تحقيق صحي في احتمالية تفشي السل بمشروع تجديد كامب نو
أطلقت وكالة الصحة العامة في برشلونة تحقيقاً مكثفاً حول احتمالية تفشي مرض السل (TB) بين العمال المشاركين في مشروع التجديد الضخم لملعب سبوتيفاي كامب نو. يأتي هذا التحقيق العاجل في أعقاب التشخيص الأخير لإصابة أحد العمال بهذا المرض المعدي الخطير، مما أثار مخاوف فورية تتعلق بسلامة بيئة العمل والصحة العامة في أحد أبرز مواقع البناء بالمدينة.

السياق والخلفية: مشروع عملاق ومخاطر صحية
يمثل مشروع تجديد سبوتيفاي كامب نو مسعى ضخماً لتحديث وتحديث الملعب الأيقوني لنادي برشلونة لكرة القدم، الذي يُعد معلماً عالمياً ويجذب اهتماماً واسعاً. يتضمن المشروع مشاركة مئات، إن لم يكن آلاف، العمال من شركات مقاولات مختلفة. ويُعد مرض السل (الدرن) عدوى بكتيرية تؤثر بشكل أساسي على الرئتين، لكنها قد تصيب أيضاً أعضاء أخرى في الجسم. ينتشر المرض عن طريق القطيرات المحمولة جواً عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث. ورغم أن السل قابل للشفاء بمسار طويل من المضادات الحيوية، إلا أنه قد يكون مميتاً إذا تُرك بدون علاج. إن طبيعة انتشاره عبر الهواء تجعل البيئات المزدحمة أو المغلقة، مثل مواقع البناء التي تضم أعداداً كبيرة من العمال، مناطق محتملة لانتشار العدوى.
تفاصيل التحقيق والإجراءات الفورية
بدأ التحقيق الذي أجرته وكالة الصحة العامة في برشلونة (Agència de Salut Pública de Barcelona - ASPB) في الأسابيع الأخيرة بعد تأكيد تشخيص عامل مصاب بالسل. تركز السلطات حالياً على تتبع المخالطين لتحديد الأفراد الذين قد يكونون على اتصال وثيق بالشخص المصاب. تشمل الإجراءات المتخذة ما يلي:
- الفحص والاختبار: تقديم فحوصات واستشارات طبية استباقية وخدمات اختبار لجميع العمال الذين يُحتمل تعرضهم للعدوى.
- دعم العمال: توفير المعلومات والمشورة الطبية للمتخوفين، مع ضمان السرية التامة للمعلومات الشخصية.
- التعاون: العمل بشكل وثيق مع اتحاد المقاولين المسؤول عن التجديد، ليماك كونستراكشن (Limak Construction)، ونادي برشلونة لضمان اتباع جميع البروتوكولات الصحية.
- التدابير الوقائية: تعزيز بروتوكولات النظافة والسلامة في الموقع، بما في ذلك فحص أنظمة التهوية حيثما ينطبق، وتوعية العمال بأعراض السل وطرق الوقاية منه.
الهدف الأساسي من هذه الإجراءات هو احتواء أي انتشار محتمل للعدوى بسرعة وضمان صحة وسلامة جميع الأفراد المشاركين في المشروع الضخم.
الآثار والمخاوف الأوسع
تثير هذه الواقعة مخاوف كبيرة تتعلق بمعايير الصحة والسلامة المهنية في مشاريع البناء واسعة النطاق. وبينما ينصب التركيز الفوري على العمال، فإن طبيعة المرض تستدعي استجابة قوية من قطاع الصحة العامة لمنع أي انتقال أوسع للعدوى إلى المجتمع. أفادت التقارير أن نادي برشلونة وشركة الإنشاءات يتعاونان بشكل كامل مع السلطات الصحية، مؤكدين التزامهم بسلامة ورفاهية العمال. وعلى الرغم من أن مشروع التجديد يُعد مبادرة رفيعة المستوى، فإن أي مخاطر صحية محتملة أو تفشٍ مؤكد للمرض يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات مؤقتة، وتزايد التدقيق، وإعادة تقييم لبروتوكولات السلامة. تُبرز هذه الحادثة أهمية المراقبة الصحية الصارمة وأنظمة الاستجابة السريعة، خاصة في البيئات التي تضم قوى عاملة متنوعة واحتمالية للتواصل الوثيق. تهدف السلطات إلى تقديم تحديثات شفافة مع الحفاظ على سرية المرضى وتجنب إثارة قلق لا مبرر له.





