تقرير: أوروبا مصدومة من خطة ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا
كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير حديث لها يوم الخميس، أن العديد من الزعماء الأوروبيين أعربوا عن صدمتهم وتفاجئهم إزاء خطة مزعومة من 28 بندًا، يزعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أنها كفيلة بإنهاء النزاع الدائر في أوكرانيا. ويأتي هذا الكشف ليثير تساؤلات حول التنسيق بين ضفتي الأطلسي ومستقبل الدعم لأوكرانيا.
خلفية النزاع والدعم الأوروبي
اندلعت الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، وشهدت منذ ذلك الحين تدخلًا دوليًا واسع النطاق لدعم كييف. وقد قدمت الدول الأوروبية، إلى جانب الولايات المتحدة، مساعدات عسكرية واقتصادية وإنسانية غير مسبوقة لأوكرانيا، وفرضت في الوقت نفسه عقوبات صارمة على روسيا. وكان الهدف المعلن لهذه الدول هو دعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وضمان عدم مكافأة العدوان. لقد مثّل الحفاظ على جبهة موحدة ضد روسيا محور الاستراتيجية الأوروبية والأمريكية المشتركة.
لطالما أعرب دونالد ترامب، خلال فترة رئاسته السابقة وبعدها، عن آراء مثيرة للجدل بشأن حلف الناتو والعلاقات عبر الأطلسي، ودعا مراراً إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، مشيراً إلى قدرته على تحقيق ذلك في غضون 24 ساعة. هذه التصريحات أثارت قلقاً في العواصم الأوروبية التي تعتبر الدعم المستمر لأوكرانيا حجر الزاوية في استراتيجيتها الأمنية.
تفاصيل الخطة المزعومة ورد الفعل الأوروبي
وفقًا لتقرير نيويورك تايمز، فإن الخطة المكونة من 28 بندًا التي تحدث عنها ترامب، لم تُناقش مع الحلفاء الأوروبيين أو تُقدم لهم تفاصيلها بشكل مسبق. هذا الغياب للتشاور يمثل أحد الأسباب الرئيسية للصدمة الأوروبية. تتضمن الخطة، بحسب مصادر مطلعة، بنوداً قد تفرض على أوكرانيا التنازل عن أراضٍ معينة لروسيا كجزء من تسوية سريعة، وهو ما يتعارض مع الموقف الأوروبي الراسخ الذي يرفض أي تغيير قسري للحدود المعترف بها دوليًا أو مكافأة العدوان الروسي.
تتمحور المخاوف الأوروبية حول عدة نقاط أساسية:
- تقويض السيادة الأوكرانية: قد يُنظر إلى الخطة على أنها تضغط على أوكرانيا لقبول شروط غير مواتية، مما يقوض سيادتها واستقلالها ومبادئ القانون الدولي.
- مكافأة العدوان: يخشى القادة الأوروبيون أن يؤدي أي اتفاق يتضمن تنازلات إقليمية إلى تشجيع روسيا على مزيد من العدوان في المستقبل، وإرسال رسالة مفادها أن العدوان يؤتي ثماره، مما يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
- تفكك الوحدة الأوروبية: يمكن أن تؤدي خطة أحادية الجانب إلى انقسامات داخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو حول كيفية التعامل مع النزاع ومستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة، مما يضعف جبهة الحلفاء.
- التأثير على الأمن الأوروبي: يرى العديد من القادة أن أي حل سريع لا يضمن أمن أوكرانيا بشكل كامل سيترك أوروبا عرضة لتهديدات مستقبلية من التوسع الروسي.
الآثار المحتملة على العلاقات عبر الأطلسي
إن الكشف عن هذه الخطة المزعومة يأتي في وقت حرج للعلاقات عبر الأطلسي، مع تزايد المخاوف بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا في حال عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة. يعتبر الأوروبيون الحفاظ على جبهة موحدة ضد العدوان الروسي أمراً بالغ الأهمية لأمن القارة واستقرار النظام العالمي. وقد يؤدي أي تحرك أمريكي أحادي الجانب لفرض حل إلى إضعاف حلف الناتو وتقويض الثقة بين الحلفاء، مما يدفع أوروبا لإعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية والأمنية.
يُبرز هذا التقرير الحاجة الملحة إلى تعزيز قنوات الاتصال والتنسيق بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بشأن القضايا الأمنية الكبرى، خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية الراهنة. كما يدفع التساؤلات حول قدرة أوروبا على صياغة استراتيجية دفاعية وأمنية أكثر استقلالية في حال تغير مسار السياسة الأمريكية بشكل جذري، مما قد يؤدي إلى تحولات كبيرة في المشهد الأمني العالمي.
نظرة مستقبلية
بينما تظل تفاصيل خطة دونالد ترامب غير واضحة للعامة، فإن رد الفعل الأوروبي الموصوف في تقرير نيويورك تايمز يشير إلى عمق القلق بشأن التداعيات المحتملة لأي نهج أمريكي قد يختلف عن الإجماع الحالي. سيبقى مستقبل الدعم لأوكرانيا، وتماسك الحلف الأطلسي، ومسار الحرب نفسها، رهناً بالتطورات السياسية القادمة في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، مما يجعل من الدنس الدبلوماسي والتنسيق المستمر أمراً حيوياً لتجاوز هذه التحديات.





