تفشي إنفلونزا الطيور يدفع ألمانيا لإعدام 15 ألف طائر
أعلنت السلطات الصحية في ولاية بادن-فورتنبرغ الألمانية عن اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة بؤرة جديدة لإنفلونزا الطيور، حيث تم إعدام ما يقارب 15 ألف طائر في إحدى المزارع التجارية بمقاطعة ألب-دوناو. جاء هذا القرار كإجراء وقائي عاجل بعد أن أكدت الفحوصات المخبرية التي أجراها معهد فريدريش-لوفلر، المعهد الوطني الألماني لصحة الحيوان، وجود فيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة من سلالة H5N1.

إجراءات الاحتواء والسيطرة
فور تأكيد الإصابة، فرضت وزارة الزراعة في شتوتغارت سلسلة من التدابير المشددة بهدف منع انتشار الفيروس إلى مزارع أخرى. شملت الإجراءات الفورية إعدام كامل القطيع المصاب، والذي يتكون من أنواع مختلفة من الطيور الداجنة كالبط والأوز والدجاج. بالإضافة إلى ذلك، تم فرض مناطق حجر صحي حول المزرعة المنكوبة.
وتم تحديد منطقتين رئيسيتين للرقابة:
- منطقة حماية: تمتد لدائرة نصف قطرها 3 كيلومترات حول المزرعة، ويُمنع فيها نقل الدواجن ومنتجاتها بشكل كامل.
 - منطقة مراقبة: تشمل دائرة أوسع نصف قطرها 10 كيلومترات، وتخضع فيها حركة الدواجن لقيود صارمة وتتطلب تصاريح خاصة.
 
كما تم إلزام جميع أصحاب مزارع الدواجن والطيور المنزلية في كلتا المنطقتين بإبقاء طيورهم داخل حظائر مغلقة لمنع أي احتكاك محتمل مع الطيور البرية التي تُعتبر الناقل الرئيسي للفيروس.
السياق العام لتفشي الفيروس
يأتي هذا الحادث في سياق أوسع من انتشار فيروس H5N1 في أوساط الطيور البرية في جميع أنحاء أوروبا خلال الأشهر الأخيرة، مما يزيد من خطر انتقال العدوى إلى الطيور الداجنة. وتُعد سلالة H5N1 من السلالات شديدة العدوى والمميتة بالنسبة للطيور، مما يشكل تهديدًا كبيرًا لقطاع الدواجن. وأكد الخبراء أن الإعدام الفوري للقطعان المصابة هو الإجراء الأكثر فعالية للسيطرة على تفشي المرض وحماية صناعة الدواجن على المستوى الوطني.
المخاطر على الصحة العامة والتأثير الاقتصادي
على الرغم من خطورة الفيروس بالنسبة للطيور، أكدت السلطات الصحية أن خطر انتقال العدوى إلى البشر منخفض جدًا، ويقتصر بشكل عام على الأشخاص الذين يتعاملون بشكل مباشر ومستمر مع الطيور المصابة. ومع ذلك، يُنصح الجمهور بتجنب لمس الطيور البرية المريضة أو النافقة كإجراء احترازي. وعلى الصعيد الاقتصادي، يمثل هذا التفشي خسارة فادحة للمزرعة المتضررة، كما يثير مخاوف من فرض قيود تجارية على صادرات الدواجن من المنطقة، مما قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الزراعي المحلي.





