تصفيات كأس العالم 2026: استعراض لمواعيد مباريات اليوم لفرنسا وألمانيا والسنغال
يتجه اهتمام عشاق كرة القدم حول العالم نحو تصفيات كأس العالم 2026، التي تُعد بمثابة الطريق الشاق والمثير المؤدي إلى البطولة العالمية الأكبر، والتي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. مع بدء العد التنازلي للبطولة الموسعة، تتسابق المنتخبات الوطنية لضمان مكان لها بين الـ48 فريقًا المشارك. في هذا السياق، تبرز متابعة الجماهير للمسارات التأهيلية لمنتخبات ذات ثقل كروي مثل فرنسا وألمانيا والسنغال. يهدف هذا التقرير إلى تقديم نظرة معمقة على آخر المستجدات والتطورات المتعلقة برحلة هذه المنتخبات نحو المونديال، مع التركيز على أهم المواعيد والجوانب التكتيكية خلال المرحلة الحالية من التصفيات. اعتبارًا من نوفمبر 2024، تشهد بعض الاتحادات القارية جولات مكثفة من التصفيات، بينما تستعد اتحادات أخرى للكشف عن جداول مبارياتها الحاسمة.
نظام كأس العالم 2026 الموسع وتأثيره على التصفيات
يمثل كأس العالم 2026 نقطة تحول تاريخية في عالم كرة القدم، حيث سيشارك 48 منتخبًا لأول مرة، بزيادة قدرها 16 فريقًا عن النسخ السابقة. أثر هذا التوسع بشكل مباشر على صيغ التصفيات في جميع الاتحادات القارية الستة، حيث زادت عدد المقاعد المخصصة لكل قارة. على سبيل المثال، باتت قارة إفريقيا (CAF) تتمتع بتسعة مقاعد مؤهلة مباشرة، بالإضافة إلى فرصة مقعد آخر عبر الملحق القاري، بينما ارتفع نصيب أوروبا (UEFA) إلى 16 مقعدًا. هذا التغيير الكبير يعني أن التنافس، وإن كان قد يوفر مساحة أكبر لبعض المنتخبات، إلا أن طبيعة المجموعات وضرورة جمع النقاط مبكرًا تظل تحديًا كبيرًا، مما يجعل كل مباراة تحمل أهمية استراتيجية بالغة.
فرنسا في تصفيات أوروبا (UEFA): الطموح نحو النجمة الثالثة
تُعد فرنسا، أحد أبرز القوى الكروية في العالم، حيث وصلت إلى نهائي آخر نسختين من كأس العالم وفازت بلقب 2018. تحت قيادة المدرب المخضرم ديدييه ديشامب، الذي يعرف جيدًا كيفية التعامل مع ضغوط البطولات الكبرى، يمتلك المنتخب الفرنسي تشكيلة مرصعة بالنجوم العالميين. من المتوقع أن تبدأ مباريات التصفيات الأوروبية الرئيسية لفرنسا في أوائل عام 2025، بعد انتهاء بطولة أمم أوروبا 2024. سيعتمد "الديوك" على نجوم مثل كيليان مبابي، الذي يُعد أحد أفضل اللاعبين في العالم، وأنطوان جريزمان بخبرته الكبيرة، بالإضافة إلى عمق كبير في جميع المراكز. تُظهر فرنسا عادةً أداءً قويًا في التصفيات، ومن المتوقع أن تتصدر مجموعتها بسهولة نسبية، لكنها ستظل حذرة من أي مفاجآت محتملة من المنتخبات الأوروبية الطموحة التي تسعى لخطف أحد المقاعد الستة عشر المتاحة. التحضيرات الحالية للمنتخب، والتي تشمل معسكرات تدريبية ومباريات ودية خلال فترات التوقف الدولية، تركز على صقل التكتيكات وتكامل اللاعبين الجدد لضمان أقصى درجات الجاهزية لهذه التصفيات الحاسمة.
