حمزة عبد الكريم: كأس العالم للناشئين ينقذ موهبة واعدة من الضياع
برز اسم اللاعب حمزة عبد الكريم بقوة خلال منافسات كأس العالم للناشئين 2025، ليقدم أداءً لافتًا مع منتخب مصر تحت 17 عامًا ويصبح حديث الأوساط الرياضية. هذا التألق لم يكن مجرد عرض للمهارات الفردية، بل مثل نقطة تحول حاسمة في مسيرة لاعب كادت موهبته الفذة أن تظل حبيسة الأندية المحلية أو تضيع في غياهب عدم الاكتشاف. ففي ظل قيادة فنية للمدرب أحمد الكاس، أثبت عبد الكريم أنه يمتلك الإمكانات اللازمة للانتقال إلى مستويات أعلى، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، ليضع حدًا لتخوفات سابقة بشأن مستقبل موهبة رياضية واعدة كان يمكن أن تمر مرور الكرام دون أن تجد من يقدرها ويصقلها.

خلفية اللاعب ومسيرته قبل البطولة
قبل انطلاق كأس العالم للناشئين، لم يكن اسم حمزة عبد الكريم متداولًا بشكل واسع بين الجماهير أو حتى في أروقة كبرى الأندية. مثل العديد من المواهب الشابة في كرة القدم المصرية، واجه حمزة تحديات جمة في الحصول على الفرصة المناسبة لإبراز قدراته الكاملة. غالبًا ما كانت جهوده مقتصرة على فرق الناشئين بأندية قد لا تحظى بالتغطية الإعلامية الكافية أو الاهتمام من كشافي المواهب الكبار الذين يركزون غالبًا على الأندية الكبرى. في بيئة تنافسية شديدة ككرة القدم المصرية، حيث تزدحم أكاديميات الأندية بمئات اللاعبين الموهوبين، يواجه الكثيرون صعوبة في شق طريقهم نحو الأضواء، وتبقى الفرص محدودة جدًا للصعود إلى المستويات الاحترافية العليا. هذه المرحلة الحساسة في مسيرة أي لاعب شاب غالبًا ما تحدد مصيره، حيث يمكن أن يؤدي نقص الفرص إلى شعور بالإحباط وتراجع في مستوى الأداء، مما يجعل موهبته عرضة للضياع المحتمل.
تعتبر بطولة كأس العالم للناشئين منصة عالمية حيوية تُتيح للاعبين المغمورين فرصة لا تقدر بثمن لعرض مهاراتهم أمام جمهور دولي واسع، ومجموعة كبيرة من كشافي المواهب من الأندية الأوروبية والعالمية. كان منتخب مصر تحت 17 عامًا، بقيادة المدرب القدير أحمد الكاس، يرى في حمزة عبد الكريم إمكانات خاصة تستحق الرهان عليها، ليس فقط لقدراته الفنية الواضحة، بل أيضًا لروحه القتالية والتزامه التدريبي. هذا الإيمان بقدراته كان هو الشرارة الأولى التي دفعته نحو هذه البطولة المصيرية، حيث كان يعلم أن هذه المشاركة قد تكون فرصته الوحيدة لإثبات ذاته وتحويل مسار حياته المهنية نحو الاحتراف الحقيقي الذي طالما حلم به.
التألق في كأس العالم للناشئين 2025
منذ المباريات الأولى لـكأس العالم للناشئين 2025 التي أقيمت في الفترة الأخيرة، لفت حمزة عبد الكريم الأنظار بأدائه المميز الذي جمعه بين المهارة الفنية العالية والرؤية التكتيكية الثاقبة. فقد أظهر قدرة استثنائية على التحكم بالكرة تحت الضغط، وتوزيعها بدقة متناهية لفتح المساحات، وتسجيل الأهداف الحاسمة في أوقات حرجة. لم يقتصر تأثيره على الجانب الهجومي فحسب، بل كان له دور فعال في بناء اللعب من الخلف، والمساهمة في استعادة الكرات، والضغط المستمر على الخصم، مما جعله عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلة منتخب مصر، وأحد أبرز اللاعبين الذين اعتمد عليهم المدرب الكاس في خططه.
