تصفيات كأس العالم 2026: فرنسا وإسبانيا وهولندا تقترب من التأهل
تشهد تصفيات كأس العالم 2026 لمنطقة أوروبا، التي انطلقت في الأشهر القليلة الماضية، تطورات مثيرة مع اقتراب عدد من المنتخبات الكبرى من حسم بطاقة التأهل للنهائيات المرتقبة. في صدارة هذه المنتخبات، تبرز كل من فرنسا وإسبانيا وهولندا، التي أظهرت مستويات فنية عالية وحققت نتائج إيجابية وضعتها على بُعد خطوات قليلة من ضمان مشاركتها في الحدث الكروي الأضخم.

الخلفية وأهمية التصفيات
تُعد كأس العالم لكرة القدم البطولة الأهم والأعرق على مستوى المنتخبات الدولية، حيث يتنافس فيها أفضل المنتخبات من مختلف القارات كل أربع سنوات. تتطلب المشاركة في هذه البطولة اجتياز سلسلة طويلة ومعقدة من التصفيات الإقليمية، التي تختلف معاييرها وأنظمتها من قارة إلى أخرى. في أوروبا، ينخرط الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) في عملية تصفيات شديدة التنافسية، حيث تتوزع المنتخبات على مجموعات مختلفة، ويتأهل الأوائل مباشرة، بينما تخوض المنتخبات الأخرى جولات فاصلة (ملحق) على مقاعد إضافية. تكتسب هذه التصفيات أهمية قصوى ليس فقط لأنها تحدد المتأهلين، بل لأنها أيضاً تعكس مستوى تطور كرة القدم في كل بلد وتمنح فرصة للمنتخبات لإثبات جدارتها على الساحة الدولية. التأهل المبكر يمثل إنجازًا استثنائيًا يجنب المنتخبات ضغوط الجولات الأخيرة ويمنحها فرصة أكبر للتحضير للبطولة النهائية.
أداء المنتخبات وتطورات الجولات الأخيرة
أظهرت المنتخبات الثلاثة، فرنسا وإسبانيا وهولندا، أداءً لافتًا في الجولات الأخيرة من التصفيات الأوروبية، والتي امتدت على مدار صيف وخريف 2025، محققة انتصارات حاسمة عززت من موقعها في صدارة مجموعاتها.
- فرنسا: بطلة العالم السابقة ووصيفة النسخة الماضية، أكدت علو كعبها كأحد أقوى المنتخبات في العالم. حققت فرنسا سلسلة انتصارات متتالية في مجموعتها، غالبًا ما تكون بفارق أهداف كبير، مما يعكس قوتها الهجومية ودفاعها الصلب. تحت قيادة مدربها، استطاع الفريق الحفاظ على استقراره الفني واستغلال المواهب الشابة إلى جانب خبرة النجوم المخضرمين مثل كيليان مبابي. لم تواجه فرنسا تحديات كبيرة في أغلب مبارياتها، مما جعلها تتصدر مجموعتها بفارق مريح من النقاط، وباتت بحاجة إلى نقطة واحدة فقط، أو ربما تعثر أقرب منافسيها، لضمان التأهل الرياضي.
 - إسبانيا: سارت إسبانيا على خطى جارتها فرنسا بتقديم عروض مقنعة للغاية. بعد بداية قوية، واصلت “لاروخا” فرض سيطرتها على مجموعتها، معتمدة على أسلوب الاستحواذ على الكرة والتمرير القصير المعروف عنها. شهدت إسبانيا تألقًا لعدد من لاعبي خط الوسط والهجوم، الذين سجلوا أهدافًا حاسمة في مواجهات صعبة. على الرغم من بعض التحديات في مبارياتها الخارجية، إلا أن التزام اللاعبين بالخطة التكتيكية للمدرب ساعدهم على تجاوز العقبات وتحقيق النقاط اللازمة. تحتاج إسبانيا حاليًا إلى فوز واحد في مبارياتها المتبقية، أو نقطتين من مباراتين، لضمان التأهل رسميًا دون الحاجة للنظر إلى نتائج المنافسين.
 - هولندا: بعد فترة من التذبذب في الأداء خلال البطولات الماضية، عادت هولندا لتؤكد مكانتها كقوة كروية أوروبية. في هذه التصفيات، أظهرت هولندا قدرة كبيرة على التكيف والتفوق، مدعومة بمزيج من اللاعبين ذوي الخبرة والنجوم الصاعدين. حقق المنتخب “البرتقالي” انتصارات مهمة، خاصة في المواجهات المباشرة مع منافسيه الرئيسيين في المجموعة، مما مكنه من اعتلاء الصدارة. أثبتت هولندا أنها فريق يصعب قهره، ويمتلك دفاعًا قويًا وهجومًا فعالًا. باتت هولندا على وشك التأهل المباشر، إذ يتطلب منها تحقيق الفوز في مباراتها القادمة، أو الحصول على ثلاث نقاط من مباراتين، لضمان موقعها في نهائيات كأس العالم 2026.
 
دلالات التأهل المبكر والتوقعات
إن اقتراب منتخبات بحجم فرنسا وإسبانيا وهولندا من التأهل المبكر له دلالات إيجابية متعددة على مسيرتها التحضيرية لكأس العالم 2026. أولاً، يزيل التأهل المبكر الضغط الهائل الذي يواجهه اللاعبون والمدربون في الجولات الأخيرة، مما يتيح لهم التركيز على التحضير البدني والتكتيكي للبطولة النهائية. يمكن للمدربين استغلال المباريات المتبقية في التصفيات لتجربة لاعبين جدد أو تكتيكات مختلفة دون المخاطرة بفقدان نقاط حاسمة. ثانياً، يعزز هذا الإنجاز من الروح المعنوية للفريق والجهاز الفني، ويوفر قاعدة صلبة للبناء عليها. ثالثاً، قد يؤثر التأهل المبكر إيجاباً على تصنيف الفيفا لهذه المنتخبات، مما قد يمنحها تصنيفاً أعلى في قرعة البطولة النهائية. هذه المنتخبات الثلاثة، بتاريخها العريق في كأس العالم، ستشكل إضافة قوية للبطولة، ومن المتوقع أن تكون من بين أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، بفضل الاستقرار الذي يوفره التأهل المبكر.
مع استمرار الجولات الختامية لتصفيات كأس العالم 2026، تترقب الجماهير بفارغ الصبر الإعلان الرسمي عن تأهل هذه المنتخبات الكبيرة، والبدء في متابعة استعداداتها للبطولة التي تعد بتنافسية وإثارة غير مسبوقة.