جامعة أسوان تستضيف ندوة دولية لتعزيز تبادل الخبرات في علوم المصايد والأسماك
استضافت جامعة أسوان مؤخرًا ندوة علمية دولية بارزة نظمتها كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك، بهدف رئيسي هو تعزيز تبادل الخبرات البحثية والتعاون الأكاديمي على الصعيد العالمي في مجالات علوم الأحياء المائية وتكنولوجيا المصايد. أقيمت الفعاليات في قاعة المناقشات بكلية الزراعة، وشهدت حضورًا نوعيًا من الأكاديميين والباحثين من داخل مصر وخارجها، وتحديداً من الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه القطاعات الحيوية.
خلفية وأهمية القطاع
تُعد المصايد الطبيعية والاستزراع السمكي من الركائز الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية المستدامة على مستوى العالم، ومصر ليست استثناءً. فبموقعها الجغرافي الفريد الذي يضم سواحل بحرية ممتدة ونهر النيل وبحيرة ناصر، تمتلك مصر إمكانيات هائلة في هذا المجال. وتلعب جامعة أسوان، بما لها من دور محوري في تنمية صعيد مصر، دوراً استراتيجياً في تطوير هذا القطاع، خصوصاً من خلال كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك التي تأسست لتكون مركزاً للإبداع والبحث العلمي التطبيقي.
يواجه قطاع المصايد والاستزراع السمكي تحديات عالمية معقدة، مثل التغيرات المناخية، والاستغلال المفرط للموارد، وانتشار الأمراض، وتدهور جودة المياه. هذه التحديات تتطلب حلولاً مبتكرة ومتكاملة، لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تضافر الجهود البحثية وتبادل المعارف والتقنيات على مستوى دولي. تأتي هذه الندوة في إطار سعي الجامعة لمواكبة أحدث التطورات العلمية وتعزيز قدراتها البحثية والتطبيقية لمواجهة هذه التحديات.
محاور الندوة ومناقشاتها
ركزت الندوة على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تعميق الفهم وتبادل الخبرات في أحدث الابتكارات في علوم المصايد والأسماك. وقد شملت الجلسات العلمية عروضاً تقديمية ومناقشات تفاعلية غطت المواضيع التالية:
- تقنيات الاستزراع السمكي المستدام: استعرض الخبراء أحدث الممارسات والأنظمة البيئية المبتكرة التي تضمن كفاءة الإنتاج مع الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل البصمة البيئية، مثل أنظمة الاستزراع بالمياه المالحة وأنظمة إعادة تدوير المياه (RAS).
 - تحسين السلالات الوراثية للأسماك: ناقش الباحثون الأساليب المتقدمة في علم الوراثة لتحسين إنتاجية الأسماك ومقاومتها للأمراض، مما يعزز قدرتها على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة.
 - إدارة صحة الأسماك والأمراض: تناولت الجلسات الاستراتيجيات الحديثة للوقاية من الأمراض التي تصيب الأسماك في المزارع المائية وعلاجها، مع التركيز على استخدام التقنيات التشخيصية السريعة واللقاحات الفعالة.
 - تكنولوجيا ما بعد الحصاد والقيمة المضافة: تم التطرق إلى طرق معالجة الأسماك بعد الحصاد، وتصنيع منتجات جديدة ذات قيمة غذائية واقتصادية عالية، مما يساهم في تقليل الفاقد وزيادة العائد الاقتصادي للمنتجين.
 - تأثير التغيرات المناخية على النظم الإيكولوجية المائية: قدم المشاركون أبحاثاً حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على المصايد الطبيعية والمزارع السمكية، واقترحوا حلولاً للتخفيف من هذه الآثار والتكيف معها.
 
شارك في الندوة عدد من الباحثين البارزين، حيث قدم الدكتور جون سميث، الأستاذ بجامعة واشنطن الأمريكية، محاضرة قيمة حول التطورات الحديثة في تقنيات الاستزراع المائي الدقيقة. بينما استعرض الدكتور أحمد حسن، أستاذ علوم المصايد بجامعة القاهرة، جهود مصر في تطوير المزارع السمكية المتكاملة.
الأهداف والتطلعات المستقبلية
أكدت إدارة جامعة أسوان، ممثلة في الأستاذ الدكتور أيمن عثمان، رئيس الجامعة، على أهمية هذه الملتقيات الدولية في بناء جسور التعاون العلمي والمعرفي. ومن أبرز الأهداف التي تسعى الندوة لتحقيقها:
- فتح آفاق جديدة للتعاون البحثي المشترك بين كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بالجامعة والمؤسسات البحثية والجامعات الدولية.
 - تطوير برامج دراسية ومناهج تعليمية تواكب أحدث المعارف والتقنيات العالمية في علوم المصايد.
 - تدريب الكوادر الطلابية والباحثين الشباب على أساليب البحث العلمي المتقدمة وتطبيقاتها العملية.
 - نقل التكنولوجيا وتوطينها بما يخدم تنمية القطاع السمكي في مصر ويزيد من قدرته التنافسية.
 - تعزيز مكانة جامعة أسوان كمركز إقليمي ودولي للتميز في البحث العلمي المتعلق بالموارد المائية الحية.
 
من المتوقع أن تسهم مخرجات هذه الندوة في صياغة خطط عمل مشتركة، وتوقيع مذكرات تفاهم للتعاون في مشاريع بحثية مستقبلية، وتبادل الزيارات العلمية للأساتذة والطلاب. ويُعتقد أن هذه المبادرات ستعزز بشكل كبير من قدرة مصر على تحقيق الاستدامة في مواردها السمكية وتطوير صناعة الاستزراع المائي لديها، بما يخدم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة.