تجميد أصول محمود لاشين و46 آخرين بقرار من النائب العام
أعلنت البورصة المصرية في إخطار رسمي موجه لشركات الوساطة المالية عن صدور قرار من النائب العام يحمل رقم 192 لسنة 2025، ويقضي بالمنع المؤقت لـ 47 شخصاً من التصرف في أموالهم وممتلكاتهم. ويبرز من بين المشمولين بالقرار رجل الأعمال المعروف محمود لاشين، في خطوة قضائية احترازية تأتي في سياق تحقيقات مالية جارية.

تفاصيل القرار وآلية تنفيذه
يشمل قرار المنع، الذي وصف بأنه إجراء مؤقت وتحفظي، جميع أشكال الأصول التي يمتلكها الأشخاص المذكورون. ويتضمن ذلك الأموال النقدية والودائع المصرفية، بالإضافة إلى الأوراق المالية مثل الأسهم والسندات المسجلة بأسمائهم في البورصة، فضلاً عن الممتلكات العقارية والمنقولة. الهدف من هذا الإجراء هو ضمان عدم تهريب الأموال أو إخفائها لحين انتهاء التحقيقات التي تجريها الجهات القضائية المختصة.
وتقوم البورصة المصرية بدورها كجهة منفذة للقرار في حدود اختصاصها، حيث قامت بإبلاغ جميع شركات السمسرة العاملة في السوق لتجميد الأرصدة والحسابات الاستثمارية الخاصة بالأسماء الواردة في القائمة، ومنعهم من إجراء أي عمليات بيع أو شراء أو تحويل لأي أوراق مالية. ويمتد تنفيذ القرار ليشمل كافة المؤسسات المالية الأخرى مثل البنوك وهيئة الشهر العقاري لضمان تطبيقه بشكل كامل.
خلفية عن القضية وأبرز الشخصيات
يعد محمود لاشين شخصية بارزة في مجتمع الأعمال المصري، وله استثمارات متنوعة في قطاعات مختلفة، بما في ذلك شركات مدرجة في البورصة، مما يمنح القرار اهتماماً إعلامياً واقتصادياً كبيراً. ورغم أن التفاصيل الرسمية حول طبيعة التحقيقات لم تُعلن بشكل كامل، إلا أن مثل هذه الإجراءات القضائية عادة ما ترتبط بقضايا الاشتباه في مخالفات مالية جسيمة، مثل التلاعب في أسعار الأسهم، أو تحقيق أرباح غير مشروعة، أو جرائم غسل الأموال.
ويأتي هذا التحرك في إطار جهود أوسع من قبل الأجهزة الرقابية والقضائية في مصر لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في الأسواق المالية. وتعتبر قرارات التحفظ على الأموال أداة قانونية مهمة تستخدمها النيابة العامة كإجراء احترازي لضمان سلامة التحقيقات والحفاظ على حقوق الدولة والمستثمرين الآخرين في السوق.
الأهمية والتبعات المحتملة
يكتسب هذا القرار أهميته من كونه يعكس جدية السلطات في تطبيق القانون على الجميع، بغض النظر عن مكانتهم الاقتصادية، مما يرسل رسالة قوية للمستثمرين بأن السوق يخضع لرقابة صارمة تهدف إلى حماية المتعاملين فيه. ومن المتوقع أن يظل هذا الإجراء سارياً حتى يتم البت في القضية بشكل نهائي، حيث سيكون للمشمولين بالقرار الحق في الدفاع عن أنفسهم أمام القضاء.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يراقب المستثمرون عن كثب تطورات هذه القضية، خاصة فيما يتعلق بالشركات المرتبطة بالأسماء المذكورة. وبينما قد يؤثر القرار على ثقة بعض المتعاملين على المدى القصير، يرى محللون أنه يساهم على المدى الطويل في تعزيز نزاهة ومصداقية سوق المال المصري، وهو أمر ضروري لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.




