زلزال بقوة 5.9 درجة يضرب غرب مطروح والمعهد القومي للبحوث الفلكية يحسم الجدل

في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، سجلت الشبكة القومية لرصد الزلازل هزة أرضية شعر بها سكان محافظة مرسى مطروح وبعض المناطق الساحلية القريبة، مما أثار تساؤلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي حول إمكانية وصول تأثيرها إلى مدن كبرى مثل الإسكندرية والقاهرة. وقد أصدر المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بيانًا تفصيليًا حسم فيه الجدل، موضحًا الأبعاد العلمية للزلزال ومؤكدًا أن الشعور به اقتصر على مناطق محدودة.

تفاصيل الهزة الأرضية وبيان المعهد

أوضح المعهد القومي للبحوث الفلكية في بيانه الرسمي أن الهزة وقعت قبالة السواحل المصرية في البحر المتوسط، حيث بلغت قوتها 5.9 درجة على مقياس ريختر. ووفقًا للبيانات المسجلة، حُدد مركز الزلزال على عمق يبلغ حوالي 10 كيلومترات، وعلى بعد يقدر بنحو 350 كيلومترًا شمال غرب مدينة مرسى مطروح.

وأكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، أن الشبكة القومية للزلازل رصدت الهزة فور وقوعها وقامت بتحليل بياناتها على الفور. وأشار إلى أن موقع الزلزال في عرض البحر المتوسط هو السبب الرئيسي وراء اقتصار الشعور به على سكان المناطق الساحلية الأقرب إلى مركزه، بينما لم يكن له أي تأثير محسوس في مناطق الدلتا أو القاهرة الكبرى نظرًا للمسافة الكبيرة التي تفصلها عن بؤرة النشاط الزلزالي.

لماذا لم يصل تأثير الزلزال إلى القاهرة والإسكندرية؟

فسّر المعهد سبب عدم شعور سكان المدن البعيدة بالهزة، على الرغم من قوتها المتوسطة، لعدة عوامل علمية وجغرافية. فالموجات الزلزالية تفقد جزءًا كبيرًا من طاقتها كلما ابتعدت عن مركزها، وعندما وصلت إلى نطاق القاهرة والإسكندرية كانت قد تضاءلت قوتها إلى درجة لا يمكن للإنسان الشعور بها.

وقد لخص المعهد الأسباب في النقاط التالية:

بعد المسافة: شكلت المسافة الفاصلة التي تزيد عن 500 كيلومتر بين مركز الزلزال وكل من القاهرة والإسكندرية حاجزًا طبيعيًا حال دون انتقال الإحساس بالهزة.
الطبيعة الجيولوجية للأرض: تساهم طبيعة التكوينات الصخرية والتربة في امتصاص وتبديد طاقة الزلازل، مما يحد من انتشارها لمسافات طويلة داخل اليابسة.
عدم تسجيل بلاغات: أكدت الجهات المعنية وغرف إدارة الأزمات في مختلف المحافظات أنها لم تتلق أي بلاغات من المواطنين تفيد بوقوع أضرار مادية أو بشرية جراء الزلزال.

ردود الفعل العامة والسياق الجيولوجي

فور وقوع الهزة، انتشرت شهادات سكان مطروح على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أثار حالة من القلق والاهتمام العام. إلا أن سرعة استجابة المعهد القومي للبحوث الفلكية وإصداره بيانًا توضيحيًا ساهم في طمأنة الجمهور وقطع الطريق أمام الشائعات والمعلومات المغلوطة. وأكدت السلطات المحلية في مطروح أن الأوضاع مستقرة ولم يتم رصد أي تداعيات سلبية.

يُذكر أن منطقة شرق البحر المتوسط تعد منطقة نشاط زلزالي نتيجة لالتقاء الصفائح التكتونية الأفريقية والأوراسية، وتشهد هزات أرضية بشكل دوري، لكن معظمها يكون متوسط القوة ولا يشكل خطرًا مباشرًا على المناطق الساحلية المصرية.