بيراميدز يتعادل إيجابياً بهدف لمثله مع التأمين الإثيوبي في ذهاب دوري أبطال أفريقيا
شهدت مواجهة ذهاب دور الـ32 من بطولة دوري أبطال أفريقيا تعادلاً إيجابياً بهدف لمثله بين نادي بيراميدز المصري وضيفه التأمين الإثيوبي. أقيمت المباراة على أرضية استاد الدفاع الجوي بالقاهرة في الأحد، 15 أكتوبر 2023، وأسفرت عن نتيجة تضع حسم التأهل للدور التالي على المحك، وتُرجئ كل شيء إلى مباراة الإياب المرتقبة. كانت الجماهير المصرية تتوقع فوزاً مريحاً لفريقها على أرضه لتعزيز فرصه في التأهل، إلا أن صلابة الفريق الإثيوبي وتكتيكه الدفاعي حالا دون تحقيق ذلك، ليُترك مصير الصعود مفتوحاً على جميع الاحتمالات.

خلفية الناديين وأهدافهما القارية
يمثل نادي بيراميدز طموحاً كبيراً في كرة القدم المصرية والقارية. منذ تأسيسه بشكله الحالي واستثماراته الضخمة، سعى النادي جاهداً لفرض نفسه كقوة كروية منافسة للأندية التقليدية الكبرى. ورغم تحقيقه نتائج جيدة محلياً ووصوله إلى نهائيات كأس الكونفدرالية الأفريقية في مناسبات سابقة، يظل حلم التتويج بلقب دوري أبطال أفريقيا هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه النادي. المشاركة في هذه النسخة من البطولة تأتي ضمن هذه الأهداف الاستراتيجية، حيث يرى النادي فيها فرصة لترسيخ مكانته بين عمالقة القارة. على الجانب الآخر، يعتبر نادي التأمين الإثيوبي فريقاً يمتلك تاريخاً محلياً لا بأس به، ويشارك في البطولة بقوة وشجاعة، ممثلاً لكرة القدم الإثيوبية التي تشهد تطوراً ملحوظاً. كانت مشاركته في دور الـ32 بمثابة اختبار حقيقي لقدرته على المنافسة خارج حدود الدوري المحلي، وقد أظهر عزيمة كبيرة في مواجهة فريق يمتلك إمكانيات مالية وفنية أعلى.
مجريات المباراة وأبرز اللحظات
بدأت المباراة بسيطرة واضحة من جانب بيراميدز، الذي حاول فرض إيقاعه الهجومي منذ الدقائق الأولى. اعتمد الفريق المصري على تحركات لاعبيه في عمق الملعب وعلى الأطراف لخلق الفرص. وقد أسفر هذا الضغط عن هدف التقدم لـبيراميدز في الدقيقة 32 عن طريق لاعبه مصطفى فتحي، الذي استغل تمريرة دقيقة ليضع الكرة في الشباك، مانحاً فريقه الأسبقية المستحقة بعد عدة محاولات باءت بالفشل. كان الهدف بمثابة تأكيد لأفضلية بيراميدز في الشوط الأول، الذي شهد أيضاً بعض الفرص الضائعة التي كان من الممكن أن تعزز تقدم الفريق. في المقابل، اعتمد فريق التأمين الإثيوبي على تنظيم دفاعي محكم ومحاولات نادرة للارتداد الهجومي، بهدف امتصاص حماس أصحاب الأرض والحفاظ على آماله في المباراة. مع بداية الشوط الثاني، تغيرت الأجواء قليلاً. دخل الفريق الإثيوبي بنوايا هجومية أكبر، وتمكن من مفاجأة بيراميدز بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 65 من ركلة جزاء نفذها بنجاح اللاعب أمانويل كيدان، بعد خطأ دفاعي داخل منطقة الجزاء. هذا الهدف قلب موازين اللقاء، ومنح دفعة معنوية كبيرة للضيوف، بينما زاد الضغط على لاعبي بيراميدز الذين سعوا لاستعادة التقدم، لكن دون جدوى. حاول مدرب بيراميدز جايمي باتشيكو إجراء بعض التغييرات التكتيكية لإضافة المزيد من القوة الهجومية، لكن دفاع التأمين الإثيوبي صمد أمام الهجمات المتكررة حتى صافرة النهاية.
تحليل الأداء والتكتيكات
من الناحية التكتيكية، بدا بيراميدز غير قادر على ترجمة سيطرته على الكرة إلى أهداف كافية تؤمن له الفوز في لقاء الذهاب. على الرغم من امتلاكه لخط وسط وهجوم قويين، إلا أن الفاعلية أمام المرمى كانت محل تساؤل. كما أن الخطأ الدفاعي الذي أدى إلى ركلة الجزاء أظهر بعض الثغرات التي يجب على المدرب معالجتها قبل مباراة الإياب. في المقابل، أظهر التأمين الإثيوبي قدرة كبيرة على اللعب بكتلة دفاعية متماسكة، واستغلال الفرص القليلة التي أتيحت له. نجح الفريق في تطبيق خطة تكتيكية أجهدت لاعبي بيراميدز، وخرج بنتيجة ثمينة جداً خارج أرضه، تعزز من حظوظه في لقاء الإياب. أداء حارس مرمى الفريق الإثيوبي كان أيضاً عاملاً مهماً في الحفاظ على التعادل، بتصديه لعدة كرات خطيرة.
تداعيات النتيجة على مباراة الإياب
التعادل الإيجابي بهدف لمثله يضع بيراميدز تحت ضغط كبير قبل مباراة الإياب المقرر إقامتها في إثيوبيا. وفقاً لقاعدة الأهداف خارج الأرض، فإن نتيجة التعادل 0-0 أو 1-1 في مباراة الإياب ستؤدي إلى تأهل التأمين الإثيوبي. هذا يعني أن على بيراميدز الفوز بأي نتيجة، أو التعادل بأكثر من هدف لمثله (مثلاً 2-2 أو 3-3) لضمان التأهل. المباراة القادمة لن تكون سهلة، حيث سيلعب الفريق الإثيوبي على أرضه ووسط جماهيره، وقد يواجه بيراميدز أيضاً تحديات تتعلق بارتفاع مستوى الأداء البدني والتأقلم مع الظروف الجوية المختلفة. سيتعين على الجهاز الفني واللاعبين إعداد خطة محكمة للتعامل مع المباراة الحاسمة، واستغلال كل الفرص المتاحة لتجنب مفاجأة قد تقصيهم مبكراً من البطولة الأهم في القارة.
تُعد هذه النتيجة بمثابة جرس إنذار لـبيراميدز بأن مشوار دوري أبطال أفريقيا لن يكون مفروشاً بالورود، وأن كل منافس، مهما كانت إمكانياته، يمتلك القدرة على إحداث الفارق إذا لم يتم التعامل معه بجدية وحذر. كل الأنظار ستتجه نحو مباراة الإياب التي ستحسم هوية المتأهل إلى دور المجموعات من البطولة.





