بوكا جونيورز يعلن وفاة مدربه المخضرم ميجيل أنخيل روسو
في نبأ حزين هز أوساط كرة القدم الأرجنتينية والعالمية، أعلن نادي بوكا جونيورز العريق اليوم عن وفاة مدربه السابق والمخضرم، ميجيل أنخيل روسو، عن عمر يناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. ويأتي هذا الإعلان ليضع حدًا لمسيرة كروية حافلة بالإنجازات واللحظات التاريخية، ترك خلالها روسو بصمة لا تُمحى كلاعب ثم كمدرب محنك، خصوصًا في قلوب جماهير بوكا جونيورز التي قادها لتحقيق أحد أهم ألقابها القارية.

تعد وفاة روسو خسارة كبيرة لكرة القدم الأرجنتينية التي فقدت أحد أبرز رموزها التدريبية، الذي عُرف بأسلوبه التكتيكي المميز وقدرته على استخراج أفضل ما لدى لاعبيه، فضلاً عن شخصيته الهادئة والمحترمة التي أكسبته حب وتقدير الجميع. كان روسو، الذي غاب عن المشهد الكروي في الآونة الأخيرة بسبب تدهور حالته الصحية، يمثل جيلًا من المدربين الذين ربطوا بين جيلين من اللعبة، محافظًا على الأصالة والتفاني في العمل.
خلفية ومسيرة حافلة
وُلد ميجيل أنخيل روسو في 27 أبريل 1956، وبدأ مسيرته الكروية كلاعب خط وسط، حيث لمع نجمه بشكل خاص مع نادي إستوديانتيس دي لا بلاتا خلال حقبة الثمانينيات. كان جزءًا من الفريق الذي حقق لقب الدوري الأرجنتيني متروبوليتانو عام 1982، تاركًا بصمة كلاعب قوي ومؤثر في وسط الملعب. بعد اعتزاله اللعب، سرعان ما تحول روسو إلى مجال التدريب، ليبدأ فصلًا جديدًا وأكثر إشراقًا في حياته الكروية.
امتدت مسيرة روسو التدريبية لأكثر من ثلاثة عقود، قاد خلالها العديد من الأندية البارزة في الأرجنتين وأمريكا الجنوبية، وترك إرثًا تدريبيًا غنيًا. من أبرز محطاته:
- إستوديانتيس دي لا بلاتا: بدأ مسيرته التدريبية، حيث قاد الفريق بنجاح للعودة إلى دوري الدرجة الأولى.
- روزاريو سنترال: حقق معهم لقب كوبا كونميبول عام 1995، وهو إنجاز قاري مهم.
- فيليز سارسفيلد: قاد النادي للتتويج بلقب الدوري الأرجنتيني (كلاوسورا) عام 2005.
- بوكا جونيورز: كانت هذه هي المحطة الأبرز في مسيرته. في عام 2007، قاد الفريق لتحقيق لقب كوبا ليبرتادوريس، البطولة القارية الأعرق في أمريكا الجنوبية، في إنجاز لا يُنسى شهد تألقًا لافتًا للفريق تحت قيادته. ثم عاد روسو لبوكا جونيورز في ولاية ثانية ناجحة بين عامي 2020 و2021، حيث فاز بالدوري الأرجنتيني (موسم 2019-2020) وكأس الرابطة المحترفة (2020)، مؤكدًا قدرته على تحقيق الألقاب حتى في فترات متباعدة.
- أندية أخرى: أشرف على تدريب أندية مثل سان لورينزو وراسينج كلوب في الأرجنتين، بالإضافة إلى تجارب دولية مع ميلوناريوس الكولومبي (حقق معه لقب الدوري في 2017)، وأليانزا ليما البيروفي، وسيرو بورتينيو الباراغواياني.
تداعيات النبأ وتأثيره
أثار خبر وفاة روسو حالة من الحزن العميق في جميع أنحاء الأرجنتين وبين جماهير كرة القدم التي عرفت عطاءه وإسهاماته. كانت مسيرة روسو مميزة ليس فقط بالألقاب التي حققها، بل أيضًا بالطريقة التي أدار بها فرقه، مع التركيز على الانضباط والروح الجماعية. تُعد وفاته بمثابة فقدان لمرشد ومعلم ترك بصمة في حياة العديد من اللاعبين الذين تدربوا تحت إشرافه، والذين أصبح الكثير منهم نجومًا في عالم كرة القدم.
تأتي هذه الوفاة بعد فترة من تدهور صحة المدرب المخضرم، الأمر الذي أبعده عن الأنظار في الأشهر الأخيرة. وعلى الرغم من محاولاته العلاجية، إلا أن المرض كان أقوى، ليختطف قامة رياضية قدمت الكثير للعبة الأكثر شعبية في الأرجنتين والعالم.
ردود الأفعال والإرث الدائم
من المتوقع أن يتبع إعلان بوكا جونيورز موجة عارمة من التعازي من الأندية المنافسة، والاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، واللاعبين الحاليين والسابقين الذين عملوا معه، وشخصيات رياضية أخرى. لقد كان روسو شخصية محترمة للغاية في المجتمع الكروي، ودائمًا ما كان يُنظر إليه كنموذج للمهنية والنزاهة.
سيبقى إرث ميجيل أنخيل روسو محفورًا في ذاكرة كرة القدم الأرجنتينية، لا سيما في صفحات تاريخ نادي بوكا جونيورز الذي قاده إلى قمة المجد القاري. يتذكره الجميع كـ "الأستاذ" الذي كان قادرًا على تحويل الفرق إلى أبطال، ومحبًا لعمله قبل أي شيء آخر. ستظل ذكراه مصدر إلهام للأجيال القادمة من المدربين واللاعبين، وستظل ألقابه وإسهاماته شاهدة على عظمته.
في هذه الأوقات العصيبة، تتقدم أسرة كرة القدم الأرجنتينية بأحر التعازي لعائلة روسو وأحبائه وجميع من تأثروا برحيله، سائلين المولى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.





