حارب عبد الله على أعتاب الشارقة.. الصفقة تطبخ على نار هادئة
تشير تقارير إعلامية متداولة ومصادر مقربة من الأوساط الكروية الإماراتية إلى اقتراب انتقال اللاعب الدولي حارب عبد الله سهيل، نجم نادي شباب الأهلي البالغ من العمر 22 عامًا، إلى صفوف نادي الشارقة. هذه الخطوة، التي بدأت ملامحها تتضح في أوائل شهر أكتوبر الجاري، تعتبر من أبرز المفاجآت في سوق الانتقالات الصيفية الأخيرة، خاصة مع الإغلاق الرسمي لباب قيد اللاعبين الصيفي. وتثار العديد من التساؤلات حول الآلية التي سيتم بها إتمام هذه الصفقة، التي توصف بأنها "تُطبخ على نار هادئة"، نظرًا للظروف التنظيمية المحيطة بها.

خلفية الصفقة واللاعب
يُعد حارب عبد الله سهيل واحدًا من أبرز المواهب الشابة في كرة القدم الإماراتية. يشغل مركز الجناح، ويتميز بمهاراته الفنية العالية وسرعته وقدرته على صناعة وتسجيل الأهداف. بدأ مسيرته مع شباب الأهلي وتدرج في فئاته السنية حتى وصل إلى الفريق الأول، ليصبح ركيزة أساسية فيه ومع منتخب الإمارات الوطني. مساهماته الفعالة جعلت منه هدفًا للعديد من الأندية الكبرى، ما يفسر الاهتمام البالغ بوضعه الحالي.
من جانب آخر، يُعد نادي الشارقة أحد الأندية الكبرى والطموحة في دوري أدنوك للمحترفين، ويسعى دائمًا لتدعيم صفوفه بلاعبين من العيار الثقيل لتعزيز قدرته التنافسية على البطولات المحلية والقارية. هذا المسعى يتماشى مع خططه الاستراتيجية لتعزيز قوة الفريق الفنية، وضم لاعب بقيمة حارب عبد الله سيشكل إضافة نوعية كبيرة لتشكيلته الهجومية.
التطورات الأخيرة والتحديات التنظيمية
برزت أنباء الصفقة بشكل مكثف في أوائل أكتوبر الجاري، وهو توقيت يثير الاستغراب نظرًا لإغلاق فترة القيد الصيفية رسميًا في دوري أدنوك للمحترفين. تتيح لوائح الاتحاد الإماراتي لكرة القدم للأندية التعاقد مع اللاعبين "مطلقي السراح" (أي الذين انتهت عقودهم وأصبحوا بلا نادٍ) خارج فترات التسجيل الرسمية. إلا أن الغموض يكتنف وضع حارب عبد الله كونه لا يزال مرتبطًا بعقد سارٍ مع نادي شباب الأهلي، ولا يُصنف ضمن اللاعبين "مطلقي السراح".
هذا التضارب بين وضع اللاعب واللوائح السارية يضع الصفقة في إطار من التعقيد الشديد، ويجعل الأوساط الرياضية تتساءل عن الآلية التي سيتم بها تجاوز هذه العقبة. يشير مصطلح "الصفقة تطبخ على نار هادئة" إلى وجود مفاوضات سرية ومكثفة تتم بعيدًا عن الأضواء، وربما يتم البحث عن حلول قانونية مبتكرة أو الانتظار حتى الفترة الشتوية للقيد إذا كانت الأندية قد توصلت لاتفاق مبدئي.
- سيناريوهات محتملة:
- اتفاق مسبق للانتقال الشتوي: قد يكون الناديان قد توصلا لاتفاق نهائي لانتقال اللاعب في فترة الانتقالات الشتوية القادمة، مع إنهاء المفاوضات الآن.
- إعارة مع خيار شراء: يمكن أن تتم الصفقة كإعارة قصيرة المدى تتبعها صفقة شراء دائمة، ولكن هذا يتطلب غالبًا تسجيل اللاعب ضمن فترات القيد.
- فسخ عقد بالتراضي: وهو سيناريو معقد ويتطلب موافقة اللاعب والنادي، وغالبًا ما يتضمن تعويضًا ماليًا كبيرًا لإنهاء العقد الحالي.
- ثغرة قانونية: قد تكون هناك تفسيرات معينة للوائح تسمح بمثل هذه الانتقالات في حالات خاصة، وهو ما يستبعده الكثيرون في ظل وضوح لوائح القيد.
أهمية الصفقة وتداعياتها المحتملة
إذا ما تمت هذه الصفقة، فإنها ستحمل تداعيات كبيرة على عدة مستويات. بالنسبة لنادي شباب الأهلي، يعني رحيل حارب عبد الله خسارة لاعب أساسي ومؤثر، مما قد يتطلب البحث عن بديل بنفس المستوى، وهو أمر ليس بالسهل. أما بالنسبة لنادي الشارقة، فإن ضم لاعب بقيمة حارب عبد الله سيُعزز من قوته الهجومية ويقدم خيارات تكتيكية أوسع للمدرب، مما يدعم طموحاته في المنافسة على الألقاب المحلية والقارية.
على مستوى اللاعب نفسه، يمكن أن تمثل هذه الخطوة تحديًا جديدًا وفرصة لتجربة بيئة كروية مختلفة، مما قد يسهم في تطوره ورفع مستواه الفني. كما أن الصفقة، إن تمت خارج الإطار التقليدي، قد تثير نقاشات حول مرونة أو صرامة لوائح الانتقالات في كرة القدم الإماراتية، وربما تدفع إلى مراجعة بعض الجوانب التنظيمية في المستقبل.
تبقى العيون شاخصة على التطورات القادمة لهذه الصفقة المعقدة، والتي تثير اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الرياضية، بانتظار إعلان رسمي يوضح مصير حارب عبد الله والآلية التي ستتم بها عملية الانتقال المحتملة.





