تقرير يكشف تفاصيل إحباط مخطط إسرائيلي لاغتيال قيادي بحماس في الدوحة
كشف تقرير إخباري نُشر في أواخر عام 2023 عن تفاصيل محاولة اغتيال معقدة يُزعم أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) خطط لتنفيذها في العاصمة القطرية الدوحة. استهدف المخطط، الذي تم إحباطه، همام خليل الحية، نجل القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية. ووفقاً للمعلومات الواردة، فإن العملية أحبِطت قبل أسابيع قليلة فقط من هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما يضيف بعداً جديداً للتوترات الأمنية التي سبقت تلك الأحداث.

تفاصيل المخطط المزعوم
بحسب التقرير الذي بثته قناة "TRT عربي"، وقعت محاولة الاغتيال المزعومة في 9 سبتمبر/أيلول 2023. كان الهدف، همام الحية، يحضر اجتماعاً لقيادة حركة حماس عُقد داخل مجمع سكني في الدوحة. ويشير التقرير إلى أن الخطة كانت دقيقة وتضمنت مراقبة مكثفة لتحركات الهدف والمجمع السكني الذي كان يتردد عليه. كانت الخلية الإسرائيلية، بحسب المصدر، قد أعدت لتنفيذ العملية عبر إحدى طريقتين: إما عن طريق قناص متمركز في شقة مجاورة تم استئجارها خصيصاً لهذا الغرض، أو من خلال تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار كانت قد زُرعت في نفس المبنى.
لم يتم الكشف عن هوية العملاء المتورطين، إلا أن طريقة التخطيط والتنفيذ المحتملة تحمل بصمات عمليات سابقة نُسبت إلى أجهزة استخبارات إسرائيلية. ويُعد استهداف شخصية مثل همام الحية في دولة مثل قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحركة حماس وتلعب دوراً محورياً في الوساطة الإقليمية، خطوة بالغة الخطورة.
إفشال العملية ودور الأمن القطري
لعبت يقظة الهدف دوراً حاسماً في إفشال المخطط. حيث أفادت التقارير بأن همام الحية شعر بوجود حركة غير طبيعية وأنشطة مريبة في محيط مكان إقامته والاجتماع، مما دفعه إلى اتخاذ إجراءات احترازية وتغيير روتينه بشكل مفاجئ. قام الحية بإبلاغ كل من والده، القيادي خليل الحية، والجهات الأمنية القطرية بشكوكه.
على إثر البلاغ، تحركت الأجهزة الأمنية القطرية بسرعة لتأمين الموقع والتحقيق في الأمر. وقد أسفرت جهودها عن كشف تفاصيل المخطط وإحباطه قبل تنفيذه. لم تصدر السلطات القطرية بياناً رسمياً مفصلاً حول الحادثة، وهو أمر شائع في القضايا الأمنية والاستخباراتية الحساسة للحفاظ على سرية التحقيقات والعلاقات الدبلوماسية.
السياق والتداعيات المحتملة
تكمن أهمية هذه الحادثة في توقيتها الدقيق، قبل أقل من شهر من عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس. يطرح هذا التوقيت تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تسعى لتوجيه ضربة استباقية لقيادة الحركة أو لجمع معلومات استخباراتية حيوية. كما أن تنفيذ عملية كهذه على الأراضي القطرية كان من شأنه أن يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، وربما يؤدي إلى أزمة دبلوماسية كبيرة، خاصة بالنظر إلى دور الدوحة كوسيط رئيسي في العديد من الملفات الإقليمية، بما في ذلك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
لم تعلق الحكومة الإسرائيلية رسمياً على هذه الادعاءات، التزاماً بسياستها المعتادة في عدم تأكيد أو نفي تورطها في عمليات سرية في الخارج. من جانبها، لم تنفِ حركة حماس التقارير، بل أكدت مصادر مقربة منها صحة محاولة الاغتيال. ويسلط الحادث الضوء مجدداً على الحرب الخفية والمستمرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والتي تمتد إلى عواصم ومناطق بعيدة عن ساحة الصراع المباشر.