بطريرك الأقباط الكاثوليك يدشن الرياضة الروحية لكهنة الإيبارشية البطريركية بوادي النطرون
في خطوة تعكس التزام الكنيسة القبطية الكاثوليكية بالرعاية الروحية المستمرة لرجال الدين، دشن البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، يوم الإثنين الموافق 20 مايو 2024، الرياضة الروحية السنوية لكهنة الإيبارشية البطريركية. أُقيم هذا التجمع الروحي المهم في بيت القديس فرنسيس الأسيزي للرياضات الروحية بمنطقة وادي النطرون التاريخية، تحت شعار "أحبك يا رب يا قوتي"، وهو ما يؤكد على أهمية العودة إلى الجذور الروحية والتجديد الشخصي والكهنوتي.

تعتبر الرياضات الروحية تقليدًا راسخًا وضروريًا في الكنيسة، وتوفر للكهنة فرصة للابتعاد عن صخب الحياة اليومية والمسؤوليات الرعوية المكثفة، والتركيز على العلاقة الشخصية مع الله والتأمل في دعوتهم. يهدف هذا التجمع إلى تعزيز التجديد الروحي والفكري للكهنة، مما يمكنهم من أداء رسالتهم بفاعلية أكبر وحيوية متجددة.
الخلفية والأهمية الروحية
تمثل الكنيسة القبطية الكاثوليكية إحدى الكنائس الشرقية الكاثوليكية المستقلة، التي تحافظ على طقوسها وتقاليدها القبطية الأصيلة، بينما ترتبط بالشركة الكاملة مع أسقف روما. يرأسها بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، الذي يقوم بدور محوري في قيادة ورعاية الكنيسة في مصر والمهجر. وتعد الإيبارشية البطريركية هي الكيان الكنسي المباشر تحت سلطة البطريرك.
لطالما كان وادي النطرون، حيث يقام هذا التجمع، مركزًا رئيسيًا للحياة الرهبانية والروحية في مصر منذ قرون عديدة. استضافت هذه المنطقة العديد من القديسين والرهبان الذين أسسوا أديرة ما زالت قائمة حتى اليوم، مما يجعل اختيار هذا الموقع للرياضات الروحية خيارًا ذا دلالة عميقة، يربط الكهنة بتقاليد الأجداد الروحية ويشجع على التأمل في الإرث المسيحي المصري العريق.
إن الرياضات الروحية السنوية للكهنة ليست مجرد فرصة للراحة، بل هي فترة مكثفة من التأمل والصلاة والتجديد. يتم خلالها تقديم عظات ودروس روحية، وفرص للتوبة والاعتراف، والاحتفال بالقداس الإلهي، والمشاركة في الأنشطة الجماعية التي تعزز الروابط الأخوية بين الكهنة. الشعار المختار للرياضة، "أحبك يا رب يا قوتي" (مأخوذ من المزمور 18: 1)، يوجه المشاركين نحو الاعتماد الكلي على القوة الإلهية في مسيرتهم الكهنوتية، ويذكرهم بأن خدمتهم تنبع من محبة الله وتعتمد على نعمته.
المشاركون والبرنامج المتوقع
يشمل المشاركون في هذه الرياضة الروحية كهنة الإيبارشية البطريركية، الذين يخدمون في مختلف الرعايا والمؤسسات الكنسية التابعة للبطريركية. من المتوقع أن يتضمن البرنامج اليومي للرياضة فقرات للصلاة الصباحية والمسائية، جلسات تأمل موجهة، محاضرات يقدمها البطريرك نفسه أو أساقفة آخرون وخبراء في اللاهوت الروحي، بالإضافة إلى أوقات مخصصة للتأمل الشخصي والصمت.
تعتبر مشاركة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق شخصيًا في افتتاح وقيادة جزء من الرياضة الروحية دليلاً على الأهمية الكبرى التي توليها قيادة الكنيسة لتطوير ورعاية كهنتها. وجوده يضيف بعدًا أبويًا وراعويًا للرياضة، ويشجع الكهنة على الانفتاح والاستفادة القصوى من هذه الفترة الروحية.
التأثير والآفاق المستقبلية
تهدف هذه الرياضة الروحية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية: تعزيز النمو الروحي للكهنة، وتجديد التزامهم بالدعوة الكهنوتية، ومعالجة التحديات الروحية والرعوية التي قد يواجهونها في خدمتهم. كما تساهم في تقوية الروابط الأخوية بين الكهنة، مما يخلق شبكة دعم قوية داخل الإيبارشية. من خلال هذه التجديدات، يتوقع أن يعود الكهنة إلى رعاياهم بقلوب وعقول متجددة، وأكثر استعدادًا لخدمة شعب الله بفعالية وحماس.
تؤكد مثل هذه الفعاليات على استمرارية الكنيسة في توفير الدعم الشامل لرجال الدين، ليس فقط على المستوى الإداري والرعوي، بل وعلى المستوى الروحي والشخصي، مما يضمن استدامة الخدمة الكنسية وجودتها في المستقبل.





