بثلاثية نظيفة.. برشلونة يتجاوز إلتشي بسهولة ويتربع مؤقتًا على صدارة الليغا
حقق نادي برشلونة فوزًا مريحًا ومنطقيًا على ضيفه إلتشي بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، في المباراة التي جمعت الفريقين على ملعب سبوتيفاي كامب نو يوم 17 سبتمبر 2022، ضمن فعاليات الجولة السادسة من الدوري الإسباني لكرة القدم. وشهدت المباراة تألقًا لافتًا للمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي سجل هدفين، بينما أضاف ممفيس ديباي الهدف الثالث. وقد لعب النقص العددي المبكر في صفوف إلتشي دورًا حاسمًا في سيطرة الفريق الكتالوني الكاملة على مجريات اللقاء، ليصعد بهذا الانتصار إلى صدارة الترتيب بشكل مؤقت.

خلفية المباراة والسياق العام
دخل برشلونة اللقاء بمعنويات متباينة، فبعد سلسلة من الانتصارات المحلية المقنعة، تعرض الفريق لهزيمة أوروبية أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا. لذلك، كانت مباراة إلتشي فرصة مثالية للعودة إلى مسار الانتصارات واستعادة الثقة، ومواصلة البداية القوية في الليغا تحت قيادة المدرب تشافي هيرنانديز. كان الفريق الكتالوني يهدف إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور لتحقيق فوز يعزز من موقعه في صراع الصدارة مع غريمه التقليدي ريال مدريد.
على الجانب الآخر، وصل إلتشي إلى الكامب نو وهو يعاني من وضع صعب للغاية، حيث كان يقبع في المركز الأخير بجدول الترتيب برصيد نقطة واحدة فقط من خمس مباريات، مما جعل مهمته شبه مستحيلة أمام فريق بحجم برشلونة وفي ملعبه. كان الفريق يبحث عن أي نتيجة إيجابية لتحسين وضعه المعنوي والنقطي، لكنه كان يدرك حجم التحدي الذي يواجهه.
أحداث المباراة ونقاط التحول الرئيسية
بدأت المباراة بسيطرة متوقعة من جانب برشلونة، لكن نقطة التحول الحاسمة جاءت في وقت مبكر جدًا. ففي الدقيقة 14، ارتكب قائد فريق إلتشي، جونزالو فيردو، خطأً تكتيكيًا لمنع روبرت ليفاندوفسكي من الانفراد بالمرمى، ليشهر الحكم في وجهه البطاقة الحمراء المباشرة. هذا الطرد المبكر جعل مهمة الفريق الزائر أكثر تعقيدًا، وفتح الباب على مصراعيه أمام برشلونة للسيطرة المطلقة.
بعد الطرد، أحكم برشلونة قبضته على المباراة، وفي الدقيقة 34، نجح في ترجمة تفوقه إلى هدف أول. انطلق الظهير الشاب أليخاندرو بالدي من الجهة اليسرى وأرسل عرضية متقنة حولها ليفاندوفسكي بسهولة إلى داخل الشباك. وقبل نهاية الشوط الأول بدقائق، وتحديدًا في الدقيقة 41، أضاف ممفيس ديباي الهدف الثاني بعد مجهود فردي رائع، حيث استلم الكرة وظهره للمرمى ثم استدار بمهارة وسدد بقوة في سقف المرمى، لينتهي الشوط الأول بتقدم مستحق بهدفين نظيفين.
مع بداية الشوط الثاني، لم يتغير السيناريو، حيث واصل برشلونة ضغطه الهجومي، ولم يحتج ليفاندوفسكي سوى ثلاث دقائق ليضيف الهدف الشخصي الثاني له والثالث لفريقه. ففي الدقيقة 48، استغل المهاجم البولندي ارتباكًا دفاعيًا داخل منطقة الجزاء ليتابع كرة مرتدة ويضعها في الشباك. بعد الهدف الثالث، هدأ إيقاع اللعب نسبيًا، حيث قام المدرب تشافي بإجراء عدة تبديلات لإراحة بعض لاعبيه الأساسيين وإعطاء الفرصة لآخرين مثل أنسو فاتي وفيران توريس، لتنتهي المباراة بفوز كبير ومستحق لبرشلونة.
التأثير والنتائج المترتبة
بهذا الفوز، رفع برشلونة رصيده إلى 16 نقطة، ليقفز إلى صدارة ترتيب الدوري الإسباني مؤقتًا، متفوقًا بنقطة واحدة على ريال مدريد الذي كان سيخوض ديربي العاصمة في اليوم التالي. شكّل هذا الانتصار دفعة معنوية مهمة للفريق قبل فترة التوقف الدولي، وأكد على قوته الهجومية وقدرته على حسم المباريات ضد الفرق الأقل مستوى.
كان للأداء الفردي لبعض اللاعبين أثر واضح، ومن أبرزهم:
- روبرت ليفاندوفسكي: واصل سجله التهديفي الاستثنائي منذ انضمامه للنادي، حيث رفع رصيده إلى ثمانية أهداف في صدارة هدافي الليغا، مؤكدًا أنه الصفقة الأهم للفريق.
 - أليخاندرو بالدي: قدم مباراة ممتازة أخرى، بصناعته للهدف الأول وتحركاته المستمرة على الرواق الأيسر، ليثبت نفسه كخيار أساسي في مركز الظهير.
 - بيدري: سيطر على خط الوسط بفضل رؤيته وتمريراته الدقيقة، وكان محور اللعب الرئيسي للفريق طوال المباراة.
 
أما بالنسبة لإلتشي، فقد زادت هذه الهزيمة من معاناته، حيث ظل في قاع الترتيب بدون أي انتصار، وبات مستقبله في دوري الدرجة الأولى محفوفًا بالمخاطر منذ وقت مبكر من الموسم.





