حادث دهس مروع في مصر: أب ينتقم لابنه بعد شجار طلابي ويصيب ثلاثة
في حادث مأساوي هز الرأي العام المصري، أقدم أب على دهس ثلاثة أشخاص بمركبته في محافظة الجيزة، وذلك بدافع الانتقام لابنه الذي تعرض لشجار طلابي عنيف. وقعت هذه الواقعة المروعة مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 مايو 2024، وتحولت من خلاف بسيط بين طلاب إلى جريمة بشعة تتصدر عناوين الأخبار، مما أثار موجة من القلق حول تصاعد العنف في حل النزاعات الشخصية.

الخلفية: شجار طلابي يتحول إلى عداوة شخصية
بدأت فصول هذه القضية صباح يوم الثلاثاء، عندما نشب شجار عنيف بين مجموعة من الطلاب أمام إحدى المدارس الثانوية في منطقة فيصل بالجيزة. ووفقًا للتحقيقات الأولية، فإن نجل المتهم كان طرفًا في هذا الشجار وتلقى بعض الإصابات الطفيفة. بعد عودته إلى المنزل، أخبر الابن والده (الذي لم يُكشف عن اسمه كاملاً حتى الآن) بتفاصيل المشاجرة وما تعرض له.
تزايد غضب الأب بعد سماعه لرواية ابنه، وشعر بأن كرامة عائلته قد مست، فقرر التدخل بطريقته الخاصة لأخذ الثأر. هذه المشاجرة، التي كان من الممكن حلها بالطرق القانونية أو الودية، سرعان ما تصاعدت لتأخذ منحى خطيرًا ومأساويًا بسبب قرار الأب بالانتقام وتصرفه الفردي خارج إطار القانون.
تفاصيل الحادثة: عملية الدهس والانتقام
في ساعات متأخرة من مساء نفس اليوم، تحديدًا حوالي الساعة العاشرة مساءً، قام الأب بملاحقة الطلاب الذين يعتقد أنهم اعتدوا على ابنه. وباستخدام سيارته الملاكي، تعمد المتهم دهس ثلاثة منهم كانوا يسيرون في الشارع. تسبب هذا العمل المتعمد في إصابات بالغة للمجني عليهم الثلاثة، الذين تم نقلهم فورًا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
تمكنت أجهزة الأمن المصرية من تحديد هوية الأب والقبض عليه بعد وقت قصير من الحادثة بناءً على شهادات الشهود ومقاطع الفيديو التي التقطتها كاميرات المراقبة في المنطقة. وقد تم التحفظ على السيارة المستخدمة في الجريمة كدليل جنائي، وبدأت الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهم.
التطورات الجارية والتحقيقات
حاليًا، يخضع المتهم لتحقيقات مكثفة من قبل النيابة العامة في الجيزة. ووجهت إليه تهمة الشروع في القتل العمد، بالإضافة إلى تهم أخرى تتعلق بإحداث إصابات جسيمة. أكدت المصادر الأمنية أن المتهم اعترف بارتكابه الجريمة بدافع الانتقام، مدعيًا أنه كان يدافع عن ابنه وكرامة عائلته. وقد أمرت النيابة بحبسه على ذمة التحقيقات.
أما بالنسبة لحالة المصابين، فقد جاءت التقارير الطبية الأولية لتوضح ما يلي:
- اثنان من المصابين في حالة مستقرة ويتلقيان العلاج اللازم داخل المستشفى، ومن المتوقع أن يغادرا قريبًا.
- المصاب الثالث لا يزال في العناية المركزة وحالته حرجة، حيث يعاني من كسور متعددة ونزيف داخلي، ويخضع لمتابعة طبية دقيقة.
من المتوقع أن تستمر التحقيقات لعدة أيام للكشف عن جميع ملابسات الحادث وتحديد ما إذا كان هناك شركاء آخرون أو محرضون، واستكمال جمع الأدلة قبل إحالة القضية إلى المحكمة المختصة.
التداعيات الاجتماعية وردود الفعل
أثار هذا الحادث موجة واسعة من الاستياء والقلق في الشارع المصري، حيث أعاد النقاش حول ظاهرة العنف الأسري والمدرسي، وضرورة التوعية بمخاطر اللجوء إلى الانتقام الشخصي بدلاً من اتباع الإجراءات القانونية والقضائية. طالب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومنظمات المجتمع المدني بتوقيع أقصى العقوبات على المتهم ليكون عبرة لغيره، مؤكدين على أهمية سيادة القانون وعدم التسامح مع مثل هذه الأعمال الإجرامية.
يُعد هذا الحادث بمثابة تذكير مؤلم بأن الخلافات البسيطة، إن لم يتم التعامل معها بحكمة وعقلانية ومن خلال القنوات الرسمية، يمكن أن تتصاعد لتتحول إلى مآسٍ إنسانية وجرائم تهدد أمن المجتمع وسلامته. وتواصل السلطات المعنية جهودها لضمان سير العدالة وتقديم الجناة للعدالة.





