تباين أداء السوق السعودي: "تاسي" يفقد 0.73% والقيمة السوقية ترتفع 94 مليار ريال
شهد سوق الأسهم السعودي "تداول" أداءً متبايناً بشكل لافت خلال تعاملات الأسبوع المنتهي في 23 أكتوبر 2025، حيث أغلق المؤشر العام "تاسي" على انخفاض ملحوظ، بينما حققت القيمة السوقية الإجمالية مكاسب ضخمة. يعكس هذا الانفصال في الأداء التأثير الكبير لسهم شركة أرامكو السعودية، الذي نجح في رفع القيمة الكلية للسوق على الرغم من التراجعات التي سيطرت على غالبية القطاعات الأخرى.
أداء المؤشر العام "تاسي"
أنهى المؤشر العام للسوق السعودي "تاسي" تعاملات الأسبوع على تراجع بنسبة 0.73%، ليفقد بذلك جزءاً من مكاسبه السابقة. يعكس هذا الهبوط سيطرة القوى البيعية على معظم الأسهم المدرجة، مما يشير إلى وجود حالة من الحذر بين المستثمرين تجاه الأوضاع الاقتصادية العالمية والمحلية. وقد تأثر المؤشر بشكل مباشر بالأداء السلبي لقطاعات قيادية ذات وزن ثقيل، أبرزها قطاع البنوك.
نمو القيمة السوقية بدعم مباشر من أرامكو
على النقيض تماماً من أداء المؤشر، ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة في السوق السعودية بمقدار 94 مليار ريال خلال الأسبوع نفسه. وتُعزى هذه الزيادة الكبيرة بشكل أساسي إلى الأداء الإيجابي لسهم شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة مدرجة في السوق من حيث القيمة. إن الوزن الهائل الذي تتمتع به أرامكو يعني أن أي ارتفاع في سعر سهمها قادر على إضافة عشرات المليارات إلى القيمة الإجمالية للسوق، وهو ما حدث بالفعل خلال هذا الأسبوع، حيث طغى تأثيرها على تراجع أسعار أسهم معظم الشركات الأخرى.
تحليل قطاعي واسع النطاق
أظهر التحليل القطاعي أن الاتجاه الهابط كان السمة الغالبة على أداء السوق، حيث سجل 18 قطاعاً انخفاضاً بنهاية الأسبوع. وكان قطاع البنوك من بين أبرز المتراجعين، مما شكل ضغطاً كبيراً على المؤشر العام نظراً لوزنه النسبي الكبير. وإلى جانب البنوك، شهدت قطاعات رئيسية أخرى مثل المواد الأساسية والاتصالات أداءً ضعيفاً، مما يؤكد أن التراجع لم يكن مقتصراً على فئة محددة من الأسهم، بل كان ذا طابع شمولي.
دلالات التباين وأهميته للمستثمرين
يعد التباين الحاد بين حركة المؤشر العام والقيمة السوقية الإجمالية مؤشراً مهماً يسلط الضوء على مدى تركّز السوق السعودية حول عدد قليل من الشركات العملاقة. ففي حين يعطي مؤشر "تاسي" صورة عن متوسط أداء سلة متنوعة من الأسهم، تعكس القيمة السوقية الحجم الإجمالي للسوق. هذا الانفصال في الأداء ينبه المستثمرين إلى ضرورة التحليل المعمق وعدم الاعتماد على مؤشر واحد فقط لتقييم حالة السوق. ففي هذه الحالة، أخفى الارتفاع الكبير في القيمة السوقية ضعفاً كامناً في معظم مكونات السوق، وهو ما أظهره تراجع المؤشر العام بوضوح. وغالباً ما ترتبط هذه الظاهرة بعوامل خارجية، مثل تحركات أسعار النفط التي تؤثر بشكل مباشر وإيجابي على أرامكو، بينما قد تؤثر عوامل أخرى كسياسات أسعار الفائدة سلباً على قطاعات أخرى في الوقت نفسه.




