ترشيح 7 نجوم من الدوري السعودي لتشكيلة العام المثالية من "ذا بيست" FIFA
في تطور يعكس الصعود اللافت للدوري السعودي للمحترفين على الساحة الكروية العالمية، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) مؤخرًا، وتحديدًا في 25 أكتوبر 2024، عن قائمة المرشحين لتشكيلة العام المثالية للرجال (FIFA FIFPRO World XI) ضمن جوائز "ذا بيست" (The Best FIFA Football Awards). اللافت في هذا الإعلان هو وجود <سبعة لاعبين من الدوري السعودي> ضمن هذه القائمة المرموقة، وهو رقم قياسي يؤكد التنامي الكبير في جودة ومكانة الأندية السعودية وجاذبيتها للنجوم العالميين.

يُعد هذا الترشيح الجماعي إشارة واضحة إلى أن الاستثمارات الضخمة والجهود الرامية لتعزيز تنافسية الدوري السعودي قد بدأت تؤتي ثمارها، حيث باتت أندية المملكة وجهة مفضلة لكبار اللاعبين من مختلف القارات. تتضمن قائمة المرشحين لاعبين بارزين انضموا إلى الدوري السعودي في السنوات الأخيرة، ما أسهم في رفع مستوى اللعب وزيادة المتابعة الجماهيرية محليًا وعالميًا.
خلفية: جوائز "ذا بيست" وتشكيلة العام المثالية
تُعد جوائز "ذا بيست" من FIFA، والتي أُطلقت عام 2016 خلفًا لجائزة كرة الفيفا الذهبية، من أرفع الجوائز الفردية والجماعية في عالم كرة القدم. وتُمنح هذه الجوائز تقديرًا لأفضل الإنجازات والأداءات خلال العام. تُعتبر تشكيلة العام المثالية (FIFA FIFPRO World XI) جزءًا محوريًا من هذه الجوائز، حيث يتم اختيارها بناءً على تصويت آلاف اللاعبين المحترفين حول العالم، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPRO). تعكس هذه التشكيلة، التي تضم أفضل 11 لاعبًا في مراكزهم، تقدير اللاعبين لأقرانهم، ما يمنحها مصداقية ووزنًا خاصًا.
تاريخيًا، سيطرت الدوريات الأوروبية الكبرى على قائمة المرشحين واللاعبين الفائزين بالتشكيلة المثالية، مما جعل وجود سبعة لاعبين من خارج أوروبا، وتحديدًا من الدوري السعودي، حدثًا فارقًا يستحق التوقف عنده.
صعود الدوري السعودي: رؤية واستثمار
لم يأتِ هذا الإنجاز من فراغ، بل هو نتيجة لرؤية استراتيجية طموحة بدأت قبل عدة سنوات بهدف تحويل الدوري السعودي للمحترفين إلى واحد من أفضل 10 دوريات في العالم. وشملت هذه الرؤية ضخ استثمارات هائلة في الأندية والبنية التحتية، والأهم من ذلك، استقطاب نخبة من ألمع نجوم كرة القدم العالميين. بدأت هذه الموجة مع قدوم الأسطورة <كريستيانو رونالدو> إلى النصر، لتتبعها مجموعة من الأسماء اللامعة مثل <كريم بنزيما> في الاتحاد، و<نيمار دا سيلفا> في الهلال، ونجولو كانتي، ورياض محرز، وساديو ماني، والعديد من اللاعبين الآخرين الذين كانوا عناصر أساسية في أنديتهم الأوروبية الكبرى ومنتخباتهم الوطنية.
هذا التدفق للنجوم لم يقتصر تأثيره على زيادة جودة المباريات والتنافسية داخل الدوري فحسب، بل أسهم أيضًا في رفع مستوى التدريب والتكتيك، وجذب اهتمام وسائل الإعلام العالمية والمشجعين من كل حدب وصوب. باتت مباريات الدوري السعودي تُبث في عشرات الدول، وتُناقش على نطاق واسع في البرامج التحليلية الرياضية الدولية، مما عزز من صورتها كقوة صاعدة في كرة القدم العالمية.
دلالة الترشيحات السبعة
تُعد ترشيحات اللاعبين السبعة من الدوري السعودي علامة فارقة لعدة أسباب:
- <اعتراف عالمي بالجودة>: يُظهر التصويت من قبل اللاعبين المحترفين حول العالم أن مستوى اللعب في الدوري السعودي قد وصل إلى مرحلة يحظى فيها بالتقدير والاحترام الدوليين.
- <تنوع المراكز>: عادة ما تشمل الترشيحات لاعبين من مختلف المراكز، مما يشير إلى أن الدوري السعودي أصبح يضم نخبة من اللاعبين المتميزين في كل خطوط الملعب، من حراس المرمى إلى المهاجمين. على سبيل المثال، قد يكون هناك لاعبون مثل حارس مرمى الهلال أو مدافع من الاتحاد أو لاعبي وسط من النصر والأهلي، بالإضافة إلى مهاجمين بارزين.
- <كسر هيمنة الدوريات الأوروبية>: لطالما كانت الدوريات الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والألمانية والفرنسية هي المصدر الرئيسي لنجوم التشكيلة المثالية. هذه الترشيحات تمثل خرقًا لهذه الهيمنة وتُشير إلى تحول محتمل في خريطة القوى الكروية.
- <تحفيز للجيل القادم>: سيُشجع هذا الاعتراف اللاعبين السعوديين الشباب على السعي نحو التميز، ويدفع الأندية لمواصلة الاستثمار في المواهب المحلية، بالإضافة إلى استقطاب المزيد من النجوم العالميين.
التأثيرات المستقبلية والتوقعات
من المتوقع أن يكون لترشيح هذا العدد الكبير من لاعبي الدوري السعودي لتشكيلة العام المثالية تأثيرات عميقة على مستقبل كرة القدم السعودية والعالمية. أولاً، سيعزز هذا من الجاذبية التجارية للدوري، مما قد يجذب المزيد من الرعاة والمستثمرين. ثانيًا، سيرفع من معنويات اللاعبين والأندية في الدوري، ويشجعهم على تحقيق المزيد من الإنجازات على المستويين القاري والعالمي.
ثالثًا، قد يُسهم هذا التحول في إعادة تشكيل تصورات الجماهير والخبراء حول العالم عن كرة القدم خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية. لم يعد الدوري السعودي مجرد "دوري تقاعد" للنجوم المتقدمين في العمر، بل أصبح وجهة تنافسية للاعبين في أوج عطائهم. يبقى التحدي الآن هو الحفاظ على هذا الزخم وتطويره بشكل مستمر لضمان استمرارية هذا النجاح.
مع ترقب إعلان التشكيلة النهائية في الحفل الختامي لجوائز "ذا بيست"، فإن مجرد ترشيح سبعة لاعبين يُعد انتصارًا كبيرًا بحد ذاته للدوري السعودي، ويُرسخ مكانته كقوة صاعدة لا يُستهان بها في المشهد الكروي العالمي.





