تغيير شامل في إنستغرام: «ريلز» يتصدر الواجهة بتصميم جديد
يشهد تطبيق إنستغرام، المملوك لشركة ميتا، تحولاً جوهرياً في تصميمه، حيث أعلن آدم موسيري، رئيس إنستغرام، مؤخراً عن بدء اختبار واجهة مستخدم جديدة تماماً. يهدف هذا التحديث إلى منح مقاطع الفيديو القصيرة المعروفة باسم «ريلز» موقع الصدارة في شريط القوائم السفلي، وهو تغيير يعكس التوجه المتزايد للمنصة نحو محتوى الفيديو القصير ويُعتبر استجابة مباشرة للمنافسة الشديدة في هذا المجال.

خلفية التحول الرقمي والتنافسية
جاء هذا التغيير في سياق تطورات أوسع في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي. منذ ظهور تطبيق تيك توك وتصاعد شعبيته الهائلة، أصبحت مقاطع الفيديو القصيرة هي المحرك الرئيسي للتفاعل بين المستخدمين، خصوصاً الفئات الشابة. لمواجهة هذا المد، أطلقت إنستغرام ميزة «ريلز» في عام 2020، كمحاولة للحفاظ على قاعدة مستخدميها وجذب شرائح جديدة. ومنذ ذلك الحين، بذلت الشركة جهوداً حثيثة لدمج «ريلز» بشكل أعمق في تجربة المستخدم.
على مدار السنوات الماضية، شهدت المنصة تعديلات متكررة في الواجهة، كانت تهدف في غالبها إلى تحسين إمكانية الوصول إلى «ريلز». إلا أن الاختبار الأخير يشير إلى خطوة أكثر جرأة وحسماً، حيث لم يعد «ريلز» مجرد ميزة إضافية، بل أصبح جزءاً مركزياً من هوية التطبيق وتجربته الأساسية.
تفاصيل التحديث الجديد وأهميته
يكمن جوهر التحديث في إعادة ترتيب شريط القوائم السفلي، الذي يعتبر البوابة الرئيسية لميزات التطبيق. فبدلاً من الأيقونات التقليدية التي اعتادها المستخدمون منذ سنوات، مثل أيقونة "المتجر" أو "النشاط"، سيحل مكانها أيقونة مخصصة لـ «ريلز»، مما يجعل الوصول إلى هذا النوع من المحتوى أسرع وأكثر سهولة من أي وقت مضى. هذا التحول ليس مجرد تغيير جمالي؛ بل هو قرار استراتيجي يعكس عدة أبعاد:
- أولوية الفيديو القصير: يعزز هذا التحديث مكانة «ريلز» كأولوية قصوى لإنستغرام، ويشير إلى أن المنصة ترى مستقبلها في هذا النوع من المحتوى.
 - تغيير في سلوك المستخدم: يتجاوب إنستغرام مع البيانات التي تظهر تزايد استهلاك المستخدمين لمحتوى الفيديو القصير وانخراطهم فيه بشكل أكبر.
 - الرد على المنافسة: هو رد واضح على هيمنة تيك توك في مجال الفيديو القصير، ويأتي في إطار سعي إنستغرام لاستعادة المبادرة في هذا المضمار.
 - تأثير على بقية الميزات: قد يعني هذا التغيير أن ميزات أخرى، مثل التسوق أو الصور التقليدية، قد يتم تقليص ظهورها أو إعادة تنظيمها في أماكن أخرى من التطبيق.
 
الآثار المتوقعة وردود الأفعال
من المتوقع أن يكون لهذا التحديث تأثيرات واسعة النطاق على جميع الأطراف المعنية: المستخدمين، والمبدعين، والمُعلنين. بالنسبة للمستخدمين، سيتطلب الأمر فترة من التكيف مع الواجهة الجديدة، وقد يجد البعض صعوبة في البداية في تحديد مكان الميزات القديمة. ومع ذلك، بالنسبة لمن يفضلون محتوى «ريلز»، سيصبح الوصول إليه أسهل بكثير.
أما بالنسبة للمبدعين، فإن هذا التغيير سيضغط عليهم لإنتاج المزيد من محتوى «ريلز» إذا أرادوا البقاء في دائرة الضوء. وقد يؤدي ذلك إلى تحول في استراتيجيات المحتوى التي يتبعونها. وبالنسبة للمُعلنين، ستصبح مساحات الإعلان ضمن «ريلز» أكثر قيمة، حيث تضمن رؤية أكبر ووصولاً أوسع للجمهور.
لم يتم تحديد تاريخ الإطلاق الرسمي للواجهة الجديدة بعد، حيث أشار موسيري إلى أن التغيير لا يزال في مرحلة الاختبار مع مجموعة محدودة من المستخدمين. هذا النهج يتيح لإنستغرام جمع البيانات والتغذية الراجعة قبل طرح التحديث على نطاق واسع، مما يضمن تجربة محسنة عند الإطلاق الكامل.
المستقبل: التركيز على الفيديو والأصالة
هذا التحديث ليس مجرد تعديل بسيط، بل هو إشارة واضحة إلى رؤية إنستغرام المستقبلية، والتي تركز بشكل متزايد على الفيديو كمحرك رئيسي للتفاعل. يتماشى هذا مع التصريحات السابقة لقيادات الشركة حول ضرورة أن تصبح إنستغرام منصة فيديو بالدرجة الأولى. وبينما قد يشعر بعض المستخدمين بالحنين إلى الأيام الأولى لإنستغرام كمنصة للصور، فإن الواقع التنافسي وسلوك المستخدمين يدفعان المنصة نحو هذا التحول الجذري، سعياً للحفاظ على مكانتها كلاعب رئيسي في عالم التواصل الاجتماعي سريع التطور.





