حسام المندوه يصف وضع الزمالك بـ 'الكارثي': النادي كان مريضًا وأصبح في 'مرحلة الموت'
صرح حسام المندوه، أمين صندوق نادي الزمالك، بتصريحات مثيرة للجدل وصادمة حول الوضع الراهن داخل القلعة البيضاء، واصفًا إياه بـ "الكارثي" وبأن النادي قد وصل إلى "مرحلة الموت". هذه التصريحات، التي أدلى بها مؤخرًا، تسلط الضوء على عمق الأزمات التي يعيشها أحد أكبر الأندية المصرية والإفريقية، وتأتي في سياق يثير تساؤلات جدية حول مستقبل النادي وقدرته على تجاوز التحديات الحالية.

خلفية الأزمة وتصريحات المندوه
لم تكن تصريحات المندوه مفاجئة تمامًا للمتابعين، لكن صياغتها القوية تشير إلى تدهور حاد في الأوضاع. فقد أكد المندوه أن مجلس الإدارة الحالي، الذي تولى مهامه بعد فترة من الاضطرابات الإدارية، قد "استلم النادي وهو مريض". يشير هذا التعبير إلى التحديات الجمة التي ورثها المجلس من الإدارات السابقة، والتي شملت تراكم ديون ضخمة، عقوبات من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وعدم استقرار إداري ومالي، مما أثر سلبًا على جميع جوانب النادي.
وتفصيلاً، أوضح المندوه أن النادي كان يعاني من مشكلات هيكلية عميقة قبل استلام الإدارة الجديدة. هذه المشكلات تمتد لتشمل الجانب المالي، حيث تشير تقارير عديدة إلى ديون متراكمة تتجاوز مليارات الجنيهات المصرية، بالإضافة إلى مستحقات لاعبين سابقين ومدربين لم يتم سدادها، مما أدى إلى وقف القيد أكثر من مرة، وهو ما يعد تحديًا رئيسيًا يؤثر على القدرة التنافسية للنادي.
تحديات مالية وإدارية غير مسبوقة
يعتبر وقف القيد، الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على الزمالك في فترات مختلفة، من أبرز التحديات التي تواجه النادي. هذا القرار يحرم النادي من تسجيل أي لاعبين جدد، سواء بالتعاقد أو الإعارة أو حتى إعادة قيد اللاعبين العائدين من الإعارة، مما يؤثر بشكل مباشر على القدرة التنافسية للفرق الرياضية، وخاصة فريق كرة القدم الأول الذي يعتمد على تجديد وتدعيم صفوفه. وقد كان هذا الإيقاف نتيجة لعدم سداد مستحقات مالية لعدة أندية ولاعبين، منهم على سبيل المثال لا الحصر، قضية اللاعب الغاني بنجامين أشيمبونج وقضية سبورتنج لشبونة البرتغالي، إلى جانب قضايا أخرى متفرقة.
بالإضافة إلى الديون الخارجية، يواجه النادي أعباء مالية داخلية ضخمة تتعلق بمستحقات اللاعبين الحاليين، ورواتب الموظفين، وتكاليف تشغيل المنشآت وصيانتها. كل هذه العوامل تضع ضغطًا هائلاً على الموارد المالية الشحيحة للنادي، مما يعيق قدرته على الاستثمار في البنية التحتية أو في تطوير الفرق الرياضية.
على الصعيد الإداري، مر النادي بفترات من عدم الاستقرار الشديد، مع حل مجالس إدارات سابقة وتعيين لجان مؤقتة، مما أثر سلبًا على استمرارية الخطط والرؤى المستقبلية وتراكم الأزمات دون حلول جذرية. وقد جاء المجلس الحالي برئاسة حسين لبيب في محاولة لإرساء الاستقرار ووضع حلول شاملة لهذه الأزمات المتراكمة، لكن يبدو أن حجم التحدي أكبر مما كان متوقعًا.
