تحالف 'صمود' يحذر من خطر يهدد وجود السودان ويدعو لتبني خطة الرباعية
أطلق التحالف المدني لقوى الثورة السودانية، المعروف باسم 'صمود'، تحذيراً بالغ الأهمية حول ما وصفه بـ"الخطر الوجودي" الذي يحدق بالبلاد جراء استمرار الصراع المسلح. وفي بيان صدر مؤخراً، شدد التحالف على أن المخرج من الأزمة الراهنة يكمن في التزام طرفي النزاع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بالمبادرة التي قدمتها المجموعة الرباعية والتي تهدف إلى وقف تدهور الوضع الإنساني وإرساء أسس الحل السلمي.

خلفية الصراع وتداعياته الإنسانية
اندلعت المواجهات العسكرية في السودان في منتصف أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي". تركز الصراع في بدايته في العاصمة الخرطوم، لكنه سرعان ما امتد إلى مناطق أخرى، أبرزها إقليم دارفور وولايات كردفان، مخلفاً وراءه أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها من بين الأسوأ في العالم.
أدت الحرب إلى مقتل آلاف المدنيين وتشريد ما يزيد عن سبعة ملايين شخص بين نازح داخلياً ولاجئ إلى دول الجوار. كما تسببت في انهيار شبه كامل للقطاع الصحي وتدمير البنية التحتية، فضلاً عن تفاقم أزمة الغذاء التي باتت تهدد الملايين بخطر المجاعة، وذلك في ظل صعوبة وصول المنظمات الإغاثية إلى المناطق الأكثر تضرراً.
تحذير "صمود" من تفكك الدولة
في هذا السياق المقلق، جاء تحذير تحالف 'صمود' ليعكس مخاوف قطاع واسع من القوى المدنية والسياسية السودانية. وأوضح التحالف أن استمرار الحرب لا يهدد فقط حياة المواطنين وأمنهم، بل يضع كيان الدولة السودانية ذاته على المحك، مشيراً إلى مخاطر الانقسام والتشرذم وتحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة يصعب احتواؤها. ويرى التحالف أن الاعتماد على الحل العسكري أثبت فشله، وأن إصرار الطرفين على مواصلة القتال يقود البلاد نحو مستقبل مجهول.
مبادرة المجموعة الرباعية كطريق للحل
دعا تحالف 'صمود' الطرفين المتحاربين إلى القبول الفوري وغير المشروط بالخطة التي طرحتها المجموعة الرباعية، والتي تضم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتستند هذه الدعوة إلى المقترحات التي تم الإعلان عنها في الثاني عشر من سبتمبر، والتي تهدف إلى وقف إطلاق النار وفتح مسار للحوار.
تتضمن المبادرة عدة نقاط أساسية تعتبر ضرورية لتهيئة الأجواء لأي حل سياسي مستقبلي، وأبرزها:
- التوصل إلى هدنة إنسانية فورية ومستدامة لوقف شامل للأعمال العدائية.
 - ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة.
 - اتخاذ إجراءات عملية لبناء الثقة بين الطرفين، تمهيداً للدخول في مفاوضات جادة.
 - الانتقال إلى عملية سياسية شاملة يشارك فيها مختلف الأطراف السودانية الفاعلة لتحديد مستقبل البلاد.
 
تحديات الاستجابة ومستقبل الوساطة
على الرغم من تكرار الدعوات الإقليمية والدولية، لم يبدِ طرفا النزاع حتى الآن التزاماً حقيقياً بالمبادرات المطروحة، بما في ذلك المحادثات التي استضافتها مدينة جدة في أوقات سابقة والتي أسفرت عن اتفاقات لم يتم تطبيقها على أرض الواقع. ويتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بخرق الهدن المؤقتة التي يتم الاتفاق عليها، مما يعقد جهود الوساطة ويزيد من معاناة المدنيين.
ويكمن التحدي الأكبر في انعدام الثقة العميق بين قيادتي الجيش والدعم السريع، ورغبة كل طرف في تحقيق نصر عسكري حاسم. وفي ظل هذا المشهد، تكتسب دعوة القوى المدنية مثل تحالف 'صمود' أهمية خاصة، كونها تمثل صوت قطاع كبير من الشعب السوداني الذي يطالب بإنهاء الحرب والعودة إلى مسار الانتقال الديمقراطي الذي توقف.





