بلاغات عن تحوّل لون آيفون 17 برو البرتقالي إلى الوردي
تتزايد في الآونة الأخيرة بلاغات المستخدمين عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي حول مشكلة غير متوقعة تؤثر على هواتف آيفون 17 برو الجديدة. وتشير هذه البلاغات إلى أن النسخة ذات اللون البرتقالي الكوني، الذي كان أحد الألوان المميزة للجهاز عند إطلاقه، بدأت تتحول تدريجياً لتكتسب درجة لون أقرب إلى الوردي الذهبي أو الوردي الباهت. وقد أثارت هذه الظاهرة موجة من الاستياء والتساؤلات بين أصحاب الهواتف وعشاق التكنولوجيا على حد سواء، مطالبين بتوضيحات من شركة آبل حول سبب هذا التحوّل المفاجئ وما إذا كان يشير إلى عيب في التصنيع أو مشكلة في جودة المواد المستخدمة.

الخلفية: اللون البرتقالي الكوني وأهميته
عندما أطلقت آبل سلسلة آيفون 17 برو في أواخر عام 2024، كان اللون البرتقالي الكوني (Cosmic Orange) إحدى الإضافات الجديدة والبارزة التي لاقت استحسان الكثيرين. لطالما اشتهرت آبل باهتمامها البالغ بالتصميم والألوان التي تعتمدها لأجهزتها، وتُعد الألوان الجديدة في كل جيل وسيلة لجذب المستهلكين وتقديم خيارات فريدة. يُذكر أن هذا اللون، الذي يميل إلى الدرجات الدافئة والعميقة، كان مروجاً له كخيار جريء ومبتكر. وقد عززت سمعة آبل في تقديم منتجات عالية الجودة ومتينة توقعات المستهلكين بأن تحافظ ألوان هواتفهم على رونقها الأصلي طوال فترة الاستخدام.
التطورات الرئيسية وملاحظات المستخدمين
بدأت البلاغات الأولى تظهر بعد أسابيع قليلة من طرح الجهاز في الأسواق. وثّق العديد من المستخدمين هذه المشكلة بالصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر بوضوح التباين بين اللون الأصلي للجهاز في مناطق لم تتعرض للمشكلة (مثل تحت حافظة الهاتف) واللون المتحول في الأجزاء المكشوفة. وتتضمن الملاحظات الشائعة ما يلي:
- تغير تدريجي: أشار معظم المستخدمين إلى أن التغير اللوني لم يحدث فجأة، بل كان تدريجياً ويصبح أكثر وضوحاً مع مرور الوقت.
- الأجزاء المتأثرة: يبدو أن التغير يؤثر بشكل خاص على الإطار الجانبي للهاتف، والذي يُعتقد أنه مصنوع من التيتانيوم المؤكسد أو سبائك معدنية مماثلة، بالإضافة إلى الأجزاء الخلفية من الزجاج الملون.
- الظروف البيئية: يتكهن البعض بأن التعرض لأشعة الشمس المباشرة أو الحرارة المرتفعة أو حتى تفاعل مواد معينة (مثل زيوت اليد أو مواد التنظيف أو حافظات الهاتف غير الأصلية) قد يكون عاملاً مساهماً، على الرغم من أن بعض المستخدمين أكدوا أن هواتفهم لم تتعرض لظروف قاسية.
- نطاق المشكلة: لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المشكلة تؤثر على جميع هواتف آيفون 17 برو ذات اللون البرتقالي الكوني، أم أنها تقتصر على دفعة معينة من الإنتاج أو ظروف استخدام محددة.
حتى تاريخ منتصف نوفمبر 2024، لم تُصدر شركة آبل بياناً رسمياً شاملاً بشأن هذه المشكلة. وقد أفاد بعض المستخدمين الذين اتصلوا بخدمة العملاء بأنهم تلقوا ردوداً متباينة، تتراوح بين اقتراح التنظيف بمواد معينة، أو اعتبارها مجرد تغير جمالي لا يؤثر على الأداء، أو حتى تقديم عروض استبدال في بعض الحالات النادرة بعد تقييم الجهاز.
أهمية القضية وتأثيرها المحتمل
تتجاوز هذه المشكلة مجرد الجانب الجمالي لعدة أسباب:
- سمعة العلامة التجارية: يُمكن أن تؤثر مثل هذه العيوب في الألوان، حتى لو كانت سطحية، على سمعة آبل كشركة رائدة في مجال الجودة والتصميم. المستهلكون يدفعون أسعاراً مرتفعة لأجهزة آيفون، ويتوقعون أن تحافظ هذه الأجهزة على حالتها الأصلية.
- ثقة المستهلك: تُثير هذه الظاهرة تساؤلات حول متانة المواد المستخدمة وعمليات مراقبة الجودة. وقد يؤدي تآكل الألوان إلى تآكل ثقة المستهلك في المنتج ككل.
- القيمة السوقية وإعادة البيع: قد يؤثر التغير اللوني على قيمة إعادة بيع الجهاز، حيث يفضل المشترون عادة الأجهزة التي تحتفظ بمظهرها الأصلي.
- سابقة آبل مع التيتانيوم: تجدر الإشارة إلى أن إطلاق سلسلة آيفون 15 برو، التي اعتمدت إطاراً من التيتانيوم، شهد أيضاً بعض الجدل حول تغير لون الإطار بسبب زيوت الأصابع أو العوامل البيئية، مما استدعى توضيحات من آبل. قد تشير هذه المشكلة الجديدة إلى تحديات مستمرة في التعامل مع مواد التشطيب المتقدمة.
الأسباب المحتملة والتكهنات الفنية
تتعدد التكهنات حول السبب وراء هذا التحول اللوني. يعتقد الخبراء والمحللون التقنيون أن الأسباب المحتملة قد تشمل:
- تدهور الصبغة أو الطلاء: قد يكون اللون البرتقالي الكوني يعتمد على صبغة أو طبقة طلاء غير مستقرة كيميائياً تتعرض للتدهور بفعل الأشعة فوق البنفسجية (UV) أو عوامل الأكسدة أو التفاعلات الكيميائية مع مواد أخرى.
- عملية الأكسدة/الأنودة: إذا كان الإطار مصنوعاً من التيتانيوم أو الألومنيوم المؤكسد، فإن عملية الأنودة (التي تُستخدم لإعطاء اللون) قد تكون غير متسقة أو حساسة لعوامل خارجية تؤدي إلى تغير في التركيب الكيميائي للطبقة السطحية.
- تفاعل مع مواد الحافظات: بعض مواد حافظات الهواتف الرخيصة أو غير القياسية يمكن أن تتفاعل كيميائياً مع طلاء الهاتف أو سطحه، مما يؤدي إلى تغير اللون عند نقاط التلامس.
- الحرارة والرطوبة: التعرض المستمر لدرجات حرارة عالية أو رطوبة يمكن أن يُسرع من التفاعلات الكيميائية التي تؤثر على استقرار اللون.
تنتظر مجتمعات التكنولوجيا والمستهلكون حول العالم رداً واضحاً وحلاً من شركة آبل لهذه المشكلة. فبينما يرى البعض أنها مجرد مسألة جمالية، يراها آخرون مؤشراً محتملاً على مشكلة أعمق في جودة التصنيع. يُنصح المستخدمون المتأثرون بتوثيق المشكلة جيداً والتواصل مع دعم آبل، مع الاحتفاظ بجميع الأدلة التي تثبت التغير اللوني على أمل الحصول على حل أو استبدال.



