جيجي وبيلا حديد تجسّدان الأنوثة العصريّة في عرض فيكتوريا سيكريت 2025 في نيويورك
في السادس من أكتوبر 2025، استضافت مدينة نيويورك عرض أزياء فيكتوريا سيكريت السنوي المرتقب، الذي شهد حضورًا لافتًا لعارضتي الأزياء العالميتين جيجي وبيلا حديد. وقد ركز العرض، الذي أقيم في قاعة «مانهاتن سنتر» التاريخية، على تقديم رؤية متجددة للأنوثة العصرية، مبتعدًا عن المفاهيم التقليدية ليحتفي بالتنوع والقوة الفردية. ويعتبر هذا الحدث نقطة تحول جوهرية للعلامة التجارية في سعيها لإعادة ترسيخ مكانتها في عالم الموضة المتغير، ويأتي كتتويج لسنوات من التعديلات الاستراتيجية التي انتهجتها العلامة.

خلفية تاريخية: تحوّل علامة فيكتوريا سيكريت
تأتي أهمية عرض 2025 في سياق جهود متواصلة تبذلها علامة فيكتوريا سيكريت لإعادة تعريف صورتها بعد سنوات من التحديات والانتقادات. ففي العقد الماضي، واجهت العلامة انتقادات واسعة بسبب تركيزها على نمط جسدي واحد وتصوير محدود للجمال، مما أدى إلى تراجع شعبيتها ومبيعاتها. استجابة لذلك، بدأت فيكتوريا سيكريت في تنفيذ استراتيجية تحول شاملة، شملت:
- إطلاق مبادرة «ذا في إس كولكتيف» (The VS Collective): التي تضم مجموعة من النساء المؤثرات من مختلف المجالات والخلفيات، بهدف تمثيل رؤى أوسع وأكثر شمولية للجمال والأنوثة.
- التوقف عن عروض الأزياء التقليدية: والتي كانت تُعرف بـ «الملائكة»، واستبدالها بمبادرات أكثر تنوعًا وتركيزًا على السرد القصصي.
- توسيع نطاق المنتجات: لتشمل مقاسات أكبر وأنماطًا متنوعة تلائم أجسادًا مختلفة، مع التركيز على الراحة والدعم والاستدامة.
تُشكل هذه الجهود محاولة من العلامة لمواكبة التغيرات الثقافية والاجتماعية التي تدعو إلى احتضان جميع أشكال الجمال وتمكين المرأة، بعيداً عن الصور النمطية السابقة التي كانت تعتمد عليها العلامة لسنوات طويلة.
دور جيجي وبيلا حديد في إعادة تعريف الأنوثة
تُعتبر الشقيقتان جيجي وبيلا حديد من أبرز أيقونات الموضة في العصر الحالي، وقد اختارتهما فيكتوريا سيكريت لتجسيد هذه الرؤية المتجددة. تتمتع كلتا العارضتين بحضور عالمي وشعبية كبيرة، كما أنهما معروفتان بدعمهما لقضايا التنوع والشمولية في الصناعة، مما يجعلهما مثالًا للأنوثة العصرية التي تجمع بين الأناقة والقوة والتأثير المجتمعي.
- جيجي حديد: التي بدأت مسيرتها في سن مبكرة، اشتهرت بجمالها الطبيعي وشخصيتها القوية، وقد مثلت فيكتوريا سيكريت في عروض سابقة قبل فترة التوقف. يُنظر إليها كرمز للأنوثة التي تجمع بين القوة والنعومة، وتمثل المرأة الواثقة بنفسها.
- بيلا حديد: شقت طريقها الخاص كواحدة من أكثر العارضات طلبًا، وتُعرف بأسلوبها الجريء وقدرتها على التعبير عن الذات من خلال الموضة. وقد كانت جزءًا من مبادرة «ذا في إس كولكتيف»، مما يعزز دورها كوجه للعلامة في عصرها الجديد الذي يركز على الأصالة والتمكين.
