ترامب يعقد لقاءً مع أمير قطر على متن طائرته الرئاسية بقاعدة العديد
في خطوة دبلوماسية لافتة، عقد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اجتماعًا مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وجرى اللقاء يوم السبت، 7 ديسمبر 2024، على متن طائرة الرئاسة الأمريكية خلال توقفها للتزود بالوقود في قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والواقعة بالقرب من الدوحة.

تفاصيل اللقاء وسياقه
جاء هذا الاجتماع غير المجدول مسبقًا أثناء عودة ترامب من قمة مجموعة العشرين التي عُقدت في ريو دي جانيرو بالبرازيل. وصعد أمير قطر ورئيس وزرائها إلى الطائرة الرئاسية لإجراء محادثات موجزة مع الرئيس المنتخب. وعقب اللقاء، نشر ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" منشورًا أثنى فيه على القيادة القطرية، واصفًا الشيخ تميم بأنه "صديق" و"زعيم يحظى باحترام كبير"، مؤكدًا أن "السلام في الشرق الأوسط يجب أن يكون هدفًا دائمًا".
ورغم قصر مدة اللقاء، إلا أنه يحمل دلالات هامة كونه أول تواصل مباشر ومعلن لترامب مع أحد قادة منطقة الشرق الأوسط منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ويُنظر إلى الاجتماع على أنه مؤشر مبكر على ملامح سياسة الإدارة الأمريكية القادمة تجاه المنطقة وأزماتها.
الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين البلدين
تستضيف دولة قطر قاعدة العديد الجوية التي تُعد مركزًا حيويًا للعمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث تضم المقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) وتأوي أكثر من عشرة آلاف جندي أمريكي. وتلعب القاعدة دورًا محوريًا في العمليات الجوية للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وسوريا ومناطق أخرى، مما يمنح قطر أهمية استراتيجية بالغة لواشنطن.
بالإضافة إلى الأهمية العسكرية، برزت قطر كلاعب دبلوماسي رئيسي في السنوات الأخيرة، خاصة في جهود الوساطة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والأزمة في أفغانستان. وتأتي هذه المحادثات في وقت تواصل فيه الدوحة لعب دور الوسيط الأساسي في المفاوضات الصعبة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
خلفية العلاقات وتطورها
شهدت العلاقات بين إدارة ترامب الأولى وقطر تطورًا ملحوظًا. ففي بداية الأزمة الخليجية عام 2017، بدا أن ترامب يؤيد الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر. لكن هذا الموقف تغير تدريجيًا مع إدراك واشنطن للدور الاستراتيجي الذي تلعبه الدوحة، خاصة فيما يتعلق بقاعدة العديد وجهود مكافحة الإرهاب.
وفي نهاية المطاف، عملت إدارة ترامب على رأب الصدع بين دول الخليج، وهو ما تُوّج باتفاق العلا الذي أنهى الحصار في أوائل عام 2021. ويشير هذا اللقاء المبكر إلى أن الإدارة القادمة قد تسعى إلى البناء على هذه العلاقة البراغماتية، معتمدة على قطر كشريك أساسي في التعامل مع الملفات الإقليمية المعقدة.
الدلالات المستقبلية للسياسة الأمريكية
يعكس الاجتماع في قاعدة العديد استمرارًا محتملاً للاعتماد الأمريكي على الشركاء الخليجيين الرئيسيين في إدارة شؤون المنطقة. ويرى محللون أن ترامب، من خلال هذا اللقاء، يبعث برسالة إلى المنطقة بأنه يعتزم الانخراط بشكل مباشر وسريع في قضايا الشرق الأوسط فور توليه منصبه رسميًا. كما يُظهر اللقاء أسلوب ترامب الدبلوماسي الذي يميل إلى الاجتماعات المباشرة وغير الرسمية، والذي قد يميز فترة رئاسته الثانية.





