تحدي الكرات الثابتة في ليفربول ومارك غويهي كحل محتمل
لطالما كانت مشكلة استقبال الأهداف من الكرات الثابتة مصدر قلق متزايد لنادي ليفربول، خصوصاً في المواسم الأخيرة. ففي حين يشتهر الريدز بأسلوبهم الهجومي الكاسح وكرة القدم عالية الشدة تحت قيادة يورغن كلوب، إلا أنهم غالباً ما يواجهون صعوبة في احتواء تهديدات الخصوم من الركلات الثابتة، وهو ضعف كلفهم نقاطاً ثمينة في مباريات حاسمة. وقد أدت هذه الهشاشة الدفاعية إلى تكثيف النقاشات بين المشجعين والمحللين على حد سواء حول الحلول الممكنة، مع بروز اسم مدافع كريستال بالاس، مارك غويهي، كمرشح بارز في تكهنات سوق الانتقالات.

خلفية المشكلة وتأثيرها على ليفربول
اعتمد ليفربول بشكل كبير على أسلوب لعب قائم على الضغط العالي والتحولات الهجومية السريعة، مما أكسبه سمعة كأحد أكثر الفرق إثارة في أوروبا. ومع ذلك، وعلى النقيض من قوته الهجومية، أظهر الفريق ضعفاً ملحوظاً في التعامل مع الكرات الثابتة والعرضيات على مر المواسم الأخيرة. فقد أصبحت الأهداف التي تستقبلها شباك الريدز من ركلات حرة مباشرة، أو ركلات ركنية، أو كرات عرضية مفتوحة، ظاهرة مقلقة، مما يثير تساؤلات حول التنظيم الدفاعي والتركيز داخل منطقة الجزاء.
تشير الإحصائيات المتاحة من المحللين الرياضيين إلى أن نسبة لا يستهان بها من الأهداف التي اهتزت بها شباك ليفربول في المواسم الأخيرة كانت نتيجة مباشرة لأخطاء أو سوء تمركز في الدفاع أثناء الكرات الثابتة. هذا النمط لم يقتصر على موسم واحد، بل أصبح «كابوساً» متكرراً يعرقل مساعي الفريق للفوز بالألقاب الكبرى، سواء في الدوري الإنجليزي الممتاز أو في المنافسات الأوروبية. فكل نقطة تفقد بسبب هدف من كرة ثابتة يمكن أن تكون حاسمة في السباق على اللقب، وقد شهدت الجماهير مرات عديدة كيف تلاشت آمال الفريق في لحظات حاسمة بسبب هذه الثغرة الدفاعية.
صرح المدربون واللاعبون مراراً بإدراكهم لهذه المشكلة، مؤكدين على أهمية التدريبات الخاصة لتحسين هذا الجانب. ومع ذلك، يبدو أن تطبيق الحلول على أرض الملعب لا يزال يمثل تحدياً، مما يدفع النادي نحو البحث عن تعزيزات قد تقدم حلاً طويل الأمد لهذه المعضلة التي تؤثر على استقرار الأداء الدفاعي بشكل عام.
مارك غويهي كحل محتمل
في خضم البحث عن حلول دفاعية مستدامة، برز اسم مارك غويهي، مدافع كريستال بالاس والمنتخب الإنجليزي، كمرشح قوي لتعزيز خط دفاع ليفربول. يتميز غويهي بخصائص تجعله مناسباً بشكل خاص لمعالجة مشكلة الكرات الثابتة. فهو مدافع قوي بدنياً، يتمتع بقدرة فائقة على الفوز بالكرات الهوائية، وهو أمر حيوي في التعامل مع العرضيات والركلات الركنية بفعالية. كما يمتلك غويهي وعياً تكتيكياً عالياً وقدرة على قراءة اللعب، مما يساعده على التمركز الصحيح داخل منطقة الجزاء واتخاذ القرارات السليمة.
إلى جانب قوته البدنية، يمتلك غويهي مهارات جيدة في بناء اللعب من الخلف، وهي سمة أساسية لأي مدافع في نظام ليفربول الذي يعتمد على التمرير السريع والتحكم بالكرة. خبرته في الدوري الإنجليزي الممتاز، على الرغم من صغر سنه نسبياً، تجعله خياراً جذاباً، حيث أثبت قدرته على التكيف مع متطلبات البطولة وقوتها البدنية. كما أن قيادته داخل الملعب، حيث ارتدى شارة القيادة في كريستال بالاس في مناسبات عدة، تشير إلى شخصية قوية يمكن أن تساهم في تنظيم الخط الخلفي لليفربول ورفع مستوى تركيزه.
تزايدت التقارير الإعلامية التي تربط غويهي بليفربول خلال فترات الانتقالات الأخيرة، خاصة بعد انتهاء الموسم السابق (موسم 2023-2024 أو الموسم الذي سبقه) الذي شهد تذبذباً في أداء دفاع الريدز. هذه الشائعات تشير إلى أن النادي يرى فيه لاعباً يمكنه أن يقدم الإضافة الفورية ويساعد في سد الثغرة الدفاعية الواضحة التي طالما أزعجت الجماهير والجهاز الفني.
التطورات الأخيرة والتأثير المتوقع
في الآونة الأخيرة، ومع اقتراب نافذة الانتقالات الصيفية لعام 2024، تزايدت التكهنات بشأن تعزيز ليفربول لخط دفاعه بصفقات من العيار الثقيل. الأداء المتذبذب للفريق في بعض المباريات الكبرى خلال الموسم الحالي (2023-2024)، والذي تضمن استقبال أهداف حاسمة من كرات ثابتة في لحظات حرجة، زاد من الضغط على إدارة النادي للتحرك بفاعلية في سوق الانتقالات وتلبية احتياجات المدرب.
في حال نجح ليفربول في ضم مارك غويهي، يتوقع أن يكون لذلك تأثير إيجابي فوري وملموس على قدرة الفريق على الدفاع ضد الكرات الثابتة. سيضيف وجوده مزيداً من القوة البدنية والصلابة الهوائية إلى الخط الخلفي، كما سيحسن من التنظيم الدفاعي العام بفضل قدراته القيادية وقدرته على التواصل مع زملائه. قد يساهم ذلك في تقليل عدد الأهداف التي يستقبلها الفريق بشكل كبير، مما يعزز من فرصه في المنافسة على الألقاب المحلية والقارية ويمنح الفريق المزيد من الثقة.
كما أن وصول غويهي قد يخلق منافسة صحية داخل الفريق، مما يدفع المدافعين الحاليين مثل إبراهيما كوناتي وجو غوميز، وكذلك المواهب الشابة مثل جاريل كوانساه، إلى رفع مستوى أدائهم للحفاظ على مكانهم في التشكيلة الأساسية. يعتبر هذا النوع من التعاقدات استثماراً ليس فقط في الحلول الدفاعية الفورية، بل أيضاً في مستقبل الفريق، حيث أن غويهي لاعب شاب يمتلك إمكانات هائلة للتطور والتحول إلى أحد أفضل المدافعين في الدوري. يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان ليفربول سيتمكن من حسم الصفقة، خاصة مع وجود اهتمام من أندية أخرى كبيرة، والتكلفة المتوقعة التي قد تصل إلى أرقام كبيرة نظراً لجودة اللاعب وأهميته القصوى لكريستال بالاس.





