بيراميدز يحقق إنجازاً تاريخياً بالتتويج بكأس السوبر الإفريقي ووزير الرياضة يهنئ
شهدت الكرة المصرية مساء أمس الأحد، الموافق الخامس من نوفمبر 2023، إنجازاً كروياً جديداً يضاف إلى سجلها الحافل بالبطولات القارية، حيث توج نادي بيراميدز بلقب كأس السوبر الإفريقي لكرة القدم. جاء هذا التتويج المثير بعد فوز بيراميدز على فريق نهضة بركان المغربي بنتيجة هدف دون رد في مباراة حاسمة جمعت بطلي القارتين على ملعب استاد القاهرة الدولي. لم تمر هذه المناسبة التاريخية دون اهتمام رسمي رفيع، فقد سارع الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بتقديم التهنئة لنادي بيراميدز على هذا الإنجاز المستحق، مؤكداً على أهميته للرياضة المصرية.
يعتبر هذا اللقب هو الأول من نوعه في تاريخ نادي بيراميدز على المستوى القاري، ما يمثل نقطة تحول كبرى في مسيرة النادي الذي شهد صعوداً ملحوظاً في السنوات الأخيرة. هذا الفوز لا يعكس فقط مدى التطور الذي وصل إليه النادي، بل يؤكد أيضاً على قدرة الأندية المصرية على الهيمنة والمنافسة بقوة على الساحة الإفريقية.
رحلة التتويج وخلفية البطولة
تُعد بطولة كأس السوبر الإفريقي مواجهة سنوية تجمع بين بطلي مسابقتين كبريين في القارة: الفائز بلقب دوري أبطال إفريقيا والفائز بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية. وقد تأهل نادي بيراميدز لخوض هذه المباراة بصفته بطل النسخة الماضية من كأس الكونفدرالية الإفريقية، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والإثارة. أما فريق نهضة بركان المغربي، فقد دخل المباراة بصفته بطل دوري أبطال إفريقيا، مما جعل المواجهة تعد بالكثير من الندية والإثارة بين بطلين قاريين.
يُعرف نادي بيراميدز، منذ إعادة هيكلته وتغيير اسمه، باستثماراته الضخمة وطموحه الكبير في الوصول إلى قمة كرة القدم المصرية والإفريقية. وعلى الرغم من أن النادي قد وصل إلى مراحل متقدمة في البطولات القارية سابقاً، إلا أن هذا التتويج بكأس السوبر الإفريقي يمثل تتويجاً حقيقياً لجهود سنوات من العمل الجاد والتخطيط الدقيق، ويعزز من مكانته كقوة لا يستهان بها في المشهد الكروي الإفريقي.
وقائع المباراة الحاسمة واللحظة الذهبية
أقيمت المباراة على أرضية استاد القاهرة الدولي، وسط حضور جماهيري غفير ودعم كبير من قبل الجماهير المصرية التي توافدت لمؤازرة ممثلها. بدأت المباراة بحذر تكتيكي من كلا الفريقين، حيث انصب تركيز كل منهما على إغلاق المساحات والاعتماد على الهجمات المرتدة. وشهد الشوط الأول سيطرة متبادلة على منطقة وسط الملعب، مع محاولات خجولة على المرميين دون خطورة حقيقية.
تغير الحال في الشوط الثاني، حيث زاد بيراميدز من ضغطه الهجومي بحثاً عن هدف التقدم. وجاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 65 من عمر المباراة، عندما تمكن اللاعب رمضان صبحي من تسجيل الهدف الوحيد للمباراة إثر تسديدة قوية ومتقنة من خارج منطقة الجزاء، استقرت في شباك الفريق المغربي. بعد الهدف، حاول نهضة بركان العودة في النتيجة، وشكل ضغطاً مكثفاً على دفاع بيراميدز، إلا أن الصلابة الدفاعية والتألق اللافت للحارس أحمد الشناوي حالا دون تعديل النتيجة. استمرت المباراة في أجواء مشحونة بالتوتر حتى أطلق الحكم صافرة النهاية، معلناً تتويج بيراميدز بلقبه القاري الأول.
ردود الفعل الرسمية والاحتفالات
فور انتهاء المباراة وتتويج بيراميدز، كانت ردود الفعل الرسمية سريعة ومباركة. حيث صرح الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بأن هذا الإنجاز يمثل فخراً للكرة المصرية، مشيداً بالجهد الكبير الذي بذلته إدارة النادي واللاعبون والجهاز الفني. وأشار الوزير إلى أن هذا التتويج يؤكد على التطور المستمر للرياضة المصرية ودورها الريادي في القارة.
من جانبه، عبر ممدوح عيد، المدير التنفيذي لنادي بيراميدز، عن سعادته الغامرة بهذا اللقب، مؤكداً أنه تتويج لرؤية واضحة وعمل متواصل على مدار سنوات. كما أشاد المدير الفني للفريق، جايمي باتشيكو، بالروح القتالية والانضباط التكتيكي للاعبيه، مشيراً إلى أنهم استحقوا الفوز عن جدارة. احتفلت الجماهير المصرية بهذا الانتصار في الشوارع وعبر منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين إياه بداية حقبة جديدة من الإنجازات الكروية للنادي وللبلاد.
دلالات الفوز وتأثيره المستقبلي
لا يمثل الفوز بكأس السوبر الإفريقي مجرد لقب يضاف إلى خزانة نادي بيراميدز، بل يحمل دلالات عميقة وتأثيرات واسعة على مستقبل النادي والكرة المصرية ككل. فبالنسبة لبيراميدز، يرسخ هذا التتويج مكانته كنادٍ كبير على الساحة القارية، ويؤكد على نجاح استراتيجية الاستثمار في كرة القدم الاحترافية. من المتوقع أن يعزز هذا الإنجاز من جاذبية النادي للاعبين الموهوبين والشركات الراعية، ويمنحه دفعة قوية للمنافسة على لقب دوري أبطال إفريقيا وبطولة الدوري المصري الممتاز في المواسم القادمة.
أما على صعيد الكرة المصرية، فإن هذا اللقب يضاف إلى سجل الألقاب القارية المصرية، مما يعزز من سمعة الكرة المصرية كواحدة من الأقوى والأكثر تتويجاً في إفريقيا. كما أنه يبعث برسالة قوية حول قدرة الأندية المصرية المتنوعة على تحقيق الألقاب، وليس فقط الأندية التقليدية. هذا الإنجاز يمكن أن يلهم أندية أخرى للاستثمار في تطوير فرقها والسعي نحو الألقاب القارية، مما يعود بالنفع على مستوى الكرة المصرية ككل ويزيد من تنافسيتها.