ويعكس اختيارهما معًا لهذه المناسبة رغبة فيكتوريا سيكريت في الاستفادة من تأثيرهما المشترك لإيصال رسالة واضحة حول التوجه الجديد للعلامة نحو تمثيل أوسع وأكثر أصالة للمرأة العصرية في مختلف جوانب حياتها.
تفاصيل عرض 2025: رؤية جديدة في نيويورك
تجسيد الأنوثة العصرية في عرض فيكتوريا سيكريت 2025 لم يكن مجرد شعار، بل تجسد في تفاصيل الأزياء والتصميمات والموسيقى والرسالة العامة للعرض. ركزت التصميمات على تقديم قطع تعكس الثقة والراحة والتنوع، بعيداً عن الصور النمطية السابقة. وشملت أبرز ملامح المجموعة المعروضة:
- الراحة والعملية: مع الحفاظ على الجاذبية والأناقة، بعيداً عن التركيز المبالغ فيه على الإثارة السطحية.
- تنوع الأقمشة والقصات: لتعكس مختلف الأذواق وأشكال الأجسام، وتشمل خامات مستدامة وصديقة للبيئة.
- تمكين المرأة: من خلال أزياء تعبر عن الثقة بالنفس والحرية في الاختيار، بدلًا من مجرد الامتثال لمعايير جمالية محددة.
لقد قدم العرض مجموعة من القطع التي مزجت بين الأناقة الخالدة واللمسات العصرية، مع التركيز على الجودة والتفاصيل الدقيقة. وأظهرت العارضات، بمن فيهن جيجي وبيلا حديد، مجموعة واسعة من أشكال الأجسام والخلفيات، مما يعزز رسالة الشمولية التي تسعى العلامة لتبنيها بشكل متزايد.
يعكس قرار العودة إلى نيويورك لاستضافة العرض، بعد أن كانت العلامة قد ابتعدت عن العروض الكبرى لفترة، رغبة في استعادة وهجها في عاصمة الموضة العالمية. أُقيم العرض في جو احتفالي، وحضره نخبة من الشخصيات المؤثرة في عالم الموضة والإعلام. تميزت المنصة بتصميمها المبتكر الذي سمح بحركة ديناميكية للعارضات، ورافق العرض فقرات موسيقية حية قدمها فنانون عالميون. لم يكن العرض مجرد استعراض للأزياء، بل تجربة متكاملة هدفت إلى إلهام الحضور وتحدي المفاهيم السائدة حول الجمال والأنوثة. وقد شددت التصريحات الرسمية للعلامة على أن هذا العرض يمثل «فصلًا جديدًا» في تاريخ فيكتوريا سيكريت، يؤكد التزامها برؤية مستقبلية أكثر إشراقًا وشمولية.
الأهمية والتأثير المتوقع
تُعد مشاركة جيجي وبيلا حديد في عرض فيكتوريا سيكريت 2025 في نيويورك حدثاً مهماً للعديد من الأطراف. بالنسبة لفيكتوريا سيكريت، هو خطوة استراتيجية لإعادة بناء جسور الثقة مع المستهلكين الجدد والقدامى، وتأكيد التزامها بالتحول. من المتوقع أن يُساهم العرض في تعزيز مبيعاتها وإعادة تموضع العلامة كوجهة رائدة للملابس الداخلية التي تجمع بين الأناقة والشمولية والراحة. أما بالنسبة لصناعة الموضة الأوسع، فقد يشكل هذا العرض نموذجاً لكيفية تكيف العلامات التجارية الكبرى مع التوقعات المتغيرة للمجتمع ورغبات المستهلكين المتطورة. كما أنه يسلط الضوء على الدور المتزايد الذي تلعبه العارضات المؤثرات في تشكيل صورة العلامات التجارية ونقل رسائلها الثقافية. يُتوقع أن يُثير هذا العرض نقاشات واسعة حول مستقبل الموضة وكيف يمكن للعلامات التجارية أن تحتفي بالجمال بجميع أشكاله وتدعم تمكين المرأة في كل الأوقات.




