حضور بارز في عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم
شهدت القاهرة الجديدة، مساء الأربعاء، توافداً كبيراً من الشخصيات العامة والقيادات الدينية والدبلوماسية، لتقديم واجب العزاء في وفاة الدكتور أحمد عمر هاشم، أحد أبرز علماء الأزهر الشريف. وقد احتضن مسجد الشرطة في التجمع الخامس هذه المراسم المهيبة التي جسدت مدى الاحترام والتقدير الذي يحظى به الفقيد الراحل في الأوساط المصرية والعربية والإسلامية.

خلفية عن الفقيد ومكانته
يُعد الدكتور أحمد عمر هاشم قامة علمية ودينية مرموقة، ترك بصمات واضحة في الفكر الإسلامي والدعوة. تدرج الفقيد في المناصب الأكاديمية بالأزهر الشريف، حيث شغل منصب عميد كلية أصول الدين الأسبق، ثم رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وكان عضواً فاعلاً في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وهي أعلى هيئة علمية دينية في مصر والعالم الإسلامي. كما تولى رئاسة اللجنة الدينية بمجلس الشعب لعدة دورات، مما منحه نفوذاً واسعاً في الشأنين التشريعي والدعوي.
اشتهر الدكتور هاشم بعلمه الغزير في علوم القرآن والحديث والفقه، وبأسلوبه الميسر في تقديم الخطاب الديني، مما جعله مقصداً للعديد من الباحثين والجمهور على حد سواء. وقد ساهمت مؤلفاته وبرامجه التلفزيونية والإذاعية في نشر الوعي الديني الصحيح ومواجهة قضايا العصر، وترسيخ القيم الإسلامية السمحة. وبوفاته، فقدت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها الكبار.
مراسم العزاء ومشاركة الشخصيات
تواصلت مراسم العزاء حتى ساعات متأخرة من الليل، حيث توافد المعزون لتقديم مواساتهم لأسرة الفقيد. وقد عكست قائمة الحضور التنوع الكبير في الدوائر التي تأثرت بمسيرة الدكتور أحمد عمر هاشم. شمل الحضور:
- قيادات الأزهر الشريف: من بينهم شيخ الأزهر، وعدد كبير من أعضاء هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية الحالي والسابق، وعمداء الكليات وأساتذة الجامعات الأزهرية.
 - شخصيات حكومية وسياسية: ممثلون عن الحكومة المصرية، وعدد من الوزراء السابقين والحاليين، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ورؤساء أحزاب سياسية.
 - شخصيات عامة وإعلامية: إعلاميون بارزون، ومفكرون، وكتاب، وعدد من الفنانين والمثقفين.
 - بعثات دبلوماسية: سفراء وممثلو عدد من الدول العربية والإسلامية، في دلالة على مكانة الفقيد الإقليمية والدولية.
 
دلالات الحضور الواسع وأهمية الخبر
لا يمثل الحضور المكثف في عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم مجرد تقديم واجب تعزية، بل يحمل دلالات عميقة تعكس مكانته الفريدة وتأثيره العابر للحدود. إن مشاركة هذه الكوكبة من الشخصيات، من مختلف الأطياف السياسية والدينية والثقافية، تؤكد على عدة نقاط محورية:
- تقدير الإرث العلمي: هو اعتراف جماعي بالإرث العلمي والدعوي الذي تركه الفقيد، وبدوره في خدمة الدين والوطن.
 - وحدة المجتمع: يظهر هذا التجمع مدى تكاتف المجتمع المصري وتوحده في لحظات الحزن لوداع قامة وطنية.
 - مكانة الأزهر: يبرز مجدداً الأهمية المركزية لمؤسسة الأزهر الشريف وعلمائها في قلوب المسلمين حول العالم.
 - رمزية الشخصية: كان الدكتور هاشم شخصية جامعة، قادرة على كسب احترام وتقدير الجميع، بغض النظر عن انتماءاتهم.
 
إن وداع قامة مثل الدكتور أحمد عمر هاشم بحضور هذا الكم الهائل من الوجوه البارزة، يؤكد أن ذكراه ستظل خالدة، وأن إرثه العلمي والفكري سيستمر في إثراء الأجيال القادمة، مما يجعل هذا الخبر ذا أهمية كبرى على الصعيدين الديني والاجتماعي.