- في مباراة الافتتاح ضد منتخب قوي، سجل حمزة هدفًا رائعًا من تسديدة بعيدة المدى، مما منحه ثقة مبكرة ووضع اسمه على خريطة النجوم الصاعدين ليس في مصر فحسب، بل في البطولة ككل.
- خلال مرحلة المجموعات، قدم عدة تمريرات حاسمة أدت إلى أهداف لزملائه، مؤكدًا بذلك ليس فقط قدرته على التهديف، بل أيضًا على صناعة اللعب والرؤية الميدانية الشاملة.
- حظيت تحركاته بدون كرة وذكائه في قراءة مجريات اللعب، بالإضافة إلى قدرته على المراوغة في المساحات الضيقة، بإشادة واسعة من المحللين الرياضيين وكشافي المواهب الذين حضروا لمتابعة البطولة عن كثب.
- ساهمت عروضه القوية في تحقيق المنتخب لنتائج إيجابية، وتقديم أداء مشرف يعكس إمكانات اللاعبين الشباب المصريين.
لم يأتِ هذا التألق من فراغ، بل كان نتيجة لعمل شاق وتفاني في التدريبات، بالإضافة إلى توجيهات دقيقة من الجهاز الفني للمنتخب بقيادة أحمد الكاس، الذي استطاع أن يوظف قدرات عبد الكريم الفنية والبدنية في خدمة الفريق، وأن يبرز أفضل ما لديه في المحافل الدولية. هذا الأداء المتميز لم يقتصر على مباراة واحدة، بل كان سمة ثابتة طوال مشاركة المنتخب، مما رسخ مكانة حمزة كأحد أبرز المواهب في البطولة وفتح أمامه آفاقًا جديدة.
الآثار والآفاق المستقبلية
إن الأداء البارز لـحمزة عبد الكريم في كأس العالم للناشئين 2025 يمثل نقطة تحول جوهرية في مسيرته الكروية. فقد لفت الأنظار إليه بشكل كبير من قبل العديد من كشافي الأندية الأوروبية الكبرى والعربية على حد سواء، مما يفتح أمامه أبوابًا لم تكن متاحة قبل هذه البطولة العالمية. تُعد هذه المسابقة فرصة ذهبية للمواهب الشابة التي تبحث عن فرصة للانطلاق نحو مستوى الاحتراف الحقيقي والمنافسة في الدوريات الكبرى. التقارير الأولية تشير إلى اهتمام العديد من الأندية بضمه، ما يضع مستقبله الكروي على مسار جديد واعد.
من المتوقع أن تتلقى الأندية المصرية اهتمامًا متزايدًا باللاعب، وقد تبدأ المفاوضات لضمه إلى صفوف فرقها الأولى، أو حتى النظر بجدية في عروض احتراف خارجي قد تكون مربحة للاعب ولنادره. هذا الاهتمام سيوفر له بيئة أكثر احترافية لتطوير مهاراته الفنية والبدنية، وسيزيد من فرص مشاركته في بطولات كبرى واكتسابه خبرات لا تقدر بثمن في سن مبكرة. كما أن هذا التألق قد يمهد الطريق أمامه للانضمام إلى المنتخبات الوطنية للشباب والأولمبي، ومن ثم الوصول إلى المنتخب الأول مستقبلاً، ليصبح أحد الأعمدة الأساسية فيه.
إن قصة حمزة عبد الكريم تُعد مثالاً حيًا على أهمية البطولات الكبرى للناشئين في إنقاذ المواهب من الضياع وتوفير الفرص التي قد لا تتاح في الظروف العادية. فبفضل هذه البطولة، تحول حمزة من لاعب واعد غير معروف إلى نجم صاعد يحمل آمالًا كبيرة لمستقبل كرة القدم المصرية والعربية. يبقى التحدي الآن في كيفية استثمار هذا الزخم، وضمان حصول اللاعب على التوجيه الصحيح والفرص الملائمة لمواصلة التطور والوصول إلى أقصى إمكاناته، ليكون نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة من المواهب الرياضية.




