جدل حول عقوبات السوبر: مسؤول سابق بالزمالك يؤكد استلام النادي للقرارات عبر البريد الإلكتروني الرسمي
عادت أزمة انسحاب نادي الزمالك من بطولة كأس السوبر المصري لعام 2023 إلى الواجهة مجدداً، وذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها مسؤول سابق في إدارة النادي، مؤكداً أن الخطابات الرسمية المتعلقة بالعقوبات الصادرة من الاتحاد المصري لكرة القدم قد تم إرسالها واستلامها بالفعل عبر البريد الإلكتروني الرسمي للنادي. هذه التصريحات تثير تساؤلات حول الرواية التي قدمتها إدارة الزمالك في ذلك الوقت، والتي استندت في جزء منها إلى عدم تلقيها إخطارات رسمية بشأن قرارات لجنة الانضباط.

خلفية الأزمة: الانسحاب من كأس السوبر
تعود جذور القضية إلى شهر مايو 2023، قبيل مباراة كأس السوبر التي كان من المقرر أن تجمع بين الزمالك، بطل الدوري، والأهلي، بطل الكأس. أعلن مجلس إدارة الزمالك آنذاك، برئاسة مرتضى منصور، اعتذار النادي عن عدم المشاركة في المباراة التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة. جاء هذا القرار كخطوة تصعيدية احتجاجاً على قرار لجنة الاستئناف باتحاد الكرة بتعليق عقوبة الإيقاف الصادرة بحق لاعب الأهلي محمود عبد المنعم "كهربا"، مما سمح له بالمشاركة في المباراة. واعتبر الزمالك أن هذا القرار يتعارض مع مبادئ العدالة، مشيراً إلى أنه لم يتم إخطاره رسمياً بقرارات لجنة الانضباط المتعلقة بالقضية.
على إثر انسحاب الزمالك، قرر الاتحاد المصري لكرة القدم مشاركة نادي بيراميدز، وصيف الدوري، كطرف بديل في المباراة أمام الأهلي. كما فرض الاتحاد عقوبات على نادي الزمالك نتيجة لقراره بالانسحاب.
تصريحات المسؤول السابق وتفاصيل الإخطار
في تطور حديث للقضية، صرح أحمد إبراهيم، مدير شؤون اللاعبين السابق بنادي الزمالك، بأن جميع المراسلات الرسمية من اتحاد الكرة، بما في ذلك القرارات الخاصة بالعقوبات، كانت تُرسل بشكل روتيني إلى البريد الإلكتروني المعتمد للنادي. وأكد إبراهيم أن هذا الإجراء هو المتبع في كافة المخاطبات الرسمية، وأن الإدارة كانت على علم بهذه المراسلات. تشير شهادته إلى أن حجة عدم وصول الإخطار الرسمي التي استخدمها المجلس السابق قد لا تكون دقيقة، وأن المعلومات كانت متاحة لإدارة النادي عبر القنوات الرسمية المتعارف عليها.
موقف اتحاد الكرة الرسمي
تتوافق تصريحات المسؤول السابق مع الموقف الذي أعلنه الاتحاد المصري لكرة القدم في مناسبات عدة. حيث أكد وليد العطار، المدير التنفيذي للاتحاد، أن الإجراءات المتبعة في إخطار الأندية بالقرارات والعقوبات تتم من خلال القنوات الرسمية، والتي تشمل البريد الإلكتروني والفاكس المسجلين لكل نادٍ. ويوضح هذا الموقف أن الاتحاد يعتبر إرسال القرارات عبر هذه الوسائل بمثابة إخطار رسمي وملزم، مما يضع مسؤولية المتابعة والاطلاع على الأندية نفسها.
الأبعاد والتأثير على نادي الزمالك
تفتح هذه المستجدات الباب أمام إعادة تقييم الموقف الذي اتخذته إدارة الزمالك السابقة، وتلقي بظلال من الشك حول مدى شفافية تعاملها مع الأزمة. فإذا كانت الإخطارات قد وصلت بالفعل، فإن قرار الانسحاب قد يكون مبنياً على اعتبارات أخرى غير المعلنة. أدى هذا الانسحاب إلى فرض عقوبات مؤثرة على النادي، شملت ما يلي:
- اعتبار الفريق منسحباً من المباراة وخسارته اللقاء.
 - توقيع غرامة مالية على النادي قدرها مليون جنيه مصري.
 - حرمان النادي من حق المشاركة في النسخة التالية من بطولة كأس السوبر المصري.
 
في الختام، يمثل هذا الجدل فصلاً جديداً في العلاقة المتوترة أحياناً بين الأندية واتحاد الكرة، ويسلط الضوء على أهمية الالتزام بالبروتوكولات الرسمية للتواصل لتجنب أزمات مماثلة في المستقبل. كما تعكس هذه القضية حالة من الانقسام الداخلي حول إدارة الملفات الهامة داخل الأندية الكبرى.





