تصريح مؤمن سليمان حول خسارة الشرطة برباعية أمام اتحاد جدة: "لاعبون كنا نشاهدهم في التلفاز"
أثار تصريح المدرب المصري مؤمن سليمان، المدير الفني السابق لنادي الشرطة العراقي، جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية العربية بعد خسارة فريقه أمام نظيره اتحاد جدة السعودي بنتيجة أربعة أهداف دون رد. جاء هذا التعليق المثير للاهتمام في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة، حيث وصف سليمان لاعبي الفريق المنافس بأنهم "لاعبون كنا نشاهدهم في التلفاز"، في إشارة واضحة إلى الفارق الكبير في مستوى النجوم والإمكانيات بين الفريقين. هذه التصريحات، التي أُدليت يوم 2 أغسطس 2023، عكست حقيقة التباين الفني والمالي بين الأندية المشاركة في البطولات الإقليمية.

خلفية المباراة والبطولة
دارت أحداث المباراة ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الأولى لبطولة كأس الملك سلمان للأندية الأبطال 2023، التي استضافتها المملكة العربية السعودية. تُعد هذه البطولة من أبرز المسابقات الكروية للأندية العربية، وتجذب اهتماماً كبيراً نظراً لمشاركة نخبة من الأندية ذات التاريخ والإمكانيات. نادي اتحاد جدة كان يُعتبر من أبرز المرشحين للفوز باللقب، خاصة بعد تعاقداته المدوية التي سبقت البطولة، والتي شملت نجوماً عالميين مثل الفرنسي كريم بنزيما ومواطنه نجولو كانتي، إلى جانب لاعبين بارزين آخرين مثل المغربي عبدالرزاق حمدالله والبرازيلي رومارينيو. في المقابل، يُمثل نادي الشرطة أحد الأندية العراقية الرائدة، لكنه لا يمتلك نفس القدر من القوة المالية والنجومية التي يتمتع بها عملاق جدة.
تفاصيل المواجهة
أقيمت المباراة في مدينة الطائف، وشهدت سيطرة شبه مطلقة من جانب فريق اتحاد جدة منذ البداية. تمكن الاتحاد من تسجيل أربعة أهداف نظيفة، ليعلن عن فوز مستحق وعن قدراته الهجومية الكبيرة. الأهداف جاءت عن طريق لاعبين مختلفين، مؤكدة على العمق الهجومي للفريق السعودي. هذه النتيجة لم تكن مفاجئة للكثيرين نظراً للفوارق الواضحة في جودة اللاعبين والخبرة على المستوى الدولي، ولكنها سلطت الضوء بقوة على التحديات التي تواجه الأندية العربية الأقل حظاً في مواجهة القوى الكروية الصاعدة التي تستثمر بكثافة في التعاقدات الكبرى.
دلالة تصريح مؤمن سليمان
لم يكن تصريح المدرب مؤمن سليمان مجرد تعليق عابر على خسارة رياضية، بل كان بمثابة تحليل واقعي وفلسفي للفوارق الموجودة في عالم كرة القدم العربية. عندما قال سليمان إن لاعبي اتحاد جدة هم "لاعبون كنا نشاهدهم في التلفاز"، كان يقصد بذلك أن هؤلاء اللاعبين بمستواهم العالمي ونجوميتهم المعهودة لم يكونوا مألوفين لفريقه في أرض الملعب، بل كانوا يُعتبرون رموزاً للعبة تراها الجماهير عبر شاشات التلفاز في البطولات الأوروبية الكبرى. هذا التصريح حمل في طياته عدة دلالات:
- الاعتراف بفارق الإمكانيات الفنية: إقرار صريح بأن اتحاد جدة يمتلك لاعبين من طراز عالمي يفوقون بكثير مستوى لاعبي الشرطة.
- تسليط الضوء على جودة لاعبي اتحاد جدة: تأكيد على أن النجوم المستقطبين لدوري روشن السعودي يُحدثون فارقاً نوعياً كبيراً في الأداء.
- الإشارة إلى الفجوة بين الأندية العربية: لفت الانتباه إلى التفاوت المالي والفني بين الأندية، حيث تستطيع بعض الأندية استقطاب نجوم عالميين بينما تعتمد أخرى على المواهب المحلية والإقليمية.
- تعبير عن الإعجاب والواقعية: لم يكن التصريح شكوى، بل كان مزيجاً من الإعجاب بما يراه سليمان والاعتراف بالواقع الذي لا يمكن إنكاره.
التداعيات وردود الفعل
حظي تصريح مؤمن سليمان بانتشار واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرياضية. اعتبره الكثيرون تعليقاً صريحاً وواقعياً يعكس المشهد الكروي الحالي في المنطقة. أشاد البعض بشجاعة سليمان في التعبير عن هذا الواقع، بينما استخدمه آخرون لإثارة النقاش حول مستقبل كرة القدم العربية وتأثير الاستثمارات الضخمة. تحول التصريح إلى مقولة شهيرة تلخص الفارق بين الأندية ذات القوة الشرائية الهائلة والأندية التي تعتمد على الموارد المحدودة.
مسار الفريقين في البطولة
على الرغم من الخسارة القاسية، استطاع نادي الشرطة العراقي أن يتجاوز هذه النتيجة وأن يحقق مفاجأة بالتأهل من دور المجموعات، ليُظهر روحاً قتالية وإصراراً على الرغم من فارق الإمكانيات. في المقابل، واصل اتحاد جدة مسيرته القوية في البطولة، متصدراً مجموعته ومؤكداً على طموحه في المنافسة على اللقب. أظهرت هذه البطولة بوضوح أن الاستثمار في نجوم عالميين يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كبير، وأن الفرق التي تمتلك القدرة على جذب هذه المواهب ستكون لها الكلمة العليا في المنافسات الإقليمية والدولية.





