تحقيقات جريمة فيصل تتوسع: النيابة تستدعي صديقة الضحية لكشف لغز علاقتها بالمتهم
في تطور لافت ومهم في قضية مقتل سيدة داخل شقتها بمنطقة فيصل بمحافظة الجيزة، استدعت النيابة العامة خلال الساعات القليلة الماضية صديقة المجني عليها وجارتها المقربة، وذلك بهدف استجوابها وكشف ملابسات جديدة قد تغير مسار التحقيقات. جاء هذا الإجراء الحاسم بعد أن كشفت عمليات الفحص الفني لهاتف المتهم المقبوض عليه عن وجود محادثات ورسائل متبادلة بينه وبين صديقة الضحية، الأمر الذي أثار تساؤلات جدية حول طبيعة علاقتهما ومدى صلتها بالجريمة.

خلفية القضية
تعود وقائع الجريمة إلى الأيام الماضية، حين تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا بالعثور على جثة سيدة مقتولة داخل مسكنها في فيصل. على الفور، تحركت فرق البحث الجنائي وبدأت في جمع الأدلة وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الحادث. أسفرت الجهود المكثفة عن تحديد هوية المشتبه به الرئيسي وإلقاء القبض عليه في وقت قياسي. وبحسب التحقيقات الأولية، أشارت اعترافات المتهم إلى أن الدافع وراء ارتكاب الجريمة كان السرقة، إلا أن المستجدات الأخيرة قد تفتح الباب أمام دوافع أخرى محتملة.
تطورات التحقيقات ونقطة التحول
شكل فحص الأدلة الرقمية، وتحديدًا هاتف المتهم، نقطة تحول محورية في القضية. عثر المحققون على رقم هاتف صديقة الضحية مسجلاً ضمن جهات الاتصال، والأهم من ذلك، اكتشفوا وجود سجل محادثات بينهما يسبق وقوع الجريمة. هذا الاكتشاف دفع النيابة العامة إلى التعامل مع صديقة الضحية ليس فقط كشاهدة، بل كشخصية محورية قد تملك مفاتيح لحل ألغاز القضية، مما استدعى إصدار أمر باستدعائها بشكل فوري للاستماع إلى أقوالها بشكل رسمي.
محاور استجواب صديقة الضحية
تركز التحقيقات مع صديقة المجني عليها على عدة جوانب رئيسية لمعرفة مدى تورطها أو علمها المسبق بالجريمة. تسعى النيابة إلى الحصول على إجابات واضحة لأسئلة محددة، من بينها:
- طبيعة العلاقة بالمتهم: تحاول جهات التحقيق فهم كيفية ووقت تعرفها على المتهم، وما هو شكل العلاقة التي كانت تربطهما، هل هي مجرد معرفة سطحية أم علاقة أعمق؟
- مضمون المحادثات: يتم فحص محتوى الرسائل والمكالمات المتبادلة بينها وبين المتهم بدقة، للبحث عن أي إشارات تتعلق بالضحية أو التخطيط للجريمة أو أي معلومات ذات صلة.
- مدى علمها بالجريمة: يتم استجوابها حول ما إذا كانت على علم بنوايا المتهم تجاه صديقتها، أو ما إذا كان قد تحدث معها عن أي خطط تتعلق بالسرقة أو إيذاء الضحية.
- معلومات حول الضحية: تسعى النيابة لمعرفة ما إذا كانت الصديقة قد قدمت للمتهم أي معلومات عن الضحية، مثل مواعيد وجودها في المنزل بمفردها، أو أماكن احتفاظها بمقتنيات ثمينة، سواء بقصد أو بدون قصد.
أهمية هذا المستجد في مسار القضية
يعد استجواب صديقة الضحية خطوة حيوية قد تقود إلى أحد أمرين: إما أن يثبت أنها كانت مجرد وسيط غير مباشر لا علم له بنوايا المتهم الإجرامية، أو قد يكشف التحقيق عن دور لها في الجريمة، سواء بالتحريض أو المساعدة أو التستر، مما قد يحولها من شاهدة إلى متهمة. كما أن أقوالها قد تكشف عن وجود شركاء آخرين أو عن الدافع الحقيقي للجريمة الذي قد يتجاوز السرقة. وتبرز هذه الواقعة مجددًا الدور الحاسم الذي تلعبه الأدلة الرقمية والاتصالات في فك طلاسم الجرائم المعقدة، حيث أصبح الهاتف المحمول صندوقًا أسودًا يكشف الكثير من الأسرار.
تواصل النيابة العامة في الجيزة تحقيقاتها المكثفة في القضية، وتعمل على مطابقة أقوال صديقة الضحية باعترافات المتهم الأول والأدلة الفنية التي تم جمعها، في سبيل الوصول إلى الحقيقة الكاملة وتقديم كل من يثبت تورطه في هذه الجريمة المروعة إلى العدالة.





