تفاعل ضاحي خلفان مع واقعة الحرم المكي ودعوته لالتزام المعتمرين بالتعليمات
أثار مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر ما بدا أنه مشادّة بين رجل أمن وأحد المعتمرين في صحن المطاف بالحرم المكي، تفاعلاً واسعاً، كان من أبرزه تعليق الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي. وفي تغريدة له، دعا خلفان المعتمرين والزوار إلى ضرورة الامتثال لتعليمات رجال الأمن، مؤكداً أن هذه الإجراءات تهدف إلى الحفاظ على سلامتهم وتنظيم الشعائر بانسيابية.

تفاصيل الواقعة المتداولة
يُظهر مقطع الفيديو القصير الذي انتشر بشكل كبير خلال الساعات الماضية، رجل أمن سعودي وهو يبعد أحد المعتمرين بالقوة عن محيط الكعبة المشرفة. بدا المعتمر في الفيديو وهو يحاول بإصرار الوصول إلى الكعبة ولمسها، بينما كان رجل الأمن يمنعه وينفذ الإجراءات التنظيمية المتبعة في هذه المنطقة الحساسة من الحرم. أدت هذه المحاولة إلى تدافع بسيط ومشادة جسدية بين الطرفين، وهو المشهد الذي وثقته عدسات هواتف بعض الموجودين في المكان.
تأتي هذه الواقعة في سياق الجهود المستمرة التي تبذلها السلطات السعودية لإدارة الحشود الهائلة التي تفد إلى الحرم المكي، خاصة في أوقات الذروة. وتفرض قوات أمن الحرم بروتوكولات صارمة حول الكعبة لمنع التكدس الشديد الذي قد يؤدي إلى حوادث اختناق أو تدافع، ولضمان سلامة الطائفين جميعاً.
تعليق ضاحي خلفان ورسالته للزوار
في أعقاب انتشار الفيديو، علّق الفريق ضاحي خلفان عبر حسابه الرسمي على تويتر، حيث شدد على أهمية الدور الذي يقوم به رجال الأمن في الحرم. وأوضح في تعليقه أن الأوامر التي يصدرها رجال الأمن ليست شخصية، بل هي تعليمات تنظيمية تهدف في المقام الأول إلى حماية أرواح المعتمرين والزوار وتسهيل أداء مناسكهم بأمان وطمأنينة.
ودعا خلفان الجميع إلى تفهم طبيعة هذه الإجراءات والالتزام الكامل بها، مشيراً إلى أن العاطفة الدينية الجياشة يجب ألا تتعارض مع متطلبات النظام والسلامة العامة. وأكد أن التعاون مع رجال الأمن هو واجب على كل زائر لضمان تجربة روحانية آمنة للجميع.
السياق التنظيمي والأمني في الحرم المكي
تُعد إدارة الحشود في الحرم المكي من أكبر التحديات اللوجستية في العالم. وتستلزم هذه المهمة تطبيق خطط أمنية وتنظيمية دقيقة، تشمل تحديد مسارات للحركة، ومنع التوقف في أماكن معينة، وتنظيم الوصول إلى الحجر الأسود والكعبة المشرفة لتجنب الازدحام الخطير.
وقد أوضحت السلطات السعودية في مناسبات سابقة أن الإجراءات المتخذة من قبل رجال الأمن، والتي قد تبدو قاسية في بعض الأحيان، هي ضرورية للغاية وتستند إلى دراسات وتجارب طويلة لإدارة الحشود بفعالية. وتهدف هذه التدابير إلى تحقيق توازن دقيق بين تمكين الزوار من أداء شعائرهم والحفاظ على سلامتهم في بيئة شديدة الازدحام.
ردود الفعل على مواقع التواصل
انقسمت آراء المعلقين على الفيديو وتعليق خلفان إلى قسمين رئيسيين، مما يعكس وجهات نظر متباينة حول الموقف:
- فريق مؤيد للإجراءات الأمنية: دعم هذا الفريق موقف رجل الأمن وتعليق ضاحي خلفان، مؤكدين على أن السلامة والنظام العام لهما الأولوية القصوى. واعتبروا أن تصرف رجل الأمن كان مهنياً وضرورياً لمنع فوضى محتملة، وأن على الزوار إدراك حجم المسؤولية الملقاة على عاتق رجال الأمن.
- فريق متعاطف مع المعتمر: عبر هذا الفريق عن تعاطفه مع المعتمر، مشيرين إلى أن الشوق الروحي والعاطفة الدينية قد تدفع الشخص إلى تصرفات غير منضبطة. ورأى البعض أن طريقة التعامل مع الموقف كان يمكن أن تكون أكثر ليناً، مع الأخذ في الاعتبار الحالة النفسية والروحية للزوار في هذا المكان المقدس.
بشكل عام، سلطت هذه الحادثة الضوء مجدداً على التحدي المتمثل في الموازنة بين العاطفة الدينية ومتطلبات الأمن والتنظيم في أقدس بقاع الأرض.




