برعاية مصرية، القاهرة تستضيف اجتماعاً للفصائل الفلسطينية لتوحيد الرؤى
أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ المصري، على الأهمية الاستراتيجية للقاهرة كفاعل أساسي في مسار القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الجهود المصرية الأخيرة نجحت في جمع الفصائل الفلسطينية على طاولة حوار واحدة. جاءت تصريحاته في سياق اجتماع استضافته العاصمة المصرية برعاية مباشرة من جهاز المخابرات العامة المصرية، والذي وُصف بأنه محطة تاريخية فارقة تهدف إلى بلورة موقف وطني فلسطيني موحد لمواجهة التحديات الراهنة.

خلفية الدور المصري ومساعي المصالحة
تلعب مصر تاريخياً دوراً محورياً في الوساطة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، نظراً لموقعها الجغرافي وعلاقاتها السياسية مع جميع الأطراف المعنية. وتعتبر القاهرة الوجهة الدبلوماسية الرئيسية لاجتماعات المصالحة الفلسطينية الداخلية، والتي تهدف بشكل خاص إلى إنهاء الانقسام القائم منذ سنوات بين حركتي فتح وحماس. وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية مصرية أوسع تسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومنع تصعيد النزاعات، مع التأكيد على أن وجود جبهة فلسطينية موحدة هو شرط أساسي لأي تقدم في عملية السلام.
أهداف الاجتماع والتحديات الرئيسية
ركز الاجتماع الأخير، بحسب تصريحات الشهابي، على تنسيق الجهود لمواجهة مجموعة من التحديات المصيرية التي تهدد القضية الفلسطينية. وتشمل هذه التحديات ما يلي:
- مواجهة العدوان وسياسات التوسع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
- التصدي لمخططات التهجير القسري وضم الأراضي التي تتعارض مع القانون الدولي.
- رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأشار الشهابي إلى أن نجاح الدبلوماسية المصرية في جمع كافة الفصائل، على اختلاف توجهاتها الفكرية والسياسية، يمثل خطوة هامة نحو إعادة اللحمة للصف الفلسطيني، وهو ما يعزز من الموقف الفلسطيني في المحافل الدولية ويمنحه قوة تفاوضية أكبر.
الأهمية الاستراتيجية لتوحيد الموقف الفلسطيني
يشدد المراقبون على أن الانقسام الفلسطيني الداخلي كان أحد أبرز العوامل التي أضعفت الموقف الفلسطيني على مدى العقد الماضي. لذا، يُنظر إلى الاجتماعات التي ترعاها القاهرة على أنها ليست مجرد لقاءات بروتوكولية، بل هي محاولات جادة لإعادة بناء الثقة وتأسيس آليات عمل مشتركة. إن تحقيق موقف وطني موحد يمكّن الفلسطينيين من التحدث بصوت واحد للعالم، ويوجه رسالة واضحة حول تمسكهم بثوابتهم الوطنية، وعلى رأسها حق تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة. ويرى الشهابي أن القاهرة، من خلال دورها، أثبتت مجدداً أنها تبقى المفتاح الرئيسي لأي حل مستقبلي يتعلق بالقضية الفلسطينية.





