تايغر وودز يجري عملية جراحية في الظهر
أعلن 19 يناير 2021 عن خضوع أسطورة الغولف العالمي، تايغر وودز، لعملية جراحية دقيقة في الظهر، وهي الخامسة من نوعها التي يجريها اللاعب في مسيرته الرياضية. جاء هذا الإعلان ليضع علامة استفهام جديدة حول مستقبل واحد من أعظم رياضيي الغولف على الإطلاق، مع تطلعات الجماهير لعودته المعتادة إلى المنافسات الكبرى. وقد أجريت العملية، وهي استئصال للقرص المجهري (microdiscectomy)، لعلاج آلام مزمنة في أسفل الظهر كانت تسبب ضغطاً على الأعصاب، مما أثر بشكل كبير على أدائه في الفترة الأخيرة.

تُعد هذه الجراحة ضرورية لوودز، الذي يعاني من مشاكل في الظهر منذ سنوات، وكانت تهدف إلى تخفيف الألم الذي كان يشعر به، خاصة بعد ظهوره في بطولة PNC الأسبوع الماضي، حيث بدا عليه الانزعاج. أُجريت العملية في لوس أنجلوس، وأكد فريقه الطبي أن الإجراء كان ناجحاً، مع توقع فترة تعافٍ تستغرق عدة أسابيع قبل أن يتمكن من العودة للتدريبات الخفيفة. ومن المتوقع أن يغيب وودز عن عدد من البطولات الكبرى والمهمة، بما في ذلك بطولات Farmers Insurance Open و Genesis Invitational، ليركز على إعادة تأهيله.
الخلفية التاريخية لمشاكل وودز الصحية
يمتلك تايغر وودز سجلاً حافلاً بالإنجازات، ولكنه أيضاً يحمل تاريخاً طويلاً من الإصابات التي هددت مسيرته مراراً وتكراراً. بدأت مشاكل الظهر الخطيرة لديه في عام 2014، عندما خضع لأول عملية استئصال للقرص المجهري. تبعتها جراحتان أخريان في عام 2015، مما أبعده عن الملاعب لفترات طويلة وأثار تكهنات حول نهاية مسيرته. ثم كانت الجراحة الأكثر تعقيداً في عام 2017، وهي عملية دمج فقرات العمود الفقري (spinal fusion)، التي اعتبرها الكثيرون نقطة اللاعودة. ومع ذلك، تحدى وودز التوقعات وحقق عودة أسطورية غير مسبوقة، تُوجت بفوزه المذهل ببطولة الماسترز في عام 2019، بعد غياب 11 عاماً عن الفوز ببطولات كبرى، مما جعله واحداً من أكثر الرياضيين إلهاماً في العالم.
كان فوز الماسترز 2019 شاهداً على قدرة وودز على التغلب على الشدائد الجسدية والنفسية، وأعاد إشعال آمال الجماهير بقدرته على إضافة المزيد من الألقاب إلى رصيده الأسطوري. ومع ذلك، استمرت الآلام في الظهور بشكل متقطع، مما أثر على قدرته على المنافسة بانتظام وعلى مستوى عالٍ، وكان آخرها الألم الذي عانى منه في نهاية عام 2020 وبداية عام 2021، والذي أدى إلى هذه الجراحة الأخيرة.
التداعيات والآثار المستقبلية
تثير الجراحة الأخيرة تساؤلات حول مدى قدرة وودز على العودة إلى ذروة مستواه مرة أخرى. على الرغم من أن فريقه الطبي أكد نجاح العملية ووضع خطة للتعافي، فإن تاريخه مع الإصابات يفرض الحذر. تشير التقديرات الأولية إلى أنه سيحتاج إلى بضعة أشهر للتعافي الكامل واستعادة لياقته البدنية والغولفية. هذا يعني غيابه عن بطولات هامة، وقد يؤثر على جاهزيته للمشاركة في بطولات الماجور القادمة في عام 2021، مثل بطولة الماسترز في شهر أبريل.
تتمثل التداعيات الرئيسية في:
- على مسيرته الاحترافية: قد يحد تكرار الجراحات من قدرته على المنافسة بشكل منتظم ويؤثر على مرونته الجسدية، وهو أمر حيوي في رياضة الغولف التنافسية.
- على مكانته الأيقونية: على الرغم من أن إرثه محفور بالفعل، فإن كل إصابة جديدة تثير تساؤلات حول ما إذا كان سيتمكن من تحطيم المزيد من الأرقام القياسية أو إضافة المزيد من ألقاب البطولات الكبرى.
- على رياضة الغولف: يمثل غياب وودز خسارة كبيرة لرياضة الغولف، فهو يجذب أعداداً هائلة من المشاهدين ويزيد من شعبية اللعبة.
ردود الفعل وأهمية الخبر
تلقت الأوساط الرياضية وعشاق الغولف الخبر بمزيج من القلق والدعم. عبر العديد من زملائه اللاعبين والشخصيات البارزة في عالم الغولف عن تمنياتهم له بالشفاء العاجل، معربين عن أملهم في رؤيته يعود إلى الملاعب قريباً. يدرك الجميع أن صحة وودز البدنية هي الأولوية القصوى، وأن قراراته المستقبلية ستعتمد بشكل كبير على مدى نجاح عملية التعافي هذه.
يعد هذا الخبر ذا أهمية بالغة لعدة أسباب:
- رمز رياضي عالمي: تايغر وودز ليس مجرد لاعب غولف، بل هو ظاهرة رياضية عالمية تتجاوز حدود رياضته.
- قصة صمود: تجسد مسيرته قصة صمود وإصرار لا مثيل لها، مما يجعل كل تطور صحي في حياته محط اهتمام الملايين.
- تأثير اقتصادي ورياضي: يؤثر حضوره أو غيابه بشكل مباشر على نسب المشاهدة، الإعلانات، ومستوى الحماس في البطولات.
في الختام، يترقب الجميع بفارغ الصبر مرحلة تعافي تايغر وودز، آملين أن تكون هذه الجراحة هي الأخيرة التي يحتاجها، وأن يتمكن من العودة إلى الملاعب قوياً كما كان، ليواصل رحلته الملهمة في عالم الغولف.





