تطورات تقنية: واتساب يطلق "أسئلة الحالة" لأندرويد وجوجل تقدم تجربة الملابس الافتراضية
شهدت الساحة التكنولوجية في الآونة الأخيرة تطورين بارزين يعكسان التوجه المستمر نحو تعزيز التفاعل الرقمي وتسهيل التجارب اليومية للمستخدمين. ففي حين يعمل تطبيق التراسل الفوري واتساب على تطوير ميزة "أسئلة الحالة" التفاعلية لمستخدمي أندرويد، كشفت شركة جوجل عن ميزة مبتكرة تتيح تجربة الملابس والأحذية افتراضيًا، مما يبشر بمستقبل أكثر غنى بالتجارب الرقمية سواء في التواصل الاجتماعي أو التسوق عبر الإنترنت.

واتساب وميزة "أسئلة الحالة" الجديدة
يواصل تطبيق واتساب، الذي يمتلكه عملاق التواصل الاجتماعي ميتا، جهوده لتحسين تجربة المستخدمين من خلال إضافة ميزات جديدة تعزز التفاعل وتثري المحتوى. ومن بين هذه الميزات المنتظرة، تأتي "أسئلة الحالة" أو ما يُعرف أيضًا بـ "استطلاعات الرأي في الحالة"، والتي تهدف إلى توفير طريقة جديدة ومبتكرة للمستخدمين للتفاعل مع جهات الاتصال الخاصة بهم.
تستوحي هذه الميزة فكرتها من أدوات التفاعل الموجودة في منصات أخرى مثل قصص إنستغرام وفيسبوك، حيث تتيح للمستخدمين طرح أسئلة محددة في تحديثات حالتهم، ثم تزويد جمهورهم بخيارات للاختيار من بينها أو إدخال إجابات نصية. وهذا يعزز من الطبيعة الديناميكية والمشاركة النشطة لـ "الحالة"، التي غالبًا ما تُستخدم لمشاركة اللحظات اليومية أو الأخبار السريعة مع الأصدقاء والعائلة.
التطوير والانتشار: تشير التقارير، خاصة من مصادر موثوقة مثل WABetaInfo التي تتابع عن كثب تحديثات واتساب التجريبية، إلى أن هذه الميزة قيد التطوير حاليًا لمستخدمي نظام التشغيل أندرويد. ومن المتوقع أن تُطرح في البداية لمجموعة محدودة من المختبرين ضمن البرنامج التجريبي قبل أن يتم تعميمها على نطاق أوسع. يُعد هذا التوجه جزءًا من استراتيجية واتساب الأوسع لجعل ميزة الحالة أكثر جاذبية وتنافسية، وذلك من خلال دمج أدوات تفاعلية تزيد من الوقت الذي يقضيه المستخدمون في التطبيق.
- تعزيز التفاعل: تهدف الميزة إلى زيادة مستوى المشاركة بين المستخدمين ومحتوى حالتهم.
 - التطوير المستمر: تعكس جهود واتساب المتواصلة في تحديث وتحسين منصته.
 - التوافق مع أندرويد: التركيز الأولي على مستخدمي نظام التشغيل أندرويد.
 
هذه الخطوة تؤكد التزام واتساب بتقديم تجربة تواصل شاملة تتجاوز مجرد الرسائل النصية والمكالمات، لتشمل أدوات تفاعلية تضفي حيوية أكبر على التبادل اليومي للمعلومات والآراء.
جوجل وتجربة الملابس والأحذية الافتراضية
في تطور آخر يمس جانبًا حيويًا من حياتنا اليومية وهو التسوق، أطلقت شركة جوجل ميزة ثورية تتيح للمتسوقين تجربة الملابس والأحذية افتراضيًا قبل الشراء. تعالج هذه الميزة أحد أكبر التحديات في مجال التجارة الإلكترونية، وهو عدم القدرة على تقييم مظهر المنتج ومدى ملاءمته بشكل واقعي، مما يؤدي غالبًا إلى ارتفاع معدلات الإرجاع.
تعتمد جوجل في هذه الميزة على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والواقع المعزز (AR) لتقديم تجربة تسوق غامرة وشخصية. فبالنسبة للملابس، تستخدم جوجل نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لعرض الملابس على مجموعة متنوعة من نماذج الأجسام التي تختلف في الحجم والشكل ولون البشرة. هذا يمنح المستخدمين تصورًا واقعيًا لكيفية ظهور قطعة الملابس على شخصية مشابهة لهم، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات شراء أكثر ثقة.
أما بالنسبة للأحذية، فتستفيد الميزة من تقنية الواقع المعزز، حيث يمكن للمستخدم توجيه كاميرا هاتفه نحو قدمه ومشاهدة الحذاء يظهر افتراضيًا عليها، مما يوفر تجربة محاكاة بصرية لمظهر الحذاء في العالم الحقيقي. هذه التقنية تقلل من الغموض وتزيد من رضا العميل.
التكامل والوصول: تم دمج هذه الميزة بسلاسة في منتجات جوجل المتعددة، بما في ذلك بحث جوجل وجوجل شوبينج، مما يسهل على المتسوقين الوصول إليها أثناء تصفحهم للمنتجات المختلفة. وقد بدأت جوجل في طرح هذه الميزة بالتعاون مع عدد من العلامات التجارية الكبرى، مع خطط للتوسع لتشمل المزيد من المنتجات والتجار في المستقبل القريب.
- حل مشكلة رئيسية: تقلل من الشكوك المتعلقة بالمقاس والمظهر في التسوق عبر الإنترنت.
 - تقنيات متقدمة: تستفيد من الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز لتقديم تجربة واقعية.
 - دعم التجارة الإلكترونية: تعزز ثقة المستهلك وتخفض معدلات الإرجاع للمتاجر.
 
تُعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية جوجل الأوسع لتعميق مشاركتها في قطاع التجارة الإلكترونية وتحويل تجربة التسوق عبر الإنترنت لتصبح أكثر تفاعلية وفعالية.
الأهمية المشتركة والتأثير المستقبلي
تعكس هذه التطورات من واتساب وجوجل اتجاهات أوسع في صناعة التكنولوجيا، تتمحور حول تقديم تجارب رقمية أكثر تخصيصًا وتفاعلية وواقعية. فمن جانب، يسعى واتساب إلى تعزيز الجانب الاجتماعي لمنصته، محولًا "الحالة" من مجرد عرض للمعلومات إلى منصة للتفاعل المباشر والآراء المشتركة. ومن جانب آخر، تعمل جوجل على سد الفجوة بين العالم الافتراضي والواقعي في التسوق، مما يوفر للمستهلكين أدوات قوية لاتخاذ قرارات مستنيرة.
كلا الابتكارين يسلطان الضوء على القوة المتنامية للذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في تشكيل ملامح حياتنا الرقمية، من كيفية تواصلنا إلى كيفية تسوقنا. ومع استمرار هذه الشركات الرائدة في دفع حدود الممكن، يمكننا أن نتوقع المزيد من الميزات التي لا تسهل حياتنا فحسب، بل تجعلها أيضًا أكثر ثراءً وإثارة في المشهد الرقمي المتطور.





