تغطية إعلامية أمريكية واسعة لكلمة السيسي بقمة شرم الشيخ وإشادة ترامب بموقفه
حظيت التصريحات التي أدلى بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة استضافتها مدينة شرم الشيخ باهتمام كبير في وسائل الإعلام الأمريكية، حيث ركزت التغطية على موقفه من المقترح الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، وما تلا ذلك من إشادة من الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، مما جعل هذا التطور محورًا للتحليلات السياسية الدولية في تلك الفترة.

خلفية الحدث
جاءت كلمة الرئيس السيسي في سياق القمة العربية الأوروبية الأولى التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ خلال شهر فبراير من عام 2019. جمعت هذه القمة قادة من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي لمناقشة ملفات حيوية مثل الأمن الإقليمي، والهجرة، والتعاون الاقتصادي. كان توقيت القمة بالغ الأهمية، إذ جاء في وقت كانت فيه إدارة ترامب تستعد للكشف عن خطتها للسلام، المعروفة إعلاميًا بـ"صفقة القرن"، والتي قوبلت بتشكك واسع ورفض قاطع من القيادة الفلسطينية التي كانت تقاطع الجهود الدبلوماسية الأمريكية.
تفاصيل كلمة الرئيس السيسي
اتسمت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدبلوماسية المتوازنة، فمن جهة، أقر بالجهود الأمريكية معتبرًا أنها قد تمثل فرصة هامة لتحقيق السلام في المنطقة، ولكنه من جهة أخرى، ربط أي حل بالمبادئ الثابتة التي تستند إليها المبادرة العربية للسلام. شدد السيسي بشكل واضح على أن أي تسوية دائمة يجب أن تقوم على أساس حل الدولتين، بما يضمن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الموقف المزدوج، الذي يجمع بين الانفتاح على المبادرة الأمريكية والتمسك بالحقوق الفلسطينية الأساسية، كان العنصر الرئيسي الذي لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية.
الأصداء في الإعلام الأمريكي ورد فعل ترامب
سلطت وكالات الأنباء والمؤسسات الإعلامية الأمريكية الضوء على تصريحات السيسي باعتبارها موقفًا لافتًا ومختلفًا عن الرفض المباشر الذي أبدته أطراف أخرى في العالم العربي. وصفت التغطيات موقفه بأنه ترحيب حذر ولكنه مهم، قد يفتح الباب أمام انخراط عربي محتمل مع الخطة الأمريكية المرتقبة. وفي أعقاب ذلك، أشاد الرئيس دونالد ترامب علنًا بتصريحات الرئيس السيسي، وهو ما توافق مع استراتيجية إدارته الساعية إلى حشد دعم حلفاء رئيسيين في المنطقة، مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بهدف إضفاء شرعية إقليمية على خطتها وعزل القيادة الفلسطينية.
الأهمية والسياق
أبرز هذا التطور الدور الاستراتيجي الذي تلعبه مصر كوسيط إقليمي، كما عكس قدرتها على الموازنة الدقيقة بين تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة والتزامها التاريخي بدعم القضية الفلسطينية. بالنسبة للإدارة الأمريكية، اعتُبرت كلمات السيسي بمثابة نجاح دبلوماسي، حيث قدمت مظهرًا من التأييد العربي لمبادرتها. أما بالنسبة للمراقبين، فقد أظهر الموقف الديناميكيات المتغيرة في الشرق الأوسط، حيث أبدت بعض الدول العربية استعدادًا للتعامل مع مقترحات جديدة، حتى لو كانت مثيرة للجدل، مع الحفاظ على التزامها الشفهي بالمبادئ الراسخة.