حسام المندوه: الزمالك أكبر قلعة رياضية فى مصر لأنه ينجح رغم أزماته
أدلى حسام المندوه، أمين صندوق نادي الزمالك، بتصريحات لافتة مؤخراً أكد فيها على مكانة النادي كـ "القلعة الرياضية الأكبر في مصر". شدد المندوه على قدرة النادي الفريدة على تحقيق النجاحات والإنجازات البارزة، حتى في ظل التحديات والأزمات المتتالية التي يواجهها. يأتي هذا التصريح في سياق يبرز جهود الإدارة الحالية لإعادة الاستقرار للنادي ومعالجة المشكلات العالقة، ويعكس رؤية القيادة لنقاط قوة النادي وجماهيريته في مواجهة الظروف الصعبة.

الخلفية والأزمة المالية الطاحنة
تسلم مجلس إدارة نادي الزمالك الحالي، برئاسة حسين لبيب، مهام الإدارة في أواخر عام 2023، وواجه واقعاً مالياً بالغ التعقيد. كان النادي غارقاً في ديون تجاوزت مستويات غير مسبوقة، نتيجة لتراكمات إدارات سابقة وعقود غير مدروسة وسوء إدارة مالية على مدار سنوات. هذه الأزمة لم تقتصر على الديون المستحقة للاعبين والمدربين والوكلاء فحسب، بل امتدت لتشمل مستحقات لجهات حكومية ومؤسسات رياضية ودولية.
- ديون هائلة: واجه النادي مستحقات ضخمة بمليارات الجنيهات المصرية، مما أثر بشكل مباشر على السيولة المالية وقدرته على الوفاء بالتزاماته اليومية.
- حظر القيد الدولي: كانت من أبرز تداعيات الأزمة المالية فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) حظر قيد على النادي، ما منعه من تسجيل لاعبين جدد لفترات متعددة. هذا الأمر أضعف القدرة التنافسية للفرق، خاصة فريق كرة القدم الأول، وعرقل خطط التدعيم والتطوير.
- تحديات إدارية وقانونية: تزامن مع الأزمة المالية وجود قضايا قانونية معقدة ونزاعات مع لاعبين وإدارات سابقة، مما أضاف عبئاً إدارياً وقانونياً كبيراً على المجلس الجديد.
جهود الإدارة الحالية لمعالجة الأزمات
منذ اللحظة الأولى لتوليها المسؤولية، وضعت إدارة حسين لبيب خطة شاملة وطموحة للتعامل مع التركة الثقيلة. تركزت هذه الخطة على عدة محاور رئيسية بهدف استعادة الاستقرار المالي والإداري للنادي:
- تسوية الديون: بدأت الإدارة في مفاوضات مكثفة مع كافة الجهات الدائنة، ونجحت في تسوية جزء كبير من الديون القديمة، بما في ذلك مستحقات أدت إلى حظر القيد، مما سمح برفع الحظر في أوقات حاسمة.
- تعزيز الإيرادات: تم التركيز على تنشيط مصادر دخل النادي، من خلال البحث عن رعاة جدد، وتحسين إدارة الاستثمارات، واستغلال العلامة التجارية لنادي الزمالك بشكل أكثر فعالية.
- إعادة الهيكلة الإدارية: عملت الإدارة على إعادة تنظيم الهياكل الإدارية وتطبيق مبادئ الحوكمة لضمان الشفافية والكفاءة في إدارة شؤون النادي، وتجنب تكرار الأخطاء السابقة.
- توفير الدعم للفرق الرياضية: رغم الضغوط المالية، سعت الإدارة لتوفير أقصى دعم ممكن للفرق الرياضية، وخاصة فريق كرة القدم الأول، لضمان استمراره في المنافسة وتحقيق النتائج المرجوة.
النجاح الرياضي رغم التحديات
ما يميز نادي الزمالك، وفقاً لتصريح حسام المندوه، هو قدرته الفائقة على تحقيق الإنجازات الرياضية الكبرى على الرغم من الأزمات المتلاحقة. ففي فترات كان النادي يعاني فيها من حظر قيد ومن مشكلات مالية وإدارية حادة، استطاع الفريق الأول لكرة القدم أن يحصد ألقاباً هامة. من الأمثلة البارزة على ذلك الفوز ببطولات الدوري المصري الممتاز في مواسم شهدت تحديات كبيرة، بالإضافة إلى التتويج بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية، مما يؤكد على أن قوة النادي لا تكمن فقط في الإمكانيات المادية، بل في الروح القتالية للاعبين، ودعم جماهيره الغفيرة التي تعتبر السند الحقيقي للنادي في أشد الأوقات صعوبة.
دلالات التصريح وأهميته
يحمل تصريح أمين صندوق نادي الزمالك دلالات عميقة تتجاوز مجرد إحصاء للإنجازات. إنه يعكس إيماناً راسخاً بقدرة النادي على تجاوز المحن، ويُشكل رسالة طمأنة للجماهير بأن النادي، برغم كل ما يمر به، يظل كياناً عملاقاً يمتلك مقومات النهوض والتفوق. كما أنه يبرز مدى أهمية الدور الذي تلعبه الإدارة الحالية في إدارة الأزمات وتحويل التحديات إلى فرص لإثبات قوة النادي ومكانته التاريخية كأحد أبرز الأندية في القارة الأفريقية والعالم العربي. يساهم هذا التصريح في بناء الثقة داخل المنظومة الرياضية للنادي وخارجها، ويؤكد على أن الروح الرياضية والعزيمة يمكن أن تتغلب على الصعاب المادية والإدارية.
بينما يواصل مجلس إدارة نادي الزمالك جهوده الحثيثة لترسيخ الاستقرار المالي والإداري، يبقى تصريح حسام المندوه بمثابة تأكيد على الإرادة الصلبة للنادي في تجاوز كافة المحن ومواصلة مسيرته الرياضية المظفرة. يستمد النادي هذه القوة من تاريخه العريق، وقاعدته الجماهيرية الوفية، والطموح المتجدد لتحقيق المزيد من البطولات والألقاب، مما يعد بمستقبل يتخطى الأزمات الراهنة نحو آفاق أوسع من النجاحات الرياضية والإدارية المستدامة.





