تصنيف فيفا وتأثيره على مسار العراق والكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم 2026
مع اقتراب المراحل الحاسمة من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، يكتسب التصنيف الشهري الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أهمية متزايدة، حيث يلعب دوراً محورياً في تحديد مستويات المنتخبات قبل قرعة الأدوار النهائية، مما يؤثر بشكل مباشر على مسار وطموحات دول مثل العراق والكونغو الديمقراطية. ورغم أن التصنيف لا يؤكد تأهلاً مباشراً لأي مرحلة، إلا أن تقدم أي منتخب فيه يعزز من فرصه في الحصول على مواجهات أسهل نسبياً على الورق.

مسار منتخب العراق الواعد في التصفيات الآسيوية
قدم منتخب العراق أداءً لافتاً في المرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية، حيث نجح في تحقيق العلامة الكاملة بالفوز في جميع مبارياته الست ضمن مجموعته، ليتأهل بجدارة إلى المرحلة الثالثة والحاسمة من التصفيات، بالإضافة إلى ضمان مقعده في نهائيات كأس آسيا 2027. هذا الأداء المميز انعكس إيجاباً على تصنيف "أسود الرافدين" الدولي، حيث حافظ على مركز متقدم بين المنتخبات الآسيوية.
بناءً على تصنيفه الأخير الصادر في يونيو 2024، تم وضع منتخب العراق في المستوى الثالث قبل قرعة المرحلة الثالثة. هذا التصنيف يجنّبه مواجهة منتخبات قوية في نفس المستوى مثل السعودية وقطر، ولكنه يضعه في مواجهة محتملة مع أحد عمالقة القارة من المستويين الأول والثاني، مثل اليابان، إيران، كوريا الجنوبية، أو أستراليا. يعتمد حلم التأهل المباشر للعراق، للمرة الأولى منذ عام 1986، على نتيجة القرعة وقدرة الفريق على تحقيق نتائج إيجابية في مجموعة الموت المحتملة.
التحديات الكبرى للكونغو الديمقراطية في أفريقيا
على الجانب الآخر، يخوض منتخب الكونغو الديمقراطية تصفيات أفريقية معقدة وطويلة، حيث يتنافس في مجموعة تضم منتخبات قوية أبرزها السنغال، بطل أفريقيا السابق. يحتل المنتخب حالياً مركزاً متقدماً في مجموعته بعد خوض الجولات الأولى، لكن مشواره لا يزال طويلاً ومحفوفاً بالتحديات. في النظام الأفريقي، يتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، بينما يحصل أفضل أربعة منتخبات احتلت المركز الثاني على فرصة خوض ملحق قاري ثم عالمي.
يساعد تصنيف فيفا منتخب "الفهود" في الحفاظ على مكانته كأحد المنتخبات القوية في القارة، لكن نتائجه المباشرة في المباريات المقبلة، خاصة ضد منافسيه الرئيسيين، هي التي ستحدد مصيره. أي تعثر قد يكلفه فرصة التأهل المباشر ويدخله في حسابات الملحق المعقدة، مما يجعل كل مباراة قادمة بمثابة نهائي.
أهمية التصنيف وتوضيح نظام الملحق العالمي
من الضروري توضيح أن تصنيف فيفا لا يضمن التأهل لأي منتخب، بل هو أداة تستخدم لتوزيع المنتخبات على مستويات مختلفة لضمان التوازن في قرعة التصفيات. أما الملحق العالمي لكأس العالم 2026، فهو نظام جديد وموسع يمثل الفرصة الأخيرة للمنتخبات التي فشلت في التأهل المباشر من قاراتها.
سيشهد الملحق مشاركة ستة منتخبات من خمسة اتحادات قارية (باستثناء أوروبا) تتنافس على مقعدين فقط في النهائيات. وسيتم تحديد هوية هذه المنتخبات بناءً على نتائجها في المراحل النهائية من التصفيات القارية، وليس بناءً على تصنيفها العام في فيفا. بالتالي، فإن الحديث عن تأهل أي منتخب حالياً إلى هذا الملحق هو أمر سابق لأوانه، حيث لا يزال الطريق طويلاً وشاقاً أمام جميع الفرق الطامحة للوصول إلى المونديال.