جهود المجلس الحالي و"مرحلة الموت"
منذ توليه الإدارة، أكد المجلس الحالي مرارًا وتكرارًا على سعيه الحثيث لحل الأزمات المالية والإدارية. وقد أُطلقت مبادرات لجمع التبرعات من جماهير النادي ومحبيه، كما جرت مفاوضات مكثفة مع الدائنين لمحاولة جدولة الديون أو التوصل إلى تسويات مالية. ومع ذلك، تشير تصريحات المندوه الأخيرة إلى أن هذه الجهود، رغم أهميتها، لم تكن كافية حتى الآن لإخراج النادي من عنق الزجاجة، بل يبدو أن الوضع قد تفاقم ليبلغ ما وصفه بـ "مرحلة الموت"، وهو تعبير ينم عن يأس وإحساس بالخطر الوجودي.
يعكس وصف "مرحلة الموت" مدى خطورة الوضع، حيث قد يشير إلى عدة جوانب مقلقة:
- استنفاد الحلول التقليدية: صعوبة إيجاد حلول جذرية للديون الضخمة والعقوبات المتزايدة، مما يضع النادي في مأزق لا يمكن الخروج منه بالطرق المعتادة.
- تأثير تراكمي: المشكلات تتراكم وتتفاعل بشكل سلبي، مما يجعل الخروج من الأزمة أكثر صعوبة وتعقيدًا مع مرور الوقت، ويزيد من الضغط على الموارد المتاحة.
- تهديد الوجود: قد يعني ذلك تهديدًا مباشرًا لقدرة النادي على الاستمرار في ممارسة نشاطه الرياضي بشكل طبيعي، وقد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها على المدى الطويل.
تأثيرات الأزمة على الجانب الرياضي
تنعكس هذه الأزمات الإدارية والمالية بشكل مباشر على الأداء الرياضي للفرق، خاصة فريق كرة القدم الذي يعد واجهة النادي ومصدر فخر جماهيره. فمع وقف القيد، لا يتمكن النادي من تعزيز صفوفه بلاعبين جدد لسد الثغرات أو لتعويض اللاعبين الذين يغادرون أو ينتهي عقدهم. هذا يضع عبئًا إضافيًا على اللاعبين المتواجدين، وقد يؤثر على الروح المعنوية والاستقرار الفني للفريق ككل. كما أن عدم الاستقرار المالي قد يؤدي إلى تأخر صرف المستحقات، مما ينعكس سلبًا على تركيز اللاعبين وأدائهم داخل الملعب.
وقد شهدت نتائج الفريق الأول لكرة القدم تذبذبًا في بعض الفترات، مما أثار قلق الجماهير التي تتطلع دائمًا للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية، وتحمل الإدارة مسؤولية توفير بيئة مستقرة وداعمة للنجاح الرياضي.
ردود الفعل والخطوات المستقبلية
أثارت تصريحات المندوه ردود فعل واسعة في الأوساط الرياضية وعبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد عبر العديد من الجماهير عن قلقهم الشديد ومطالبتهم بتحرك عاجل لإنقاذ النادي. كما دعا بعض المحللين والخبراء الرياضيين إلى تكاتف الجهود من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الدولة والجهات المسؤولة، لإيجاد حلول مستدامة تضمن بقاء واستمرارية النادي العريق.
يواجه مجلس إدارة الزمالك تحديًا هائلاً يتطلب رؤية واضحة وإجراءات حاسمة وغير تقليدية. من المتوقع أن تشمل الخطوات المستقبلية محاولات مكثفة لـ جذب استثمارات جديدة، أو التوصل إلى اتفاقيات تسوية شاملة مع الدائنين، بالإضافة إلى العمل على استعادة الاستقرار الإداري والمالي الذي يمثل ركيزة أساسية لأي نهضة رياضية. من الضروري أن يتم ذلك بشفافية كاملة تجاه الجماهير التي تعد العمود الفقري للنادي ودعامته الأساسية.
الوضع الحالي يتطلب أكثر من مجرد إدارة الأزمات، بل يحتاج إلى خطة إنقاذ شاملة تضمن بقاء النادي واستعادة مكانته الرائدة في المشهد الرياضي المصري والإفريقي. تصريحات المندوه بمثابة جرس إنذار أخير يدعو الجميع لإدراك حجم الكارثة والمساهمة في إيجاد مخرج لها قبل فوات الأوان. صدرت هذه التصريحات في أواخر يناير 2024، وتأتي في سياق متجدد للأزمات التي يواجهها النادي.