ألمانيا في تصفيات أوروبا (UEFA): مرحلة التجديد واستعادة الهيبة
بعد انتهاء بطولة أمم أوروبا 2024 التي تستضيفها، ستتحول أنظار ألمانيا بالكامل نحو تحدي تصفيات كأس العالم 2026. على عكس وضعها كمضيف ليورو 2024 الذي منحها التأهل المباشر، فإن "المانشافت" مطالبة بخوض التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال القادم كأي منتخب آخر. يمر المنتخب الألماني بفترة تجديد شاملة تحت قيادة المدرب الشاب جوليان ناجلسمان، الذي يسعى لإعادة بناء فريق قادر على المنافسة بقوة بعد خروجه المخيب للآمال من دور المجموعات في مونديالي 2018 و2022. من المتوقع أن يبدأ الألمان مشوارهم في التصفيات الأوروبية في أوائل عام 2025، حيث ستتركز جهودهم على دمج المواهب الشابة الصاعدة مع اللاعبين أصحاب الخبرة لتشكيل فريق متجانس وفعال. ستكون كل مباراة في التصفيات اختبارًا حقيقيًا لقدرة الفريق على استعادة هيبته العالمية وتأكيد مكانته كأحد عمالقة كرة القدم. الضغط سيكون كبيرًا على اللاعبين والجهاز الفني لضمان تأهل سلس وتجنب أي تعثرات قد تؤثر على ثقة الجماهير.
السنغال في تصفيات إفريقيا (CAF): القيادة الأفريقية نحو المونديال
في القارة الإفريقية (CAF)، بدأت تصفيات كأس العالم 2026 بالفعل في نوفمبر 2023، وتستمر على مدى جولات ومراحل متعددة تتسم بالصعوبة والندية. تُعد السنغال، التي توجت بلقب كأس الأمم الإفريقية 2021 وتعتبر حاليًا من أقوى المنتخبات في القارة السمراء، مرشحة بقوة للتأهل للمونديال. يمتلك المنتخب السنغالي، تحت إشراف المدرب أليو سيسيه، تشكيلة قوية تضم نخبة من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى، أبرزهم النجم ساديو ماني، والمدافع الصلب كاليدو كوليبالي، والحارس المميز إدوارد ميندي. خاضت السنغال بالفعل مبارياتها الافتتاحية في التصفيات، محققة نتائج إيجابية تسعى من خلالها لتصدر مجموعتها وتأمين أحد المقاعد الإفريقية التسعة المباشرة، أو على الأقل فرصة التأهل عبر الملحق القاري. التحديات في التصفيات الإفريقية تتضمن السفر الطويل، التنوع في أساليب اللعب للمنتخبات المنافسة، والضغط الجماهيري. كل نقطة يتم الحصول عليها في هذه المرحلة المبكرة حاسمة لترسيخ مكانة الفريق وتجنب أي تعقيدات حسابية في الجولات اللاحقة. المباريات القادمة، التي من المتوقع أن تستأنف في منتصف عام 2025، ستكون محورية في تحديد مسار "أسود التيرانغا" نحو المونديال.
أهمية هذه الجولات والتوقعات المستقبلية
تكتسب جولات التصفيات الحالية والقادمة أهمية قصوى نظرًا لارتفاع عدد المقاعد وتصاعد حدة التنافس. فكل مواجهة في هذه المرحلة تمثل خطوة حاسمة نحو تحقيق حلم المشاركة في أكبر حدث كروي على مستوى العالم. بالنسبة لفرنسا وألمانيا، اللتين تملكان تاريخًا عريقًا مليئًا بالإنجازات في كأس العالم، يمثل التأهل تأكيدًا لمكانتهما كقوى كروية عالمية. أما السنغال، فتسعى لمواصلة صعودها اللافت على الساحة الدولية وتثبيت أقدامها كقوة كروية إفريقية لا يستهان بها. ستشهد الأشهر المقبلة متابعة حثيثة من الجماهير وعشاق الساحرة المستديرة حول العالم، حيث تتكشف فصول هذه الملحمة الكروية المثيرة وتتضح ملامح المنتخبات التي ستحجز مكانها في مونديال 2026 المرتقب.





