توجيهات عاجلة لتطوير كورنيش النيل بالقاهرة في غضون شهر
أصدرت محافظة القاهرة، خلال الأيام القليلة الماضية، تكليفات مشددة لرؤساء الأحياء التي يمر بها كورنيش النيل، بضرورة تنفيذ خطة متكاملة وعاجلة لرفع كفاءة وتطوير الكورنيش على امتداده من منطقة شبرا شمالاً وحتى حلوان والتبين جنوباً. وحددت المحافظة جدولاً زمنياً صارماً لإتمام جميع الأعمال المطلوبة خلال شهر واحد فقط، مؤكدة على أهمية هذا الشريان الحيوي كواجهة حضارية للعاصمة المصرية.

خلفية القرار وتفاصيل التكليفات
تأتي هذه التوجيهات، الصادرة عن اللواء خالد عبد العال، محافظ القاهرة، في إطار خطة أوسع تتبناها المحافظة لتحسين المظهر الجمالي للمدينة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين. وتهدف الخطة إلى معالجة الشكاوى المتكررة من المواطنين بشأن تدهور حالة بعض أجزاء الكورنيش، وإعادة الرونق لهذا المتنفس الطبيعي الذي يرتاده الملايين من سكان القاهرة وزوارها.
وشددت التكليفات على أن مسؤولية التنفيذ تقع مباشرة على عاتق رؤساء الأحياء المعنيين، مع ضرورة التنسيق الكامل بين مختلف الهيئات الخدمية، مثل هيئة نظافة وتجميل القاهرة، لضمان تحقيق النتائج المرجوة في أسرع وقت وبأعلى جودة ممكنة. وتتضمن التعليمات إجراء متابعة دورية ورفع تقارير يومية عن نسب الإنجاز في كل قطاع.
نطاق العمل والمحاور الرئيسية للتطوير
تشمل خطة التطوير الشاملة عدة محاور رئيسية تم تحديدها بعناية لضمان تحقيق تحسين ملموس في تجربة المواطنين على طول الكورنيش. وتمتد الأعمال لتغطي المسافة الكاملة للكورنيش داخل نطاق محافظة القاهرة، مع التركيز على النقاط التالية:
- النظافة الشاملة: تكثيف حملات النظافة اليومية ورفع كافة المخلفات المتراكمة، مع منع أي مظاهر للإشغالات أو التعديات على المساحات العامة.
- الإنارة والصيانة: إجراء مراجعة كاملة لجميع أعمدة الإنارة على طول الكورنيش، وإصلاح المعطل منها، واستبدال الكشافات التالفة بأخرى حديثة وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة لضمان إضاءة جيدة وآمنة خلال فترة المساء.
- التشجير وزيادة المساحات الخضراء: إعادة تأهيل الحدائق والجزر الوسطى، وزراعة أشجار ونباتات زينة جديدة، مع صيانة شبكات الري لضمان استدامة هذه المساحات الخضراء التي تساهم في تحسين جودة الهواء وإضفاء مظهر جمالي.
- صيانة البنية التحتية: رفع كفاءة الأرصفة ومعالجة أي تكسير في البلاط، بالإضافة إلى إعادة طلاء البلدورات والأسوار الحديدية المطلة على النيل للحفاظ عليها من التآكل وتحسين مظهرها العام.
الأهمية والأثر المتوقع
يحظى كورنيش النيل بأهمية استراتيجية كونه أحد أبرز المعالم الجغرافية والاجتماعية في القاهرة. فهو لا يمثل مجرد طريق حيوي، بل هو أيضاً مساحة ترفيهية مجانية للمواطنين من مختلف الطبقات الاجتماعية، ومقصد رئيسي للسياحة الداخلية والخارجية. ومن المتوقع أن يكون لهذه الخطة العاجلة تأثيرات إيجابية متعددة، أبرزها تحسين جودة الحياة للسكان من خلال توفير متنفس نظيف وآمن، وتعزيز الصورة الحضارية للعاصمة.
كما أن الاهتمام بتطوير الكورنيش ينسجم مع التوجه العام للدولة المصرية نحو تطوير الواجهات النيلية والمناطق المفتوحة، وهو ما يعكس اهتماماً متزايداً بتحسين البيئة الحضرية وتوفير مساحات عامة لائقة تخدم المواطنين وتشجع على ممارسة الأنشطة الصحية مثل المشي والرياضة.





