعديد من الأفلام التي حصدت جوائز مرموقة في مهرجانات دولية أخرى. وقد أشار التميمي في تصريحاته إلى أن هذه المميزات هي التي ميزت الجونة عن غيره من المهرجانات العريقة في المنطقة، مثل مهرجانات القاهرة والبحر الأحمر ومراكش وقرطاج، وذلك بفضل هويته التي تجمع بين الفن والصناعة والدعم المجتمعي، مما يجعله تجربة فريدة في المشهد الثقافي الإقليمي.
العودة بعد التوقف وأهمية الاستمرارية
بعد فترة توقف في عام 2022، عاد مهرجان الجونة ليقيم دورته السادسة في أكتوبر 2023، مما يعكس الإصرار على استمرارية هذا الحدث الثقافي البارز وقدرته على تجاوز التحديات. هذه العودة القوية أكدت على حاجة المنطقة لمثل هذه المنصات التي لا تقتصر على الاحتفال بالسينما فحسب، بل تمتد لتشمل دعم المواهب الصاعدة وتوفير فرص التشبيك والإنتاج المشترك، وترسيخ مكانة المهرجان كركيزة أساسية في صناعة السينما بالشرق الأوسط.
- دعم المواهب: قدمت منصة سينما الجونة دعمًا لأكثر من 150 مشروعًا سينمائيًا عربيًا ودوليًا حتى الآن، مما أسهم في ظهور أعمال فنية مميزة ونقلها إلى منصات عالمية.
- التأثير الاقتصادي: يساهم المهرجان في تنشيط الحركة السياحية والاقتصادية لمدينة الجونة ومصر بشكل عام خلال فترة انعقاده، مما يخلق فرص عمل ويجذب الاستثمارات.
- التبادل الثقافي: يستقطب المهرجان جمهورًا متنوعًا من صناع السينما والنقاد والجمهور، مما يعزز الحوار والتبادل الثقافي بين الشعوب ويقدم صورة حضارية للمنطقة.
لماذا يهم هذا الخبر؟
تكتسب تصريحات انتشال التميمي أهمية خاصة كونها تأتي من شخصية قيادية ساهمت بشكل مباشر في بناء وتطوير مهرجان الجونة منذ نشأته. إن تأكيده على مكانة المهرجان كحدث دولي بارز لا يعكس فقط نجاح المهرجان نفسه، بل يسلط الضوء أيضًا على النمو والتطور الذي يشهده المشهد السينمائي في المنطقة العربية. فمهرجان الجونة، بفضل رؤيته الطموحة ودعمه المستمر للسينما المستقلة، أصبح نموذجًا للمهرجانات التي تسعى لترك بصمة عالمية مع الحفاظ على هويتها الإقليمية. هذه الشهادة تعزز من الثقة في مستقبل المهرجان وقدرته على الاستمرار في لعب دور محوري في المشهد الفني والثقافي، مؤكدة على مساهمته الفعالة في إثراء الحياة الثقافية بالمنطقة.





