توروب يبدأ مهامه في الأهلي باجتماع مع الجهاز الطبي لتقييم حالة اللاعبين
في خطوة أولى تبرز منهجيته الدقيقة في العمل، بدأ المدير الفني الجديد للنادي الأهلي، الدنماركي يس توروب، مهامه رسميًا بعقد جلسة مطولة مع الجهاز الطبي للفريق بقيادة الدكتور أحمد جاب الله. جرى هذا الاجتماع في أواخر شهر أغسطس 2024، بعد أيام قليلة من الإعلان عن توليه المسؤولية خلفًا للسويسري مارسيل كولر، وهدف بشكل أساسي إلى الحصول على صورة كاملة وواضحة عن الحالة البدنية والصحية لجميع لاعبي الفريق الأول قبل انطلاق فترة الإعداد للموسم الجديد.

خلفية وأهمية الخطوة
يأتي تعيين توروب في فترة يسعى فيها النادي الأهلي للحفاظ على هيمنته المحلية والقارية، مما يضع على عاتقه مسؤولية كبيرة. ويعتبر اجتماعه بالجهاز الطبي خطوة استباقية أساسية لأي مدرب جديد، حيث يمكنه من خلالها بناء استراتيجيته للموسم المقبل على أسس علمية سليمة. فمن خلال فهم القدرات البدنية لكل لاعب وتاريخ إصاباته، يستطيع الجهاز الفني الجديد تصميم برامج تدريبية مخصصة وتوزيع الأحمال البدنية بشكل يقلل من احتمالية حدوث إصابات مستقبلية، خاصة في ظل جدول المباريات المزدحم الذي ينتظر الفريق.
تفاصيل التقرير الطبي
خلال الجلسة، تسلم توروب تقريرًا شاملاً من الجهاز الطبي، والذي تضمن تحليلاً مفصلاً لعدة جوانب حيوية. لم يكن التقرير مجرد قائمة بالإصابات الحالية، بل امتد ليشمل ملفًا طبيًا متكاملاً لكل لاعب، يغطي النقاط التالية:
- الحالة البدنية العامة: تقييم لمستوى لياقة كل لاعب بناءً على القياسات والاختبارات التي أجريت في نهاية الموسم الماضي.
- تاريخ الإصابات: سجل مفصل للإصابات السابقة التي تعرض لها اللاعبون، ومدى تأثيرها على أدائهم، والبرامج الوقائية المتبعة لتجنب تكرارها.
- اللاعبون المصابون حاليًا: تركيز خاص على اللاعبين الذين يخضعون حاليًا لبرامج تأهيلية، وعلى رأسهم الظهير التونسي علي معلول الذي يتعافى من إصابة بقطع في وتر العرقوب، بالإضافة إلى متابعة حالات وسام أبو علي وبيرسي تاو وأكرم توفيق وغيرهم من اللاعبين الذين عانوا من إصابات متفاوتة مؤخرًا.
- البرامج التأهيلية والوقائية: استعراض للخطط العلاجية والجداول الزمنية المتوقعة لعودة اللاعبين المصابين إلى التدريبات الجماعية، بالإضافة إلى البرامج الوقائية التي يخضع لها باقي اللاعبين.
التأثير على خطط الموسم الجديد
يُعد هذا الاجتماع حجر الزاوية في استعدادات الأهلي للموسم القادم. فالمعلومات التي حصل عليها توروب ستؤثر بشكل مباشر على عدة قرارات استراتيجية. أولاً، ستساعده في تحديد القائمة النهائية للاعبين الذين سيشاركون في معسكر الإعداد الخارجي، واستبعاد أي لاعب غير جاهز بدنيًا. ثانيًا، ستمنحه رؤية واضحة حول مدى حاجة الفريق لتدعيمات في مراكز معينة خلال فترة الانتقالات، خاصة إذا كانت هناك إصابات طويلة الأمد قد تؤثر على خياراته التكتيكية. وأخيرًا، يرسخ هذا النهج علاقة عمل وثيقة ومبكرة بين الجهاز الفني والجهاز الطبي، وهو أمر ضروري لضمان تحقيق أفضل أداء ممكن من اللاعبين على مدار موسم طويل وشاق.
في المجمل، تعكس هذه البداية للمدرب الدنماركي تركيزه على التفاصيل والاعتماد على البيانات العلمية، وهو ما يبعث برسالة إيجابية إلى جماهير النادي التي تتطلع إلى مواصلة حصد الألقاب تحت قيادته الفنية الجديدة.





