توقعات 2025: من سيهيمن على سوق الحواسيب اللوحية، سامسونغ أم آبل؟
مع اقتراب عام 2025، يتجدد الجدل في عالم التكنولوجيا حول المنافسة الشرسة بين عملاقي الصناعة، سامسونغ وآبل، على صدارة سوق الحواسيب اللوحية. فبينما تستحوذ الهواتف الذكية على غالبية الاهتمام الإعلامي والمقارنات اليومية، تخوض الأجهزة اللوحية معركة حاسمة تتسم بالابتكار والتطوير المستمر، حيث تسعى كلتا الشركتين لتقديم تجارب فريدة للمستخدمين في هذا القطاع الذي يشهد تحولات مهمة.

خلفية المنافسة وتطور السوق
منذ إطلاق جهاز iPad في عام 2010، رسخت آبل مكانتها كرائد في سوق الحواسيب اللوحية، مستفيدة من نظامها البيئي المتكامل وتجربة المستخدم السلسة. في المقابل، قدمت سامسونغ تحديًا قويًا عبر سلسلة أجهزتها Galaxy Tab التي تعمل بنظام أندرويد، مركزة على التنوع في المواصفات والأسعار والميزات مثل قلم S Pen. شهد السوق بشكل عام نموًا ملحوظًا خلال جائحة كوفيد-19، حيث زاد الاعتماد على الأجهزة اللوحية للعمل والدراسة والترفيه عن بعد، إلا أن الفترة اللاحقة شهدت تباطؤًا، مما يجعل السباق على الحصة السوقية أكثر ضراوة. تُشير تقارير حديثة وتحليلات سوقية صدرت في أواخر عام 2024 ومطلع عام 2025 إلى أن عام 2025 سيكون حاسمًا في تحديد المسار المستقبلي لهذا السوق.
استراتيجيات آبل نحو 2025
تعتمد آبل في سعيها للهيمنة على سوق الحواسيب اللوحية على عدة ركائز أساسية:
- نظام iPadOS المحسن: تستمر الشركة في تطوير نظام تشغيلها الخاص بالأجهزة اللوحية، iPadOS، لتقديم تجربة أقرب للحاسوب الشخصي مع الحفاظ على سهولة الاستخدام، خصوصًا مع ميزات تعدد المهام وإدارة النوافذ.
- معالجات M-series: يُتوقع أن تستمر آبل في دمج شرائحها القوية من فئة M، مثل شريحة M4 التي قُدمت مؤخرًا في بعض أجهزة iPad Pro، مما يوفر أداءً استثنائيًا يضاهي أجهزة الحواسيب المحمولة ويدعم التطبيقات الاحترافية المتطلبة.
- شاشات OLED: تشير التوقعات إلى أن آبل قد توسع استخدام شاشات OLED لتشمل المزيد من طرازات iPad بحلول عام 2025، مما يوفر جودة عرض فائقة وألوانًا أكثر حيوية وتباينًا أعمق.
- النظام البيئي المتكامل: تستفيد آبل من التكامل السلس بين أجهزتها المختلفة (iPhone, Mac, Apple Watch)، مما يعزز ولاء المستخدمين ويسهل عليهم التبديل بين الأجهزة.
استراتيجيات سامسونغ لمنافسة 2025
من جانبها، تستعد سامسونغ لمواجهة هذا التحدي عبر استراتيجيات تركز على المرونة والتنوع:
- تنوع المنتجات: تقدم سامسونغ مجموعة واسعة من الأجهزة اللوحية، من الفئات الاقتصادية إلى سلسلة Galaxy Tab S الرائدة، لتلبية احتياجات مختلف شرائح المستخدمين.
- شاشات AMOLED: لطالما كانت سامسونغ رائدة في استخدام شاشات AMOLED عالية الجودة في أجهزتها اللوحية، وهي ميزة تنافسية قوية توفر تجربة بصرية ممتازة.
- وضع DeX: يُعد وضع DeX من سامسونغ ميزة محورية، حيث يحول الجهاز اللوحي إلى تجربة أقرب للحاسوب المكتبي عند توصيله بلوحة مفاتيح وشاشة خارجية، مما يعزز قدراته الإنتاجية بشكل كبير.
- قلم S Pen: يُعتبر S Pen أحد نقاط القوة الرئيسية لأجهزة سامسونغ اللوحية، حيث يوفر دقة وكفاءة عالية للملاحظات والرسم والمهام الإبداعية.
- الابتكار في العوامل الشكلية: قد تستكشف سامسونغ عوامل شكلية جديدة، مثل الأجهزة اللوحية القابلة للطي، بحلول عام 2025، لتوفير تجارب استخدام مبتكرة وغير تقليدية.
أهمية هذه المنافسة
تتجاوز هذه المنافسة مجرد حصص سوقية، فهي تؤثر بشكل مباشر على اتجاهات الابتكار في القطاع. الفائز في هذا السباق لا يكتسب فقط تفضيل المستهلكين، بل يحدد أيضًا معايير جديدة للأداء، التصميم، والوظائف التي نتوقعها من الأجهزة اللوحية. كما أن المنافسة تدفع الشركتين لتعزيز أنظمتهما البيئية، وتقديم خدمات وتطبيقات أفضل، مما يعود بالنفع على المستخدمين. تُعد الأجهزة اللوحية أداة حيوية في قطاعات التعليم، الرعاية الصحية، والأعمال، مما يجعل التنافس على تطويرها أمرًا بالغ الأهمية لمستقبل التقنية.
التحديات والآفاق المستقبلية
يواجه كل من سامسونغ وآبل تحديات مختلفة. تحتاج آبل إلى إيجاد طرق لجذب مستخدمين جدد إلى نظامها البيئي، وربما تقديم خيارات أكثر تنوعًا بأسعار مختلفة. بينما تحتاج سامسونغ إلى الاستمرار في تحسين تجربة أندرويد على الأجهزة اللوحية، وتعزيز التكامل بين برامجها وأجهزتها، وتسليط الضوء على ميزاتها الفريدة بشكل أكبر. مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن تلعب المعالجة الذكية على الجهاز دورًا محوريًا في كلا النظامين، مما قد يفتح آفاقًا جديدة للمنافسة والابتكار في عام 2025 وما بعده.




