على مدار العقد الماضي، رسخت بيلا حديد مكانتها كواحدة من أبرز عارضات الأزياء العالميات وأيقونة للموضة، ليس فقط عبر منصات عروض الأزياء العالمية ولكن أيضاً من خلال إطلالاتها الساحرة والجريئة على السجادة الحمراء. لقد تحولت كل مناسبة تحضرها، من مهرجان كان السينمائي إلى حفل ميت غالا، إلى محطة بارزة تترقبها الأعين وتحلل تفاصيلها بيوت الأزياء ووسائل الإعلام.
مسيرة صعود بيلا حديد وتفردها في عالم الموضة
ولدت إيزابيلا خاير حديد، المعروفة بـ بيلا حديد، لأسرة ذات أصول فلسطينية وهولندية، وبدأت مسيرتها في عالم عرض الأزياء في سن مبكرة. سرعان ما انضمت إلى وكالة IMG Models في عام 2014، ومنذ ذلك الحين، انطلقت لتشق طريقها الخاص في صناعة الموضة، متميزة عن شقيقتها الكبرى جيجي حديد بجمالها الحاد وحضورها القوي. أظهرت بيلا قدرة فريدة على تجسيد مختلف الأنماط، بدءًا من التصاميم الكلاسيكية الأنيقة وصولاً إلى الصيحات الجريئة والمبتكرة.
لم يقتصر نجاحها على عروض الأزياء وحملات الدعاية لكبرى الماركات العالمية مثل ديور وفيرساتشي، بل امتد ليجعل منها محط أنظار المصممين والمصورين بفضل حسها الفني وروحها التي لا تخشى التجريب، ما مهد الطريق لتألقها اللافت في أهم الفعاليات العالمية.
محطات أيقونية على السجادة الحمراء
تزخر مسيرة بيلا حديد بالعديد من الإطلالات التي حفرت اسمها في ذاكرة الموضة، ومن أبرزها:
- مهرجان كان السينمائي 2016: الفستان الأحمر الجريء
تعد إطلالتها بفستان أحمر من تصميم ألكسندر فوتييه (Alexandre Vauthier) خلال مهرجان كان السينمائي عام 2016 لحظة أيقونية. تميز الفستان بقصته الجريئة وفتحة جانبية عالية جداً، ما جعله حديث الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي، وكرسها كواحدة من أيقونات الأناقة اللاتي يجرؤن على المخاطرة.
- مهرجان كان السينمائي 2017: الفستان الأسود والقلادة الثعبانية
عادت بيلا حديد لتصدم الأنظار في كان 2017 بفستان أسود من ألكسندر فوتييه أيضاً، ولكن هذه المرة بفتحة عميقة عند الصدر وزينت عنقها بقلادة ثعبانية ضخمة من بلغاري (Bulgari). هذه الإطلالة أكدت قدرتها على الجمع بين الأناقة الفاخرة واللمسة الدرامية.
- حفل ميت غالا: تجسيد المواضيع بجرأة
شاركت بيلا حديد في العديد من حفلات ميت غالا، ونجحت في كل مرة بتجسيد موضوع الحفل بأسلوب فريد. من إطلالتها المستقبلية بزي من جيفنشي (Givenchy) في عام 2016 (موضوع Manus x Machina) إلى الفستان الجلدي الأسود من ألكسندر وانغ (Alexander Wang) في عام 2017 (موضوع Rei Kawakubo/Comme des Garçons) ووصولاً إلى الفستان المزخرف والمزين بالجواهر من موسكينو (Moschino) في عام 2019 (موضوع Camp)، أظهرت بيلا براعة في تحويل الأزياء إلى بيانات فنية.
- إطلالات متجددة على مدار السنوات
استمرت بيلا حديد في تقديم إطلالات لا تُنسى في مختلف المناسبات، من فعاليات جوائز الموضة إلى عروض الأزياء العالمية. كثيراً ما تختار قطعاً كلاسيكية من أرشيف بيوت الأزياء، أو تصاميم عصرية جريئة تثبت من خلالها فهمها العميق لـ الموضة وقدرتها على إلهام أجيال جديدة.
أهمية حضورها على السجادة الحمراء
تتجاوز إطلالات بيلا حديد على السجادة الحمراء مجرد عرض للأزياء؛ إنها بمثابة عروض فنية تسلط الضوء على إبداعات المصممين وتوجهات الموضة العالمية. تساهم هذه الإطلالات في:
- وضع المعايير وتحديد الاتجاهات: العديد من اختياراتها تتحول إلى صيحات رائجة وتلهم المصممين وعشاق الموضة.
- تعزيز العلامات التجارية: تمنح العلامات التجارية التي ترتديها بيلا شهرة عالمية وتزيد من قيمتها التسويقية.
- بناء هويتها الأيقونية: كل ظهور لها يعزز صورتها كعارضة أزياء جريئة، واثقة، وذات ذوق رفيع، مما يساهم في بناء علامتها الشخصية.
- إثارة النقاش الإعلامي: تضمن إطلالاتها تغطية إعلامية واسعة، وتصبح مادة للنقاش والتحليل في برامج الموضة والمجلات المتخصصة.
لقد أصبحت بيلا حديد بفضل هذه المحطات البارزة، ليست مجرد عارضة أزياء تعرض الملابس، بل مبدعة حقيقية تستخدم السجادة الحمراء كمنصة للتعبير عن فن الموضة والتأثير في ثقافتها. يستمر العالم في ترقب كل ظهور لها، متوقعاً المزيد من اللحظات التي لا تُنسى في تاريخ الموضة.





