تصنيف الفيفا وترتيب المنتخبات العربية في قرعة كأس العالم 2026
مع اقتراب موعد سحب القرعة النهائية لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، والتي ستجمع للمرة الأولى 48 منتخبًا من مختلف أنحاء العالم، تتجه الأنظار نحو تأثير تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في تحديد مستويات المنتخبات المشاركة. يلعب هذا التصنيف دورًا حاسمًا في وضع المنتخبات ضمن الأوعية المختلفة للقرعة، مما يؤثر بشكل مباشر على مدى صعوبة المجموعات التي ستخوضها الفرق، بما في ذلك المنتخبات العربية التي تتطلع إلى تمثيل مشرف والوصول إلى أبعد نقطة ممكنة في البطولة.

تستمر مراحل التصفيات المؤهلة للبطولة في مختلف القارات، ومع كل تحديث لتصنيف الفيفا الذي يصدر بانتظام، تتضح ملامح المشهد الذي سيحدد ترتيب المنتخبات النهائية في القرعة. تشير التوقعات والتحديثات الأخيرة إلى أن المنتخبات ذات التصنيف الأعلى ستحظى بامتياز التواجد في المستويات الأولى، مما يمنحها فرصة تجنب مواجهة كبار الفرق في الدور الأول.
خلفية وتوسع كأس العالم 2026
تمثل نسخة كأس العالم 2026 علامة فارقة في تاريخ البطولة، حيث ستكون الأولى التي تستضيفها ثلاث دول (الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك)، والأولى التي يشارك فيها 48 منتخبًا بدلاً من 32. هذا التوسع أدى إلى زيادة حصص المقاعد المخصصة لكل اتحاد قاري، مما يفتح أبوابًا أوسع لمنتخبات لم تكن معتادة على التأهل، ويضاعف من أهمية الأداء المستمر للمنتخبات الطموحة.
- زيادة المقاعد: ارتفعت حصة قارتي آسيا (AFC) وأفريقيا (CAF) بشكل ملحوظ، وهما القارتان اللتان تتواجد فيهما معظم المنتخبات العربية.
- دور تصنيف الفيفا: يُعد تصنيف الفيفا هو المعيار الأساسي لتقسيم المنتخبات إلى أوعية القرعة المختلفة، حيث يتم وضع الفرق الأعلى تصنيفًا في الوعاء الأول (Pot 1) كفرق رؤوس مجموعات.
- تاريخ القرعة: عادة ما تُجرى قرعة دور المجموعات للبطولة النهائية قبل عدة أشهر من انطلاقها، ويكون تصنيف الفيفا الصادر في الفترة التي تسبق القرعة مباشرة هو المعتمد.
المنتخبات العربية وطموحاتها
تضم الساحة الكروية العربية عددًا من المنتخبات التي تتمتع بتاريخ عريق ومستويات فنية متقدمة، وتسعى جاهدة لتحقيق أفضل تصنيف ممكن لضمان قرعة مواتية في كأس العالم 2026. من بين أبرز هذه المنتخبات:
- المغرب: يعتبر المنتخب المغربي، بعد إنجازه التاريخي في كأس العالم 2022 بالوصول إلى نصف النهائي، من أبرز المنتخبات العربية والأفريقية. يحافظ على مركز متقدم في تصنيف الفيفا، مما يجعله مرشحًا قويًا للتواجد في وعاء متقدم بالقرعة النهائية.
- السعودية وقطر: المنتخبان الخليجيان اللذان شاركا في النسخة الماضية. تسعى السعودية للحفاظ على مستواها العالي، بينما تعمل قطر، المستضيف السابق، على تطوير فريقها لتحقيق تأهل جديد.
- مصر وتونس والجزائر: تمتلك هذه المنتخبات قاعدة جماهيرية وتاريخًا كرويًا غنيًا، وتعتبر من القوى التقليدية في القارة الأفريقية. تسعى لتحسين تصنيفها عبر الأداء الجيد في التصفيات والمسابقات القارية.
- منتخبات أخرى: مثل الإمارات، العراق، الأردن، وسوريا في آسيا، وموريتانيا وليبيا في أفريقيا، تطمح هي الأخرى إلى تحقيق مفاجأة والتأهل، مما سيجعل كل نقطة في تصنيف الفيفا ذات قيمة كبيرة.
آلية القرعة وتأثير التصنيف
تتم عملية القرعة بتقسيم المنتخبات إلى أوعية (Pots) بناءً على تصنيف الفيفا. على سبيل المثال، يضم الوعاء الأول أقوى المنتخبات المصنفة (عادة الدولة المضيفة وأفضل 7 فرق في التصنيف). توزيع المنتخبات على هذه الأوعية يضمن توازنًا نسبيًا في قوة المجموعات، وإن كان لا يمنع دائمًا وجود ما يُعرف بـ “مجموعة الموت”.
بالنسبة للمنتخبات العربية، يعني التواجد في وعاء أعلى فرصًا أكبر لتجنب مواجهة الفرق المصنفة عالميًا مبكرًا، وبالتالي تعزيز حظوظها في تخطي دور المجموعات والتقدم في البطولة. هذا الأمر يدفع الاتحادات والمنتخبات إلى التركيز على كل مباراة رسمية وودية، فنتائجها تساهم في حساب النقاط التي يرتكز عليها تصنيف الفيفا.
في الوقت الراهن، تركز المنتخبات العربية بشكل كبير على الأداء في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 وفي المسابقات القارية. كل انتصار يرفع من رصيد النقاط في تصنيف الفيفا، مما يقرب الفريق خطوة من الحصول على مركز أفضل في قرعة البطولة الكبرى. الطريق إلى كأس العالم 2026 لا يزال طويلًا، لكن أهمية التصنيف العالمي ستظل محورية في تحديد مصير المنتخبات الطموحة.




