انتعاش مؤشر «نيكي» الياباني بفضل التكنولوجيا بعد هبوط كبير
شهدت الأسهم اليابانية انتعاشاً ملحوظاً في تداولات يوم الأربعاء، 15 مايو 2024، حيث استعاد مؤشر «نيكي 225» الرئيسي قوته بعد أن كان قد سجل أكبر تراجع له منذ شهر أبريل الماضي. وقد قاد هذا التعافي قطاع التكنولوجيا، الذي شهد عودة قوية لاهتمام المستثمرين، مدفوعاً بالتفاؤل الحذر وإعادة تقييم المخاطر بعد فترة من التقلبات الشديدة.

خلفية التراجع الحاد وأسباب القلق
تعرض مؤشر «نيكي» لسلسلة من الانخفاضات الحادة في الفترة التي سبقت هذا الانتعاش، وكان السبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو تصاعد حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد أثارت الخلافات التجارية، وخصوصاً المخاوف المتعلقة بفرض رسوم جمركية إضافية على السلع الصينية وقيود على شركات التكنولوجيا، قلقاً واسعاً في الأسواق العالمية.
تأثرت الشركات اليابانية بشكل خاص بهذه التوترات نظراً لارتباطها العميق بسلاسل التوريد العالمية واعتمادها على أسواق التصدير الكبيرة في كل من الصين والولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، سارع المستثمرون إلى بيع الأصول التي تُعتبر أكثر عرضة للمخاطر الاقتصادية والسياسية، وعلى رأسها أسهم شركات التكنولوجيا والصناعات المرتبطة بالتصدير، مما أدى إلى ضغوط بيعية كبيرة على المؤشر.
محركات الانتعاش وتصدر قطاع التكنولوجيا
جاء انتعاش «نيكي» مدفوعاً بعوامل متعددة، أبرزها عودة المستثمرين لشراء أسهم التكنولوجيا التي كانت قد تعرضت لعمليات بيع مكثفة. يرى المحللون أن هذا التحول يعكس اعتقاداً بأن هذه الأسهم قد وصلت إلى مستويات مغرية بعد التراجع الحاد، مما أتاح فرصاً للمستثمرين الباحثين عن صفقات. علاوة على ذلك، ربما تكون هناك إشارات ضمنية أو توقعات بأن حدة التوترات التجارية قد تخفف أو أن تأثيرها على أرباح الشركات قد لا يكون بالسوء المتوقع في البداية.
- شراء الصفقات: استغل المستثمرون تراجع أسعار أسهم التكنولوجيا لشراء أسهم شركات قوية بأسعار أقل.
- مرونة قطاع التكنولوجيا: أظهرت بعض شركات التكنولوجيا الكبرى مرونة في نموذج أعمالها أو قدرة على التكيف مع التحديات، مما أعاد الثقة فيها.
- توقعات التكنولوجيا المستقبلية: لا يزال الإيمان بالنمو طويل الأجل في قطاع التكنولوجيا قوياً، مما يجعله وجهة جذابة للاستثمار على الرغم من التقلبات القصيرة الأجل.
هذا الانتعاش لا يقتصر فقط على أسهم التكنولوجيا؛ فبعض أسهم القطاعات الأخرى المرتبطة بالطلب المحلي أو ذات الدفاعات القوية ضد التقلبات الاقتصادية قد شهدت أيضاً دعماً، ولكن قطاع التكنولوجيا كان هو القائد بلا منازع في هذه الجولة من التعافي.
تداعيات وتوقعات السوق
يمثل انتعاش «نيكي» بارقة أمل للمستثمرين في السوق الياباني، ويشير إلى أن هناك مرونة وقدرة على التعافي حتى في ظل الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الصعبة. ومع ذلك، يظل المحللون حذرين، مؤكدين أن مسار السوق سيعتمد بشكل كبير على التطورات المستقبلية في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى البيانات الاقتصادية العالمية والسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى.
إن قدرة «نيكي» على الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي ستعتمد على عدة عوامل رئيسية، بما في ذلك استقرار الاقتصاد العالمي، وتطورات أرباح الشركات اليابانية، وأي إشارات على حل وشيك أو تخفيف للتوترات التجارية. في الوقت الحالي، يعكس هذا الانتعاش تقييم المستثمرين المتغير للمخاطر والفرص في سوق يابانية متقلبة.





