جريمة تهز مصر: مقتل طفل وتقطيع جسده بتكليف عبر الإنترنت
شهدت منطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية في مصر، خلال شهر أبريل 2024، وقوع جريمة مروعة أثارت صدمة واسعة في الرأي العام، حيث أقدم مراهق على استدراج وقتل طفل يبلغ من العمر 15 عاماً، ثم حاول تقطيع جثته تنفيذاً لطلب تلقاه عبر الإنترنت مقابل مبلغ مالي كبير. القضية كشفت عن أبعاد خطيرة تتعلق باستغلال الأطفال والمراهقين عبر الفضاء الرقمي وما يعرف بـ "الإنترنت المظلم".

تفاصيل الجريمة المروعة
بدأت فصول القضية باختفاء الطفل أحمد سعيد، البالغ من العمر 15 عاماً، حيث أبلغت أسرته عن غيابه بعد خروجه من المنزل. وبعد أيام من البحث والتحري، عثرت الأجهزة الأمنية على أجزاء من جثمانه في أماكن متفرقة. قادت التحقيقات المكثفة إلى تحديد هوية المشتبه به، وهو جار للضحية يُدعى "طارق"، يبلغ من العمر 16 عاماً. تمكنت السلطات من إلقاء القبض عليه في وقت قياسي.
أثناء استجوابه، اعترف المتهم بارتكاب الجريمة، موضحاً أنه استدرج الضحية إلى شقة استأجرها خصيصاً لتنفيذ مخططه، وقام بقتله. وأضاف أنه شرع بعد ذلك في محاولة تقطيع الجثة باستخدام أدوات حادة، بناءً على تعليمات دقيقة تلقاها عبر محادثات فيديو مع شخص آخر كان يوجهه خطوة بخطوة.
الدافع: تكليف من الإنترنت المظلم
كشفت اعترافات المتهم عن دافع صادم وغير مسبوق، حيث تبين أنه لم يكن على خلاف شخصي مع الضحية، بل كان يعمل بتكليف من شخص مصري مقيم في دولة الكويت تواصل معه عبر أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي. أقر المتهم بأن هذا الشخص أغراه بمبلغ مالي ضخم يصل إلى 5 ملايين جنيه مصري مقابل ارتكاب الجريمة وتصويرها بالفيديو.
وفقاً للتحقيقات، كان الهدف من الجريمة هو الحصول على مقطع فيديو يوثق عملية القتل وتقطيع الأعضاء البشرية لبيعه على منصات "الإنترنت المظلم" (Dark Web) التي تنشط في تجارة المحتوى غير القانوني والعنيف. طلب المحرّض من المتهم استهداف طفل يتراوح عمره بين 12 و 15 عاماً، وتصوير عملية انتزاع أعضائه الحيوية بدقة.
الإجراءات الأمنية والقضائية
بناءً على المعلومات التي قدمها المتهم، تحركت السلطات المصرية بسرعة وبالتنسيق مع الجهات الأمنية في الكويت والإنتربول الدولي. تمكنت السلطات الكويتية من تحديد هوية المحرّض وإلقاء القبض عليه، والذي اعترف بدوره بتحريض المراهق في مصر على ارتكاب الجريمة مقابل المال. وأمرت النيابة العامة المصرية بحبس المتهم الرئيسي على ذمة التحقيقات، كما بدأت إجراءات تسليم المتهم الثاني المحتجز في الكويت لمحاكمته في مصر.
التداعيات الاجتماعية والتحذيرات
أثارت القضية حالة من الفزع والغضب في المجتمع المصري، وسلطت الضوء على عدة قضايا اجتماعية ملحة، من بينها:
- مخاطر الإنترنت: أكدت الجريمة على المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون عند استخدام الإنترنت دون إشراف، وكيف يمكن استغلالهم بسهولة من قبل مجرمين عبر الشبكة.
- دور الأسرة: جددت الحادثة الدعوات لتعزيز الرقابة الأسرية على الأبناء ومتابعة أنشطتهم على الإنترنت، وتوعيتهم بكيفية حماية أنفسهم من الغرباء.
- الإنترنت المظلم: لفتت القضية انتباه الرأي العام إلى العالم الخفي لـ "الإنترنت المظلم" والجرائم المروعة التي يتم التخطيط لها وتنفيذها من خلاله، مما يستدعي تضافر الجهود الدولية لمكافحة هذه الظواهر.
لا تزال القضية قيد الإجراءات القانونية، حيث ينتظر المتهمان المحاكمة، بينما تركت الجريمة أثراً عميقاً في نفوس المصريين، لتكون بمثابة جرس إنذار حول الأخطار الخفية التي قد تتربص بالأجيال الشابة في العصر الرقمي.





